اعتبر الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي فضيلة الشيخ بلال سعيد شعبان أنّ وفاة المفكر الاستاذ أنيس النّقاش (1951_2021) منسق شبكة أمان للبحوث والدراسات الاستراتيجية اثر مضاعفات فيروس كورونا خسارة كبرى.
وأضاف فضيلته” الأخ أنيس النّقاش وقد عرفته عن قرب لعقود، هو مناضل ثوري ومجاهد أصيل مخضرم، دافع عن قضيّته وحارب من أجلها في مختلف البلدان والقارات وعلى مختلف الصعد الأمنيّة والاقتصادية والفكريّة والاعلاميّة.
وهو كالكثير من إخوانه لم يمنعه انتماؤه لفلسطين، محوراً وقضية وشعباً، أنْ يصوّب وينصح وحتى ينتقد شركاءه، بقصد التّصحيح لا بقصد التّجريح، ولقد امتلك رحمه الله تجربة نضالية واسعة، فمِن مطلع شبابه ونعومة أظفاره، كان فدائيّاً مع حركات النضال الفلسطيني، عرفته كل قرى الجنوب اللبناني ثمّ سُجن في فرنسا لسنوات وكان شريكاً للأسير جورج ابراهيم عبد الله في الأسر والأخير نزيل لسجون الظلم الفرنسي منذ أكثر من 3 عقود.
وتابع فضيلته ” كان الفقيد يلتقي مع مختلف المناضلين من أجل الحرية وفلسطين، مسلمين كانوا أم مسيحيين، لبنانيين كانوا أم فلسطينيين، يساريين كانوا أم ثوريّين، سنّة كانوا أم شيعة، فالمهمّ عنده أن تكون قبلة النّضال فلسطين.
أنيس النّقاش كان يَعتبر أن تحرير القدس تحصيل حاصل، وقريبٌ جداً، لكنّه طالما تحدّث عن اليوم الثاني لتحرير القدس، وكيف نعيد رسم العلاقات الإيمانيّة بين أبناء الأمة الواحدة وقد مزّقها الاستعمار ووكلاؤه في المنطقة.
وأردف ” لقد نظر الراحل لملحمة التّلاقي بين الأصوليّتين السُّنية والشِّيعية على اعتبار أنّها مدخل وضرورة لتحرير فلسطين، موكّداً أنّ محورنا لم يستطع حتى الآن أن ينجح في الناحية الاقتصاديَّة ومعركة التجويع كما نجح في الناحية العسكرية، لافتاً إلى أنّ ذلك نوعٌ من القصور، إذ لو تمكّنّا من نسج علاقات اقتصاديّة بين دول المحور، لما استطاعت أمريكا ودول الاستعمار أن تُحكِم الطّوق علينا، وتفرض الحصار على بلادنا، فبلادنا تمتلك أكثر من 75 بالمائة من الأساسيّات التي تحتاجها وعلى رأسها المحروقات والغذاء والدواء وغيره… وذلك كفيل بكسر كلّ حصار.
وختم شعبان” دعا أنيس النّقاش رحمه الله إلى نظرية زراعة كل ما يمكن زرعه، من أجل الصّمود في وجه الحصار مُطلقاً تسمية “نظرية الحاكورة” والحاكورة باللبناني تعني الأرض الضيّقة في الفناء الخلفيّ للبيت القرويّ.
إنه أنيس النّقاش الذي يوجَد حيث يجب أن يوجَد، في العمل النضالي والسياسي والاعلامي والاقتصادي والإعلامي والتحليلي.
الرحمة لك يا ابن بيروت يا أنيس العقول والقلوب، والصبر والسلوان لأهلك وشركائك ومُحبّيك.
إنا لله و إنا إليه راجعون