ألمانيا: انتكاسة لحزب ميركل في انتخابات ولايتيْن رئيسيتيْن

تلقّى الاتحاد المسيحي الديمقراطي، حزب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، هزيمتيْن محرجتيْن في انتخابات ولايتين رئيسيتين أمس الأحد 14 آذار/ مارس 2021 في انتكاسة للحزب الذي يواجه اقتراعًا اتحاديًا في 26 أيلول/ سبتمبر سيُختار بعده من سيكون مستشارة أو مستشار ألمانيا المقبل.

في ولاية بادن- فورتمبيرغ بجنوب غرب ألمانيا، أظهرت نتائج جزئية غير رسمية أعلنتها القناة الأولى في التلفزة الألمانية “ARD” بعد فرز أكثر من سبعين بالمائة من الأصوات أن حزب الخضر حصل على 32,8%، فيما حصل حزب المستشارة ميركل، على 23,6% بتراجع عن 27% حصل عليها المحافظون في انتخابات الولاية السابقة في 2016.

وفي ولاية راينلاند بفالتس المجاورة احتل الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك في الائتلاف الحاكم في برلين، المركز الأول مرة أخرى بعد حصوله على 36,1% من الأصوات متقدمًا على الاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي حصل على 26,5% وهي أسوا نتيجة له في هذه الولاية.

كما تعرض “حزب البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي لهزيمة فادحة في الولايتين، إذ خسر الشعبويون خمس نقاط في ولاية بادن ـ فورتمبيرغ وكذلك حوالي أربع نقط في ولاية راينلاند بفالتس.

وكانت التوقعات تشير إلى هزيمة حزب المستشارة ميركل، في الولايتين في جنوب غرب ألمانيا، حيث دعي حوالي 11 مليون ناخب للتصويت، بعد الكشف عن ” فضيحة الكمامات ” والانتقادات المتزايدة حول إدارة الأزمة الصحية في البلاد.

وبدأ التصويت وسط تدابير صحية صارمة، مع فرض وضع الكمامة وتهوية المراكز وتوفير مواد معقمة، كما سجلت عمليات التصويت عبر البريد ارتفاعًا كبيرًا في ظل قيود كورونا، ما قد يؤدي إلى التأخير في إعلان النتائج النهائية الرسمية.

ومع انتصارهم في ولاية بادن فورتمبيرغ سيفوز فينفريد كريتشمان (72 عامًا) بولاية ثالثة، وهو البيئيّ الوحيد الذي يحكم ولاية ألمانية، وغالبًا ما يعتبر الائتلاف مع الاتحاد المسيحي الديموقراطي الذي يقوده منذ خمس سنوات، مختبرًا لتحالف محتمل على المستوى الاتحادي بين الحزبين بعد الانتخابات التشريعية في 26 أيلول/سبتمبر.

وفي ولاية راينلاند بفالتس، وبعدما كان حزب ميركل يأمل في وضع حد لثلاثة عقود من هيمنة الحزب الاشتراكي الديموقراطي على هذه الولاية، خرجت رئيسة الحكومة المنتهية ولايتها الاشتراكية مالو دراير، منتصرة ما يعني بقاءها لولاية جديدة.

وبعدما كانت ميركل تأمل في مغادرة السلطة في ذروة شعبيتها، تصطدم خططها بالصعوبات التي يواجهها حزبها وحليفه البافاري، فقد اضطر نائبان من الحزبين إلى الاستقالة للاشتباه بضلوعهما في قضايا فساد تتعلق بعقود أبرمتها السلطات لشراء كمامات.

ويأتي هذا الجدل في أسوأ توقيت للمحافظين الذين يترتب عليهم قريبًا اختيار مرشحهم للمستشارية، ويطمح أرمين لاشيت المنتخب حديثًا على رأس الاتحاد المسيحي الديموقراطي بقيادة الحملة الانتخابية، لكن رئيس حكومة بافاريا ماركوس زودر، من الحزب الديمقراطي المسيحي البافاري، قد يشاطره هذا الطموح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *