أمام الوضع الصحي الصعب.. هل ينجح تحدي الإقفال العام؟

يُجمع المسؤولون المعنيون في القطاع الصحي إضافة إلى النقابيين والعاملين على أن الوضع الصحي يتعقّد ويتفاقم مع تقدم الأيام، وذلك على الرغم من الدعوات والنداءات التي تطلق يوميا من أجل حضّ المواطنين على الالتزام بالاجراءات من جهة وإجبار المستشفيات الخاصة على فتح أقسام لعلاج مرضى “كورونا” أو توسيعها من جهة اخرى.

عراجي: الأهمية ليست في إقرار الاقفال العام انما في تطبيقه

وفي هذا السياق، أكد رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي أن “الأهمية ليست في إقرار الإقفال العام إنما في تطبيقه وليس لدينا اي خيار اخر”، مضيفا أنه “بعد 10 أيام تقرر اللجان الطبية إمكانية فتح البلد أو الاستمرار في الاقفال لأن عدد الوفيات يرتفع يوماً بعد يوم”.

واعتبر عراجي في حديث إذاعي أن انفجار 4 آب والأزمة الاقتصادية ساهما في انتشار فيروس كورونا أكثر، وقال إننا “مارسنا ضغطا كبيرا على المستشفيات الخاصة من أجل فتح أقسام خاصة بفيروس “كورونا” ووزير الصحة هدد المستشفيات بتغيير تصنيفها اذا لم تلتزم “.

وشدد عراجي على وجوب “رفع عدد الاسرة في المستشفيات الخاصة، خصوصا أن قرض البنك الدولي تأخر بعض الشيء”، لافتا إلى أنه “ناقش مع وزير الصحة تخصيص المستشفيات الحكومية بالكامل لمرضى فيروس كورونا”.

أمام الوضع الصحي الصعب.. هل ينجح تحدي الإقفال العام؟

وقال إن “عددًا من المرضى العاديين يخاف التوجه الى المستشفيات بسبب انتشار فيروس “كورونا” وعمل بعض المستشفيات يقتصر على الحالات العادية الطارئة فقط”.

وحول لقاح شركة فايزر المرتقب وصوله في بداية الشهر المقبل، أكد عراجي أن “الحكومة الاميركية تتحمل مسؤولية الاعراض الجانبية للقاح وسيُقر أسرع قانون في تاريخ الدولة اللبنانية حيال اللقاح”، مشيرا إلى أننا “يمكنا استيراد لقاحات غير لقاح فايزر شرط ان يكون معتمدا عالمياً وقد اثبت فعالية كبيرة”.

ولفت إلى أنه “بالنسبة للفئات التي ستستفيد من لقاح فايزر اولاً يجب ان نبدأ من القطاع الطبي، وعضو لجنة العلمية د. عبد الرحمن البزري يضع مسودة حول كيفية توزيع اللقاح، إذ ستكون الأولوية للطاقم الطبي وكبار السن واصحاب الامراض المزمنة”.

وشدد عراجي على أننا “اصبحنا بوضع حساس جداً واخطر ما وصلنا اليه هو تهديد القطاع الصحي بسبب سرعة انتشار كورونا”، متمنيا على الجميع الالتزام باجراءات الوقاية للحفاظ على انفسنا وعلى البلد لأن الوضع صعب على كل المستويات.

مستشار وزير الصحة الدكتور محمد حيدر: ثمة توجّه للتشدد بشكلٍ حازم

بدوره، أشار مستشار وزير الصحة محمد حيدر إلى أن “الهدف من الإقفال التام الحدّ من انتشار الوباء والتخفيف من أعداد المصابين الجدد لإراحة الجسم الطبي وزيادة عدد الأسرّة، ولا سيما أننا وصلنا إلى مرحلة لم يعد فيها التسامحُ مقبولاً”، مضيفًا أن “زيادة الأسرّة تشكّل أماناً للمواطن اللبناني وتسمح بالحدّ من الاحتشاد في أقسام الطوارئ”.

وشدد حيدر في حديث إذاعي على أن “التعاون بين الجميع مطلوب”، ورأى أن “على الأجهزة الأمنية أن تكون متشددة جدًا في تطبيق الإجراءات والقوانين”، وتابع أن “الوزارة اتفقت مع اللجنة الوزارية المعنية على تطبيق النظام الجديد القائم على الحصول على إذنٍ مسبق للخروج تحت طائلة دفع الغرامات في حال المخالفة، وثمة توجّه للتشدد بشكلٍ حازم، والتقييم مرهونٌ بالنتائج خلال هذين اليومين”.

أمام الوضع الصحي الصعب.. هل ينجح تحدي الإقفال العام؟

وبشأن اللقاح، أوضح حيدر “أننا تواصلنا مع “فايزر” لأنها الشركة الأولى التي حصلت على ترخيصٍ من منظمة الـ FDA للبدء بإنتاج اللقاح، وهو الأول الذي سيصل إلى لبنان بفعل بدء تصدير كمياتٍ منه”، لافتاً إلى أن “الوزارة على اتصالٍ ونقاشٍ مع باقي الشركات المصنّعة للقاحات لحجز الكميات اللازمة فور ترخيصها”.

كما لفت إلى أن “لقاح “فايزر” هو الوحيد المُعترف به حالياً، ما يبرّر حجز كمياتٍ منه”، مؤكدًا أنه “ما من تقاعسٍ من قبل الوزارة في هذا المجال، وأن اللبنانيين ليسوا حقل تجارب”.

وطمأن حيدر أن وزير الصحة الدكتور حمد حسن دخل المستشفى على نحو احتياطي وأجرى الفحوصات اللازمة وهو يتلقى العلاج، ووضعه الصحي جيّد.

مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية: الإقفال التام يشكل تحديًا كبيرًا للدولة والقوى الأمنية

من جهته، أكد مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية د. وليد خوري أن “الإقفال التام يشكل تحديًا كبيرًا للدولة والقوى الأمنية، فيما تشكل ثقافة المواطن عنصرًا هامًا لأننا سنعيش مع الجائحة سنة جديدة”.

وذكر خوري في حديث إذاعي أن “مناعة القطيع لم تتحقق حتى اليوم في أيّ دولة، وتحقيقها يرتبط بحصول عدد كبيرٍ من الوفيات، واللقاحات وحدها توفّر هذه المناعة”، مشيرا إلى أن “ثمة شكوك بأن يكون عدد الإصابات بـ”كورونا” المتزايد في لبنان على نحوٍ سريع مرتبطا بالسلالة الجديدة، إذ إن الاختلاط الذي حصل خلال فترة الأعياد ليس كافياً لتبرير هذا الارتفاع في الأعداد”.

وقال إننا “نعتزّ بأننا الدولة الأولى التي حجزت لقاح “فايزر” في العالم العربي، والتعاطي مع هذا اللقاح مطمئن جدا، ووزارة الصحة وافقت عليه بناء على الدراسات المتقدمة التي أجريت عنه، ولحصوله على ترخيص منظمة الـFDA وموافقة منظمة الصحة العالمية”.

وأضاف خوري أن “الدولة اللبنانية هي التي ستستورد لقاح “فايزر”، لا الوكلاء، وهو ما تشترطه الشركة”، لافتا إلى أن “اللجنة الوطنية المتخصصة بملف لقاح كورونا عرضت علينا بالأمس خطتها الخاصة بالتلقيح، والعمل جارٍ لتأمين 18 برادًا و32 مركزًا في المناطق، على أن يكون في كلّ مركز 15 فرداً من الطواقم الطبية”.

كما أكد أنه “سيجري تأمين 250 ألف لقاح خلال الأشهر الثلاثة الأولى من حملة التلقيح، وسيكون ذلك مجانيًا”، وقال إن “قانون استيراد لقاح “كورونا” يجعل الدولة مسؤولة عن أي ضرر يلحق بالمواطن جراء تلقي اللقاح، لمدة سنتين”.

وحول أداء المستشفيات الخاصة في ظل الجائحة، رأى خوري أن “المستشفيات الخاصة سجلت تعاونًا في ملف “كورونا” عبر تأمين 200 سرير جديد في وحدات العناية الفائقة”.

النائب فادي علامة​: هدف اقتراح القانون تنظيم استعمال الأدوية المستخدمة لمعالجة مرضى كورونا

وأشار عضو ​لجنة الصحة النيابية​ ​فادي علامة​ إلى أن “اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى تنظيم الاستخدام المستجد للمنتجات الطبية لمكافحة جائحة ​كورونا​ يشمل السماح باستخدام اللقاحات التي تستحصل على موافقات من الجهات الصحية الدولية، والأدوية​ التي تستخدم في معالجة مضاعفات الاصابة بكورونا، ومنها ادوية قديمة كانت تستخدم في معالجة امراض معينة كالتهاب الرئة مثلا واثبتت فعالية في معالجة مصابي كورونا”.

وأضاف علامة أن “الاقتراح يهدف الى تنظيم استعمال هذه الادوية بحيث لا تُعطى عشوائياً وحتى لا تتحمل ​المستشفيات​ والاطقم الطبية مسؤولية استخدامها من دون تغطية قانونية”.

نقيب مستوردي الأدوية كريم جبارة: مسؤولية انقطاع بعض الأدوية لا تقع على عاتق المستوردين

أكد نقيب مستوردي الأدوية كريم جبارة أن “الاتهامات التي تساق ضد النقابة باحتكار الدواء بانتظار رفع الدعم، هي اتهامات غير مبنية على البراهين”، موضحًا أن “الدعم لن يرفع في الفترة المقبلة لا سيما على أدوية الأمراض المزمنة”.

أمام الوضع الصحي الصعب.. هل ينجح تحدي الإقفال العام؟

وشدد جبارة في حديث إذاعي على أن “مسؤولية انقطاع بعض الأدوية من الصيدليات كالأسبيرين والبانادول لا تقع على عاتق المستوردين، خصوصا أن الإحصاءات تشير الى تسليم 50 % أكثر من الحاجة الطبيعية خلال الشهر الجاري”، لافتا الى أن “بيع أدوية الأمراض المزمنة زاد بنسبة 10 الى 20 % ما يؤكد أن المستورد يقوم بالتسليم بشكل طبيعي”.

وكشف جبارة عن بدء إحدى الشركات المستوردة عملية التواصل مع شركة “أسترازينيكا” الرائدة في تصنيع اللقاحات ضد كورونا من أجل التحضير لاستيراد عدد من اللقاحات الى جانب لقاح “فايزر”، مشيرا في المقابل الى انه “لغاية الآن لا تزال الكميات وتاريخ الاستلام غير واضحة على أن يتم التوزيع في حال الاتفاق مع الشركة المصنّعة بإشراف وزارة الصحة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *