أحمد الحاج علي / العهد الاخباري
يبدأ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم زيارة إلى الإمارات والسعودية وقطر تستمرّ حتى 12 آذار/مارس الحالي.
وبحسب الناطقة الرسمية للخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، ستُناقش جولة لافروف العلاقات الثنائية بين روسيا وتلك الدول من جوانبها كافة ومختلف مستوياتها، وتحديد سبل تطويرها المتوقع.
تستند روسيا في مهمّتها الخليجية الى الاتفاقيات التي جرى التوصل إليها سابقا على أعلى المستويات، وذلك كمرجعيةٍ أساسية لبحث أفق تطوير العلاقات.
روسيا تولي اهتمامًا كبيرًا لمسائل توسيع التعاون التجاري، والتفاهم حول مشاريع استثمارية واعدة مشتركة جديدة، الأمر الذي يجري تكثيف جهود اللجان الحكومية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والتقني حولها.
الزيارة في هذا التوقيت الحسّاس وفي ظل الأحداث والتطورات الدراماتيكية التي تشهدها المنطقة تحمل في طيّاتها أهمية بالغة على المستوى الإقليمي، فقد أشارت الخارجية الروسية الى ضرورة تبادل وجهات النظر مع تلك الدول حول الأجندات الشرق أوسطية وبشكل معمّق وموضوعي، مع التركيز على أهمية حل النزاعات القائمة في المنطقة من خلال الحوار ومراعاة المصالح والهواجس المشروعة لجميع الأطراف المعنية.
وبحسب معلومات “العهد”، فإن الدول الثلاث تشملها مبدئيًا جولة رأس الدبلوماسية الروسية برفقة نائبه مبعوث الرئيس الروسي الخاص لمنطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا ميخايل بوغدانوف، أي أن هناك احتمالًا لتوسيع محطات هذه الجولة وفق الضرورة والمعطيات والتطورات.
الملفّ السوري في صُلب جدول الجولة
ومن المتوقع مناقشة الملفّ السوري بجوانبه كافة ونتائج اجتماع منصة أستانا للدول الضامنة الأخير في سوتشي، وخصوصًا آليات تمويل ومساعدة عودة النازحين في ظل عرقلة ممنهجة على رأسها العرقلة الأميركية الممسكة بمفاتيح آليات تحويل الأموال الضرورية لهذه العملية الانسانية الى جانب الوجود الأميركي المزعزع لمساعي التوصّل لأيّ استقرار.
مصادر مطّلعة على موقف السياسة الخارجية الروسية تحدّثت لـ”العهد” عن خشية موسكو من تحوّل وضع شمال سوريا الى ما يُشبه وضع شمال قبرص، فاللغة التركية باتت تُدرّس في مدارس المنطقة الخاضعة لسيطرة جماعات موالية لتركيا، حيث ينتشر التداول بالعملة التركية، فضلًا عن منح عدد كبير من المواطنين السوريين جوازات وهويات تركية.
وتشمل الجولة الخارجية الروسية البحث في مساعي وقف الحرب في اليمن، ملف الاتفاق النووي مع إيران وإيجابية احتمال عودة الولايات المتحدة إليه ليُصار الى التزام جميع الأطراف بتعهّداتها وطمأنة ممالك الخليج حيال ذلك في حال حصوله.
تشكيل الحكومة اللبنانية..
ومن خلال مُتابعة التواصل المتبادل بين مختلف الجهات اللبنانية مع الخارجية الروسية يمكن الحديث عن مساعٍ لدى موسكو لتقريب وجهات النظر بين الأطراف والقوى والدول المؤثّرة على مسار تشكيل الحكومة المتعثّر ومن بينها دول خليجية تشملها الزيارة.
من خلال الحديث الى مصادر رفيعة المستوى في الخارجية الروسية، يمكن توصيف دور موسكو على أنه يأتي من باب تقديم النصيحة لكافة الأطراف السياسية اللبنانية بأن “يحصروا اهتماماتهم بمهمّة تشكيل الحكومة مرحليًا وأن يتخلّوا عن التفكير في مستقبلهم السياسي حاليًا، في هذه الحال ممكن أن تنحل عقد التشكيل”، وقد تشهد الأيام القليلة القادمة لجولة لافروف على لقاءات تندرج ضمن هذا التوجه.