هل قرر بايدن إبقاء قواته في العراق إلى الأبد؟

يسعى الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تنفيذ مخطط يبقي الوجود العكسري لقواته في العراق إلى الأبد، وذلك بذرائع سبق أن أطلقتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب دون أن يتحقق شيء منها.

الطرح الأميركي الذي قدمته إدارة بايدن لدورها في العراق لا يشير إلى حصول تحولات كبيرة، إذ إن جميع الأهداف التي ذُكرت هي من الأهداف الأميركية المعلنة منذ العام 2003.

وفي هذا السياق، تحدثت الكاتبة بوني كريستيان في مقالة نشرها موقع “ديفانس وان” الأميركي عن تصريحات نائب السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة ريتشارد ميلز حول أهداف إدارة بايدن في العراق والتي جاءت خلال جلسة لمجلس الأمن يوم الثلاثاء الماضي.

وأشارت الكاتبة إلى أن ميلز قال إن الأولويات الأميركية تشمل مساعدة العراق على ما أسماه “بسط سيادته في مواجهة الأعداء في الداخل والخارج” من خلال منع عودة “داعش” والعمل على تحقيق الاستقرار في العراق.

ولفتت إلى ما قاله حول تسهيل اجراء “الانتخابات الحرة والنزيهة” ومواجهة ما أسماه “الميليشيات المرتبطة بإيران” والجماعات الإرهابية مثل “داعش”، بالإضافة إلى تخصيص الأموال للتنمية الاقتصادية وتحسين الوضع الإنساني والقضاء على الفساد، على حد قوله.

الكاتبة قالت إن “الوجود الأميركي في العراق سيستمر إلى أجل غير مسمى في حال جرى تبني هذه الأهداف”، معتبرة أن “تصريحات ميلز لا تشير إلى حصول تحولات كبيرة في الدور الأميركي في العراق”.

ورأت أن “جميع الأهداف التي ذُكرت باستثناء موضوع “داعش” هي من الأهداف الأميركية المعلنة منذ العام 2003″، وأن لائحة الأهداف لم تتقلص”، موضحة أنه “لا يمكن القضاء الكامل على “داعش” عبر الوسائل العسكرية، وبالتالي فإن استمرار الوجود العسكري الأميركي في العراق حتى القضاء على آخر إرهابي هناك يعني الوجود بشكل دائم في المستقبل المنظور”.

وأضافت الكاتبة أن “الحرب الأميركية في العراق تحولت منذ فترة إلى “مشروع مكافحة الإرهاب والتمرد”، وإنهاء هذه الحرب يقتضي انهاء هذا المشروع”.

وتابعت أن “التعامل مع بقايا “داعش” لا يتطلب إبقاء القوات الأميركية على الأرض إلى أجل غير مسمى، وأن على بايدن أن يدرك أن الولايات المتحدة ليست الخصم الوحيد للإرهاب إذ ان جميع القوى الإقليمية (بما فيها إيران) ليست صديقة لـ”داعش” وتقتضي مصلحتها السيطرة على تمدد التنظيم الإرهابي”.

الكاتبة ذكرت أن “إطالة أمد الوجود العسكري الأميركي في العراق يساهم في ارتفاع حدة التصعيد من خلال وضع القوات الأميركية في خطر من جهات عديدة معادية للولايات المتحدة”، وسمت في هذا السياق “داعش” و”الميليشيات المرتبطة بإيران”.

كما حذرت من أن “إطالة امد الحرب في العراق تزيد من احتمالات الحرب مع إيران وتتضارب مع اهداف بايدن على صعيد العلاقات بين واشنطن وطهران”.

وأشارت الكاتبة إلى أن “الغالبية الساحقة من الشعب الأميركي لا يدعمون الحرب في العراق، وتدرك هذه الغالبية ما لا تدركه الحكومة الأميركية على ما يبدوا وهو ان التأخير في انهاء هذه الحرب هو خطأ يضاف إلى خطأ غزو العراق”.

وختمت الكاتبة مشددة على “ضرورة أن ينهي بايدن هذه الحرب وان يسحب جميع القوات الأميركية من العراق على الفور”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *