تناول الكاتبان في موقع شبكة “سي إن إن” الإخبارية أرون ديفيد ميلر وريشارد سوكولسكي مواقف رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ورئيس هيئة أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي حول ضرورة عدم العودة الى الاتفاق النووي مع إيران.
وقال الكاتبان إن هذه المواقف كانت موجهة الى واشنطن وليس طهران، إذ تحاول تل أبيب توجيه رسالة للأميركيين بضرورة عدم العودة الى أي اتفاق مع إيران لا يحظى بموافقتها.
وبينما استبعد الكاتبان أن يقرر نتنياهو شن هجوم على إيران في المستقبل القريب، نبّها الى أن قيام الكيان الصهيوني بتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية قد يكون مسألة وقت في حال عدم تمكن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من إيجاد طريقة لتقييد برنامج إيران النووي، وتوقعا أن تنجر أميركا بسهولة الى هكذا سيناريو.
عقب ذلك، أشار الكاتبان الى عدد من “الحقائق القاسية” فيما يخص توجيه ضربة لإيران والتي يتوقف عندها نتنياهو والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وأشارا في هذا السياق الى أن الجيش الإسرائيلي وبينما يستطيع “إرجاع برنامج إيران النووي ربما عامين الى الوراء”، إلّا أنه لا يستطيع القضاء على هذا البرنامج.
وحذر الكاتبان من أن مهاجمة إيران من دون وجود أسباب مقنعة قد تضع كيان الاحتلال في عزلة بدلا من الجمهورية الاسلامية، وتُسرّع أيضا مساعي طهران لبناء سلاح نووي داخل منشآت مكشوفة أقل.
كما حذرا من أن أي هجوم على إيران قد يدفع بحزب الله الى إطلاق آلاف الصواريخ على الأراضي المحتلة، ومن أن ذلك سيوقع مئات الضحايا بين المستوطنين.
الكاتبان اعتبرا أن مصدر القلق الأساس لنتنياهو هو أميركا، وأشارا الى أن هناك إجماعًا على أن “إسرائيل” لن تقدم على ضرب إيران من دون موافقة او على الأقل “رضوخ” الولايات المتحدة، وذلك بسبب التداعيات الخطيرة لمثل هكذا سيناريو، وأضافا أنه من شبه المؤكد أن لا يقوم نتنياهو بمفاجأة واشنطن بتوجيه ضربة لطهران من دون إبلاغها.
واستبعد الكاتبان حدوث ذلك، وقالا إن جو بايدن يريد الانخراط مع إيران وليس مهاجمتها، وتابعا أن سبب ذلك هو أن عدم التوصّل الى حلّ للملف النووي الإيراني قد يجرّ الولايات المتحدة الى حرب إقليمية قد يدخل فيها “الإرهاب الذي ترعاه إيران” وقد تشهد استهداف منشآت وناقلات النفط، وكذلك عمليات يقوم بها حلفاء إيران في العراق وسوريا والتي قد تقوض الأهداف الأميركية في هذين البلدين.
وبحسب الكاتبين، قد تشغل التداعيات بايدن عن أولويته الأساسية والتي هي التعافي في الداخل الأميركي، وهي ستؤدي الى ارتفاع أسعار النفط وجر الولايات المتحدة الى الشرق الأوسط في الوقت الذي تريد فيه “الاستدارة” إلى آسيا من أجل مواجهة الصين.
كما تابع الكاتبان أنه من المستبعد أن يعطي بايدن حرية مطلقة لنتنياهو بتخريب مساعيه للانخراط مع إيران، واستبعدا أيضا أن يستجيب بايدن للرغبات الإسرائيلية بتمديد بنود الاتفاق النووي التي تسمح بإجراء عمليات تفتيش مكثفة للمنشات النووية الإيرانية، وأيضا بوضع “قيود حقيقية” على برنامج إيران للصواريخ البالتسية ودحر نفوذ إيران الإقليمي.
الكاتبان لفتا الى أن خيارات كيان العدو للعمل العسكري ستكون محدودة في حال أعادت إدارة بايدن إحياء الاتفاق النووي مع إيران أو حتى في حال تقديم طهران القليل من التنازلات مقابل عدم قيام أميركا بتخفيف الكثير من العقوبات، وخلصا الى أن هذا الكيان قد يتصرف وحده في حال عدم التوصل الى اتفاق وخاصة إذا ما قامت إيران بتكثيف برنامجها النووي.