نفاق الولايات المتحدة.. التصعيد تجاه روسيا والصين مثال

توقّف المسؤول السابق في “الـCIA” غراهام إي. فاولر عند المشاحنات الكلامية التي صدرت عن ادارة الرئيس الامريكي جو بايدن ضد روسيا والصين، وقال في مقالة نشرها موقع “ريسبونسبل ستايتكرافت (Responsible Statecraft) إن الإدارة المذكورة حطّمت رقمًا قياسيًا عندما وجّهت إهانات إلى قادة كل من روسيا والصين في غضون ثمانٍ وأربعين ساعة وفي هذا الوقت المبكر من تسلمها الحكم.

وأعرب الكاتب عن دهشته حيال وصف بايدن نظيره الروسي بالقاتل و”المجرد من الروح”، بينما يحاول رسم مسار جديد للعلاقات مع روسيا، كما أعرب عن دهشته حيال “اللغة الازدرائية” التي استخدمها وزير الخارجية الأميركي انطوني بينكن مع المسؤولين الصينيين خلال الاجتماع الأخير الذي انعقد في ولاية ألاسكا الأميركية.

وقال الكاتب إن هذه الأحداث تطرح أسئلة حقيقية حول احترافية ورؤية قيادة إدارة بايدن لجهة ما إذا كانت واشنطن لا تزال مسؤولة أو قادرة على “القيادة العالمية” التي دائمًا ما تتحدث عنها.

كما اعتبر الكاتب أن تبني هكذا نهج مع روسيا والصين سيجعل الدول الأخرى مترددة حيال الانضمام إلى رؤية ونموذج أميركي لقيادة العالم.

كذلك أضاف أن “مستوى النفاق” فيما يخص الكلام عن القتل والتدخل الخارجي يثير القلق إذ إن السياسات الأميركية على مدار الأعوام العشرين الماضية أو أكثر بينت أن هناك استعدادًا كبيرًا لقتل أعداد هائلة من أجل تحقيق أهداف سياسية فشلت فشلًا ذريعًا في كل الملفات تقريبًا.

وتابع أنه ينظر إلى مئات المدنيين العراقيين والسوريين والصوماليين والليبيين والإيرانيين والأفغان والباكستانيين على أنهم أضرار جانبية في التدخلات العسكرية الأميركية المستمرة، كما لفت في نفس السياق إلى ما تقوم به الولايات المتحدة من اغتيالات وذكر تحديدًا اغتيال قائد قوات فيلق القدس السابق اللواء قاسم سليماني، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة تنتهك القانون الدولي عندما ينسجم ذلك مع مصالحها.

كما أضاف أن السلوك الذي تنتهجه إدارة بايدن إمّا أنه يعكس عدم الجدية والنزاهة حيال تاريخ ومواقف الولايات المتحدة، أو يفيد بأن واشنطن غير قادرة على أن تدقق في ذاتها.

وبيّن الكاتب أن ما يثير القلق أكثر من أي شيء آخر ربما هو أن العديد من الاميركيين اعتقدوا بأن الكثير من المشاكل ستنتهي مع رحيل الرئيس السابق دونالد ترامب بدلًا من أن ينظروا بتمعن إلى الخلل المتجذر داخل النظام الأميركي.

وأعرب الكاتب عن تخوّفه من أن يؤدي التصعيد الكلامي الأميركي الأخير حيال روسيا والصين إلى “دق المزيد من المسامير في نعش الطموحات الأميركية العزيزة للقيادة والهيمنة العالمية”.

واختتم قائلًا إن أميركا قد تكون العدو الأخطر لنفسها إذا ما استمرت في حنينها إلى الهيمنة الأميركية التي كانت، مردفًا أن هذه الهيمنة أصبحت أكثر فأكثر شيئًا من الماضي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *