شعبان في مقابلة مع إذاعة طهران” لتصدير الثورة الإسلامية على المستوى الاقتصادي والعسكري والتكنولوجي

بارك الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي فضيلة الشيخ بلال سعيد شعبان لإيران حلول ذكرى انتصار الثورة الإسلامية المظفرة.
ورأى فضيلته في مقابلة مع إذاعة طهران أن الإنسان هو السيد في هذا الكون، جعله الله سبحانه وتعالى خليفته وسخر له ما في السموات وما في الأرض والمشروع الأرضي هو ذلك المشروع الذي يقيم القيمة للمادة ولا يعتبر أي قيمة للإنسان، وهناك اخلاف بين منهاج الرحمانيين وبين منهاج الطاغوتيين لذلك مشروع المستضعفين هو إقامة دولة العدالة والكفاية والمساواة في ما بين الناس والخلق أما دولة المستكبرين دولة الفراعين والقوارين تقيم قيمة للمادة وتستعبد الإنسان ” إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِى ٱلْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَآئِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَآءَهُمْ وَيَسْتَحْىِۦ نِسَآءَهُمْ ۚ إِنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلْمُفْسِدِينَ ” ويأتي السياق بعد ذلك والذي يجب أن ينطلق من خلاله الأنبياء والمرسلون ومن يسير في فلكهم ” وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ” الاختلاف في ما بين المشروعين واضح فالإنسان هو الغاية في الأول والمادة هي الغاية في المشروع الثاني والإنسان لديهم تفصيل ، وعندما جاءت الجمهورية الاسلامية وقبلها كل دعوات النبيين جاءت من أجل إسعاد الإنسان وإعادته إلى المكانة التي اختارها الله له تبارك في علاه، عندما قال في كتابه العزيز” وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم”.

وأضاف فضيلته ” دعوة الرسل والأنبياء هي دعوة واحدة ” فاعلم أنه لا إله إلا الله ” والله سبحانه وتعالى عندما يخاطب المسلمين ويحدد مآلهم ويحدد غاية وجودهم تجد العشرات من الآيات التي تقول ” هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ” اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا” ” ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه ” مشروع الإسلام دعوة بعيدة كل البعد عن الاختلاف ، عنوانها واضح توحيد الله نبوة رسول الله أركان الإيمان وأركان الإسلام التي يتحرك المسلم بها ومن خلالها . ماذا نفعل بالمذاهب؟ … المذاهب هي مدارس فكرية وضعها أئمتنا العظام رضوان الله عليهم من أجل تبسيط أمور الدين وتفسيرها لعوام الناس، إننا نشترك سوياً بـ ” يا أيها الناس” وبـ ” يا أيها الذين آمنوا ” فنحن مشروع إيماني إنساني واحد يقول فيه سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ” كلك لآدم وآدم من تراب، لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى والعمل الصالح” والتعددية التي تراها على امتداد العالم هي ليست حالة من حالات التنافر والتضاد والتناقض وإنما هي تعددية تكاملية فعندما تجد الأبيض والأحمر والأصفر والأسمر، وعندما تجد العربي والعجمي والفارسي والبلوشي والطاجيكي أو التركي والبربري والأمازيغي والكردي فذلك لأن الإسلام رسالة عالمية وليس رسالة للعرب وحدهم دون سواهم لذلك في فاتحة الكتاب دائما نقرأ ” الحمد لله رب العالمين ” .
وتابع فضيلته عشنا على مدى قرون وقرون كأمة واحدة مترامية الأطراف يسير الناس فيها من من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها والاستثناء هو ما نعيشه اليوم، حدث التقسيم والتجزئة في غزوات المغول وفي غزوات الفرنجة الصليبيين ثم في الحقبة الاستعمارية التي نعيش ونحيها اليوم، وعلى سبيل المثال إنني لطالما زرت إيران وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ الجمهورية وأن يرفع عنها كل هذا الحصار الظالم، إيران ليست دولة او جمهورية، إيران هي قارّة، لماذا ؟ لتعدد الألسن والأعراق والأديان فيها، وهذا النموذج في الجمهورية الاسلامية إن أحسنا صياغة العلاقة سيكون نموذجا يمكن أن يطبق في سائر الأقطار، فالولايات المتحدة الأميركية هي قرابة الواحد وخمسين دولة، ولكن في النهاية يرأسها رئيس واحد وينتظمها مشروع واحد ، وحتى على مستوى الصين مليار ونصف المليار، وكذلك الهند، تلك الدول الكبرى التي تنطوي تحت مشروع سياسي واحد يضيف إليها الإسلام وحدة العقيدة ووحدة التوجهات، والعدل والمساواة في ما بين الناس وحفظ الأعراق والأنفس والدماء لكل من يدور في فلكها ، يضاف اليوم إلى ذلك كمشروع إنساني عالمي أننا نعيش على كوكب واحد غلافنا الجوي واحد ومسطحنا الأرضي واحد ، يتجاوز فيها الخير والشر والغمام والمطار كل الحدود المصطنعة ، والمخيف اليوم أن كوفيد 19 وكورونا تتجاوز كل الحدود والسدود والأديان والمذاهب والأعراق لتصيب جميع الخلق ، وهذا يجب أن يطرح مشروح وحدة إسلامية إنسانية عالمية يتضامن الناس فيها في ما بينهم لكي يعشوا بعدل وعافية ورزق وبركة بعيدا عن كل أشكال الظلم والقهر والاستعباد والإفقار على وجه هذا الكوكب وعلى وجه هذا المسطح، فإن لم نستطع أن نحقق ذكل فواجبنا السعي لتحقيقه، لأن هذا المشروع هو مشروع إنساني.
نسأل الله تعالى الرحمه لمفجر الثورة الإسلامية الإمام روح الله الموسوي الخميني رحمه الله وللشيخ الوالد الشيخ سعيد شعبان رحمه الله وكانت تربطهما علاقة محبة وإخوة ولعل الشيخ سعيد كان من أوائل العلماء الذين زاروا الجمهورية بعد انتصارها ليؤكد على حقيقة واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ، ولأنه كان يرى فيها أملا للمستضعفين لأن انتصار الثورة أثبت أن عين الحق تقاوم مخرز الباطل.
يركز المسلمون بشكل عام على الوحدة الاعتقادية ، وحدة للنجاة من النار، وهي وحدة ضرورية ولكن يجب أن يسلط الضوء على شيء آخر، فالأولوية للمحبة والبحث عن التكامل في ما بين الناس وهذا انطلاق قلبي داخلي ، في داخل قلبي أنا كمسلم كعربي كلبناني كسوري كفلسطيني كتركي كإيراني كفارسي هل تريد ذلك ؟ الله سبحانه وتعالى يقول ” لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”.
ثم يجب أن ننطلق من دائرة الحب لأن المحب يبحث عن المشتركات وأما الذي يبغض فيبحث عما يختلف فيه عن الآخر، والشاعر يقول ” وعين الرضى عن كل عيب غضيضة كما أن عين السخط تبدي المساوئ
يجب أن يكون هناك وحدة عملية على المستوى الاقتصادي فنتكامل في ما بيننا ، عندما أنا أحتاج إلى الجمهورية بنفطها بغازها وعندما نحتاج ماء دجلة والفرات وعندما تحتاج مصر الى السودان بالنيل وعندما نتداخل في ما بيننا بحوائجنا فيما بيننا تتجلى الوحدة علاقة اقتصادية تمنع الحصار، اليوم هناك قانون قيصر حصار على سوريا وحصار على لبنان وعلى العراق وعلى الجمهورية الإسلامية ، كيف نكون نحن مسلمون ونقول لا اله الا الله ويجوع كل هؤلاء ، كيف ؟ لأننا لا نطبق مشروع الوحدة بشكل فعلي عملي على أرض الواضع لذلك كثير من الناس يكفرون بالمشروع الوحدوي لأنه لعق على الألسن ولأنه نظري وليس بتطبيقي مسؤوليتنا اليوم أن نتكامل في ما بيننا وأن نقنع الأجيال ، والأجيال الشابة تحديدا في التنظير لهذا المشروع الوحدي الذي ينطلق من وحدة إقليمية إلى وحدة عالمية ، نحن ليس لنا وجود تحت عين الشمس، على المستوى السياسي نصارع من أجل البقاء نصارع فنلفظ أنفاسنا حتى لا نستشهد وحتى لا نموت، فلو اتحدنا في ما بيننا نحن نشكل كتلة بشرية تعدادها مليار و600 مليون مسلم، هذه الكتلة البشرية تمتلك فيما لو جمعت قوتها العسكرية من صواريخ ودبابات وسلاح وطائرات من باكستان إلى ماليزيا إلى إيران إلى أندونيسيا إلى إلى أفغانستان إلى العراق إلى تركيا، إلى شمال إفريقيا، نحن الأقوى موقعنا الجغرافي الأقوى موقعنا وقوتنا العسكرية هي الأقوى، موقعنا الاقتصادي نحن النفط نحن الفحم نحن الذهب نحن الفوسفات نحن الممرات المائية ، مضيق جبل طارق ، قناة السويس مضيق باب المندب مضيق هرمز رأس الرجاء الصالح، كل هذه المناطق هي نحن، لذلك عندما نتحد في ما بيننا نستفيد منها ليس على المستوى الأخروي فيجزينا الله على وحدتنا خير الجزاء في الآخرة وهذا ان شاء الله متحقق، ولكن نستفيد منها حتى على مستوى الدنيا، فيكون هناك فرص عمل وعزة وكرامة وارتفاع للحد الأدنى للأجور، ووقف للحروب ومنع لكل أشكال الحصار ويعيش الناس في بركة وبحبوحة في الرزق على امتداد المعمورة، مشكلتنا أننا نناقش الموضوع على المستوى الديني ولا نطرح كل ذلك على المستوى الفعلي والعملي ، ومسؤوليتنا لايوم كما أن هناك مجمع للتقريب بين المذاهب وهو مجمع ديني، يجب أن يكون هناك مجمع للتقريب بين الامم على المستوى الاقتصادي.

وتابع فضيلته ” تحدثت في مؤتمر من المؤتمرات عن ضرورة تصدير الثورة الإسلامية في إيران على المستوى الاقتصادي، وكنا نطرح سؤالا دائما، على مستوى الصين، ما هو دينها ما هو مذهبها ؟ لا يناقش أحد ذلك وهي دولة تتحكم بالاقتصاد العالمي، دخلت على بيوتنا دون أن تستأذننا ، دخلت إلى بيوت الإيرانيين والعرب والترك ، كله صنع في الصين، وكل ذلك تدفع ثمنه ليدخل إلى بلادنا ، لماذا لا يكون تصدير كل ذلك من خيرات ومن بركات على مستوى دولنا حتى لا تجوع دولة من الدول؟ لماذا تحاصر إيران وعلى حدودها أفغانستان والعراق وباكستان ؟ لماذا تحاصر سوريا وتشعر بالجوع وتفقد النفط وعلى حدودها العراق وتركيا ولبنان؟ كثيرة هي الخطوات العملية التي يجب أن ننطلق بها وأولها الحبّ ثمّ التبادل الاقتصادي ليشعر الجميع بحاجته إلى الآخر لذلك عندما تكون هناك فرص عمل في إيران فتستجد كل شباب الأمة ينطلقون إلى هناك دون أن يسألوا عن المذهب، عندما يجدون حباً في لبنان سيقصدون لبنان دون أن يسألوا عن التعددية الاسلامية والمسيحية والسنية والشعية والدرزية والعلوية فيه، المسؤولية هي أن تسوق تلك النظرية الوحدوية بشكل فعليّ عمليّ على أرض الواقع .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *