بعد اكتشاف نوع جديد من فيروس كورونا المستجد في بريطانيا، والذي يتميّز بانتشار أسرع من “كوفيد-19” المعروف، كثر الحديث عن التحور في هذا الفيروس وعن الطفرة، فما الفرق بين المصطلحين؟
السلالة المتحورة من كوفيد-19
أطلق العلماء على السلالة المتحولة من فيروس كورونا اسم VUI 202012/01، وتتميز بانتشارها السريع بين البشر نتيجة سلسلة من الطفرات التي جرى تحديدها في الترميز الجيني، حسبما ذكرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية.
ولا يعتقد العلماء والباحثون أن النسخة المتحولة من كورونا تسبب أعراضًا أكثر حدة لكوفيد-19، أو أنها ترفع معدل الوفيات بين صفوف المصابين به.
وحتى الآن، تشير المعطيات إلى أن اللقاحات المستخدمة ضد كورونا، الذي ظهر أول مرة في ووهان الصينية في كانون الأول/ديسمبر 2019، فعالة مع السلالة الجديدة.
إلى ذلك، يعتبر مصطلح “السلالة الجديدة” مناسبًا عند الحديث عن فيروس “سارس- كوف-2″، المسبب لمرض كوفيد-19، لكونه سلالة من عائلة الفيروسات التاجية الكبيرة، بما فيها المتلازمة التنفسية الحادة “سارس” ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية “ميرس”.
الطفرة في كوفيد-19
أما “الطفرة” فهي العملية التي يمكن من خلالها للسلالة أن تحتضن متغيرات جديدة، وقد تبدو فكرة فيروس متحور مخيفة، لكن العلماء أوضحوا أنها طبيعية ومتوقعة.
وتكون بعض هذه الطفرات “صامتة” وليس لها أي وظيفة، لكن البعض الآخر يقوم ببعض التغييرات المهمة في بنية الفيروس.
وإحدى هذه الطفرات، المعروفة باسم N501Y، وتحدث في ما يسمى بروتين “سبايك”، وهو جزء من الفيروس المسؤول عن الارتباط بالخلايا البشرية.
وزادت الطفرة من قدرة مستقبلات الفيروس على الارتباط ببروتينات معينة تغطي خلايانا، مما يجعلها أكثر عدوى.
وتظهر الأدلة أن طفرة ثانية ملحوظة، تسمى 69-70del، تؤدي إلى فقدان اثنين من الأحماض الأمينية في بروتين “سبايك”، وتجنب الاستجابة المناعية لدى بعض المرضى الذين يعانون من نقص المناعة.
ورغم أنه من غير المحتمل أن يؤدي أي تغيير منفرد للفيروس إلى جعل اللقاح المضاد لكورونا أقل فعالية، فقد يلزم تغيير التطعيم، إن حدث، تطور عدد أكبر من الطفرات.