شعبان في حفل تخريج طلبة العلم الشرعي في دار العلوم العثمانية الباكستانية : لا تنزلقوا في أتون التطبيع فأنتم جزء من الأمة

ألقى الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي فضيلة الشيخ بلال سعيد شعبان كلمة في حفل تخريج طلبة العلم الشرعي جامعة دار العلوم العثمانية باكستان.
شعبان رأى أن هذا التخريج لطلبة العلم اليوم هو موسم من مواسم العلم الذي تحدثت عنه آيات القرآن الكريم فقال سبحانه “يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات” فالرفعة هي لأهل العلم ولأهل الإيمان، الرفعة الفعلية الحقيقية تكون على مختلف المستويات السياسية والريادية والأسرية والعلمية وحتى في ما بين الأمم، ورسول الله عليه الصلاة والسلام حض على طلب العلم معتبراً أن العلم والتعلم هو الخير بكليته، وقال صلى الله عليه وسلم “العالم والمتعلم شريكان في الخير وسائر الناس لا خير فيهم” ويقول أيضاً “كن عالماً أو متعلما ولا تكن الثالث فتهلك” الثالث هو ذلك الجاهل الذي يقعد عن العلم، لذلك مسؤوليتنا أن نطلب العلم باستمرار من أجل أن نسبر أغوار كل تلك القوانين التي وضعها الله في هذا الكون وكل العلوم هي علوم شرعية، سواء كانت علوم فقه وفكر وتفسير، أو كانت علوم فلك وطب، لأن الله عز وجل يقول في كتابه”أَفَلا يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ، وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ ، وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ ، وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ، فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ ، لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ” هي علوم مختلفة أفلاك وجيولوجيا وعلم الحيوان وغيرها ويجب أن نطلبها جميعاً من أجل أن نحسن تسخير ما وضعه الله تعالى ما بين يدينا ” وسخر لكم ما في السموات والأرض جميعاً منه”.
وخاطب الشيخ بلال شعبان طلاب العلم في دار العلوم العثمانية وأهلنا في مدينة رحيم يارخان في باكستان، قائلاً ” نحن اليوم في ذكرى الاسراء والمعراج، في ذكرى إسرائه صلى الله عليه وسلم من البيت العتيق الى المسجد الاقصى ومن ثم معراجه الى السموات العلا، وهذه الهجرة وهذا الاسراء هو يوم عظيم من أيام الله عز وجل، وجعله الله ليكون إسراء لنا من الضعف إلى القوة ومن المهانة الى العزة ومن التعلق بالأسباب الى التعلق بمسبب الأسباب ربنا تبارك في علاه، اعلموا أنه عندما تقطعت كل الأسباب الأرضية في الدعم لرسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، قال له ربه ” ما ودعك ربك وما قلى ” ورفعه الى السموات العلا ، لذلك من أهم الدروس التي نأخذها من مدرسة الاسراء والمعراج ومن سورة الاسراء هو أن الربط بين مكة والقدس لا يجب أن ينفصل، فمكة والبيت الحرام هي قبلة صلاتنا والمسجد الأقصى هو قبلة جهادنا وإمامة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هناك إماما بجميع الرسل والأنبياء هو إيذاناً بانتقال الريادة الى هذه الامة من جديد، وعندما تقرأ في مطلع سورة الإسراء “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ” ثم تأتي بعد ذلك آيات بني إسرائيل “وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا” تدرك أن هذا القرآن جاء ليقول لك أن هذا المسجد يجب أن يبقى هذا المسجد طاهرا فلا يجوز بعد ذلك أن تطغى فيه شرذمة من بني إسرائيل من أجل أن تحتله وتدنسه ، من هنا في كل 27 رجب يجب أن تتذكروا أسبوع الوقوف الى جانب القدس ، الى جانب الاقصى والأقصى آية من آيات الله عز وجل، اربطوا أبناءكم منذ نعومة أظفاركم اربطوهم بفلسطين اربطوهم بالمقدسات مهما بعدت بيننا وبينكم الشقة على المستوى الجغرافي، ربوا أولادكم أنه يجب أن يصلوا في القدس حيث صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إماماً بجميع الرسل والأنبياء، أخبروهم أنه لا يجب أن يخرج المسجد الاقصى من حظيرة الأمة، أخبروهم أنه هناك وقف على الصخرة الشريفة وعرج به إلى السموات العلا، فهل يليق بموطئ قدمه بمصلاه حيث سجد بجبينه الطاهر أن يدنس ؟ لذلك خطابنا لطلابنا لأهلنا أن يحفزوا أنفسهم من أجل أن يكونوا شركاء في مشروع التحرير القادم إن شاء الله، إن لم يهيأ لنا أن نكون في جيش عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما فتح القدس، و إن لم يهيأ لنا أن نكون في جيش صلاح الدين الأيوبي حينما حرر القدس ، فليكن همنا وغايتنا أن يكتب الله لنا بأن نكون ممن كتب الله لهم شرف تحرير الأقصى والقدس وشرف حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام “لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُود” يا مسلم يا عبد الله هي أعظم شهادة وهي أعظم وسام.
ودعا فضيلته باكستان على مستوى السلطة السياسية والحكومية أن لا تنزلق في أتون التطبيع والانحدار صوب خدمة المشروع الصهيوني ودول الكفر العالمي، أنتم جزء مكمل وعزيز من هذه الأمة ولا يجوز أن تخضعوا لا لترهيب ولا لترغيب من أجل أن تسيروا في فلك أمريكا وفي فلك الصهيونية العالمية، مكانكم ومكانتكم هي في ما بين أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عشرات الملايين بل مئات الملايين من شرق آسيا ، من باكستان من بنغلادش من ماليزيا من أندونيسيا من كل تلك الدول، ستتحد من أجل أن تحرر أطهر بقعة على وجه هذه الأرض بعد مكة الكرمة عندما نتجه جميعاً صوب الأقصى من أجل أن تحرره .
وختم فضيلته “أيها الجيش الباكستاني مسؤوليتك أن تكون جزءا من جيش التحرير القادم لأرض الأٌقصى والقدس وفلسطين، والإسراء هو إسراء عزة والمعراج هو معراج نصر قريب إن شاء الله ، فكونوا شركاء في هذا النصر المؤزر القريب بحول الله وقوته.
إنـا على موعد يا قدس فانتظري … يـأتـيك عند طلوع الفجر جــــرّار
جـيـشٌ تـدرّع بالإيـــمان يدفعــه … لـنـصـــــرة الحق تأكيد وإصرار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *