استخبارات العدو في تقديرها السنوي: صواريخ حزب الله الى اطّراد وأيام قتال دون حرب

نشرت شعبة الاستخبارات التابعة لجيش الاحتلال أمس الثلاثاء تقديرها السنوي.

ويقول التقدير الاستخباراتي للشعبة: “حزب الله يستعد لأيام قتال مقابل الجيش الإسرائيلي، فيما ستكون إيران موجودة على بعد حوالي سنتيْن لإنتاج قنبلة نووية مع كل مكوّناتها في حال قررت التقدم نحو ذلك””.

المسؤولون في الشعبة يقدرون أن إيران تبعد فقط أربعة أشهر عن إنتاج ما يكفي من اليورانيوم المخصب بمستوى 90%، المطلوبة لإنتاج قنبلة نووية واحدة.

على صعيد سوريا، يورد تقرير شعبة الاستخبارات أنه “على الرغم من الوضع الاقتصادي الصعب لإيران، بسبب العقوبات وأزمة “كورونا”، يتواصل منحى التهريب ومحاولات تمركز “المحور الشيعي”، حسب تعبيره.

وتتوقع شعبة الاستخبارات الاسرائيلية أن “يواصل حزب الله المضيّ قدمًا في خطة الصواريخ الدقيقة، وفي السنة الأخيرة سجّل مواصلة منحى مقلق لتقدم معتدل في المشروع وزيادة في كمية الصواريخ الدقيقة الموجودة لدى المنظمة اللبنانية”.

في الساحة الفلسطينية، تشير شعبة الاستخبارات إلى انخفاض محدد في احتمال المواجهة مع حركة “حماس” في غزة. كل ذلك، مرهون بمواصلة التحسن الاقتصادي في القطاع، مرجّحة أن تكون فرص الانتخابات في السلطة الفلسطينية كبيرة.

ما الذي يؤثر على الشرق الأوسط خلال الـخمس سنوات المقبلة؟

كذلك تتحدّث شعبة الاستخبارات في جيش الاحتلال عن خمسة أمور كبيرة جدًا قد تخلق تأثيرًا واسعًا على الشرق الأوسط في السنوات القريبة وفي السنة الحالية بشكل خاص وهي:

1- الكورونا كمبلور أمن قومي يؤثر على كل مكونات الحياة.

2- اقتصاد دول الشرق الأوسط الموجودة في أزمة عميقة.

3- تبديل الإدارة في الولايات المتحدة.

4- اتفاقيات التطبيع كـ”تغيير تاريخي”.

5- المعركة الدائرة بين الحروب، التي بحسب نظرية شعبة الاستخبارات تحوّلت من نظرية في “إسرائيل” إلى وضع أساسي منهجي ثابت.

أيام قتال مع حزب الله دون حرب

المسؤولون في شعبة الاستخبارات الاسرائيلية يرون في هذا السياق أن المنطقة الشمالية مع حزب الله متفجرة نحو مواجهة أكثر من غزة للمرة الأولى منذ سنوات طويلة.. حزب الله في الحقيقة غير معنيّ بحرب، لكن خلافًا لذلك يتطوّر تفكير في المنظمة لاحتمال إدارة أيام قتال ضد الجيش الإسرائيلي بدون أن يؤدي ذلك إلى حرب.

وتتوقع شعبة الاستخبارات الاسرائيلية أن يحاول حزب الله تثبيت نظرية عملية لإدارة أيام قتال بدون أن يؤدي الأمر إلى حرب، على الرغم من أن هذا الاحتمال سينزلق إلى مواجهة أوسع.

وتردف الشعبة في تقديرها السنوي “على الرغم من ضائقة حزب الله في لبنان والأزمة الاقتصادية الشديدة والانتقاد الشديد الموجه إليه بشكل علني بشكل غير مسبوق تقريبًا في لبنان، إلّا أنه يواصل في منحى التعاظم، والتقدير أن بحوزته عدة عشرات من الصواريخ الدقيقة التي تهدّد “إسرائيل””.

صواريخ حزب الله الدقيقة تزداد

المعنيون في الشعبة يقولون “لا يمكن تجاهل أن زيادة معتدلة في كمية وقدرة الصواريخ الدقيقة في لبنان طرأت، في النصف سنة الأخيرة من العام 2020. يدور الحديث عن تحدٍّ من ناحية “إسرائيل” من المتوقع أن يتعاظم في السنة القريبة، وقد تكون هناك معضلات مؤثرة. هل يجب على إسرائيل العمل في السنوات المقبلة على الأراضي اللبنانية لمنع حزب الله من مواصلة التعاظم بوسائل قتالية إستراتيجية؟”.

ويتابعون “في هذه المرحلة التهديد لا يبرر الخروج إلى حرب وقائية ضد تعاظم حزب الله.

بدوره، يتطرق رئيس شعبة الاستخبارات اللواء تامير هايمن إلى نشاطات تعاظم قوة حزب الله، فيشير الى “أننا نعمل بشكل دائم ومتواصل ضد تهديد الصواريخ الدقيقة، وبالرغم من أن الحديث يدور عن تهديد لا يمكن الاستهانة به نحن نعطي إجابة نوعية في عدة طرق، علنية وسرية”.

إيران والقنبلة النووية

بحسب تقديرات شعبة الاستخبارات المحدثة، إيران موجودة على مسافة حوالي سنتين من قنبلة نووية، 21 شهرًا من تجربة نووية، وأربعة أشهر من إنتاج ما يكفي من اليورانيوم المخصب للقنبلة النووية، إذا اتخذت قرارًا إستراتيجيًا في التقدم نحو السلاح النووي.

وعلى ما جاء في موقف شعبة الاستخبارات، إن إيران تملك حوالي 3000 كلغ من اليورانيوم المخصب لمستوى 4%، و17 كلغ من اليورانيوم المخصب لمستوى 20%.

بالموازاة، يُشخّص جيش الاحتلال أن محاولة نقل وسائل قتالية نوعية، صواريخ أرض جو متقدمة ووسائل لدقة الصواريخ إلى سوريا آخذة بالتعاظم.

العراق واليمن

بالانتقال الى العراق واليمن، تقول شعبة الاستخبارات إن تطوير وتعاظم القدرات يتواصل على صعيد الطائرات غير المأهولة القادرة على الوصول إلى “إسرائيل” من ناحية المديات بهدف الهجوم.

ويتحدث المعنيون في الشعبة عن مواصلة المنحى الذي تنشر فيه إيران بواسطة “مبعوثين” وسائل قتالية إستراتيجية مقلقة، إذ إن كمية الطائرات غير المأهولة والقدرة العملانية لتشغيلها أكثر جوهرية في اليمن منها في العراق.

فلسطين والانتخابات

في شعبة الاستخبارات يرى المعنيون أن المسؤولين في السلطة الفلسطينية يعتزمون إجراء انتخابات، أما المصالحة بين حركتي “فتح” و”حماس” فلا تبدو حتى الآن في الأفق، لكن أبا مازن يعمل في محاولة للربط بين الساحتين.

“حماس” تتطوّر

وجاء في التقدير السنوي الاستخباراتي “في قطاع غزة، “حماس” تحافظ على الهدوء.. في هذه المرحلة منطق التسوية من ناحيتهم هو المنطق الوحيد. خلافًا لذلك، في شعبة الاستخبارات المسؤولون منزعجون جدًا من بناء القوة، تعاظم “حماس” وتهريب سلاح إلى القطاع، حيث يشيرون إلى ارتفاع في نوعية التهديد العسكري من القطاع.

بحسب التقديرات، “حماس” أيضًا، التي تستند الى قدرات التصنيع المحلي، تحاول الوصول إلى قدرة دقة أعلى وزيادة كميات المواد الناسفة في الرؤوس الحربية، وفي محاولة تطوير قدرات تشوّش أو تتخطى قدرات الدفاع لمنظومة القبة الحديدية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *