خلال محاضرة لمركز أبحاث الاتحاد الاسلامي.. الشيخ بلال شعبان” للفصل بين النص وبين الحاكم

شارك الأمين العام لحركة التوحيد الاسلامي فضيلة الشيخ بلال سعيد شعبان في ندوة فلسفية سياسية إسلامية نظّمها مركز أبحاث الاتحاد الاسلاميISBAM حيث ناقشت الندوة موضوع “الخلافة الديمقراطية” وتحدّث فيها الدكتور أحمد الكاتب .
الشيخ بلال شعبان اعتبر في كلمته ” أننا عندما نتحدث عن الحكم والقيادة لدى المسلمين لا تصبح مقدسة، يجب أن يكون هناك فصل بين النص وبين الحاكم لأن الإنسان يخطئ “كل بني آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون”
وأضاف ” والقيادة فنّ، كالاقتصاد كالزراعة والصناعة، كالحرب، الرسول عليه الصلاة والسلام في النزول بموقع بدر أخذ برأي العارفين بأرض الحرب، وفي تأبير النخل قال ” أنتم أعلم بأمور دنياكم ” عمر بن الخطاب عندما قال ” ويل للتي يزيد مهرها عن مهر بنت رسول الله ” استدركت عليه عجوز قائلة ” أيعطينا الله وتمنعنا يا عمر ” قال ” كيف ؟ ” قالت أما سمعت قول الله تعالى “أو آتيتم أحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئاً” … لذلك يوجد في القواعد الأساسية في الإسلام رأي للآخرين حسب كل اختصاص .
وتابع فضيلته ” فنّ القيادة يجب أن يدرس ، قيادة الأمّة مثل قيادة الطائرة مثل قيادة السيارة لا يستحصل المسلم عليها بصلاة الفجر أو بصلاة أخرى ، يجب أن يكون هناك ممارسة .
ولعلّ الاسلاميين كانوا ممن لم يسمح لهم في أواخر القرن العشرين بهذا التطبيق، فهل كان ذلك بسبب أنهم غير ديمقراطيين ؟ أصلا المجتمع الموجود على وجه الكرة الارضية اليوم يحكمه الأقوياء والمتسلطون ، وما هي الديمقراطية ؟ هل هي ديمقراطية هيروشيما وناكازاكي الأميركية أو ديمقراطية الموت في أفغانستان أو ديمقراطية فرنسا في الجزائر ملايين الشهداء والجماجم التي قطعت واحتفظ بها في باريس، مصطلح الديمقراطية مطاط ، يستخدمها الغربي على القياس الذي يريده.
وأضاف ” الديمقراطية حكم الشعب وحكم الأكثرية ممكن أن تكون في لحظة من اللحظات كما حصل مع سيدنا لوط عليه الصلاة والسلام الذي صدر فيه قرار أكثري “فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون” ولو أجريت انتخابات نيابية في مكة المكرمة في زمن الدعوة الأولى لرسب محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولنجح أبو جهل أو أبو لهب… يجب أن يكون هناك حكم ولكن حكم للراشدين وليس حكماً للظلمة، هناك كتاب اسمه الموسوعة الحمراء الأعمال الأمريكية غير الكاملة أكثر من 170 مليون ضحية من ضحايا الاحتلال الامريكي انطلاقا من مجزرة الهنود الحمر وصولاً إلى مجزرة ملجأ العامرية. ولكن من يستطيع أن يقول عن الأمريكي أنه غير ديمقراطي ؟ هل الاستعمار ديمقراطية ؟ هل احتلال البلاد ديمقراطية ؟ هل سلب ثروات الشعوب ومنعها من استخراج مقدراتها ديمقراطية ؟ قطعاً يجب أن يكون هناك خيار وقرار للشعب ولكن أي خيار وأي قرار ففي معظم الدول العربية والاسلامية يفوز من يمتلك المال ويقدم الرشوة ، الاسلاميون ليسوا قديسسين وليسوا مقدسين ولكن الأكيد أن كل من حكموا باسم استعمار في دولنا العربية باسم سايكس بيكو فعل كل منهم وحده من إجرام ما لم يفعله كل من حكموا من الاسلاميين او ممن حاولوا ان يحكموا مجتمعين . لماذا يجب أن يكون هناك خوف من تجربة ما في مكان ما اسلامية ولو كانت قاصرة ، في حين أن هناك من استلم السلطة ولا يعرف القراءة والكتابة وقد أبدع في قتل الناس وفي ذبح الناس،
وختم فضيلته ” للبحث في آليات القيادة وثقافة القيادة فعلياً ويجب أن يكون هناك شراكة فعلية حقيقية ولا يقال حكم اسلامي او غير اسلامي ، القيادة فن، والاسلامي هو مجموعة قوانين تنظم علاقة الناس في ما بينهم لتحقق القواعد الاساسية للامة جمعاء ، وتعريف الامة كما ورد في وثيقة المدينة تضم المسلمين وغير المسلمين “والمسلمون ومن حولهم في المدينة من الأعراب واليهود أمة من دون الناس” كل من يكون في دائرة السلطة يجب أن يحقق له مفهوم الشراكة ومفهوم المواطنة لتحقيق الشراكة والدالة ومسح كل اشكال الظلم وكل اشكال الامية واشكال الجهل “فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف” وكما قال تعالى لآدم “إن لك أن لا تجوع فيها ولا تعرى، وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى “.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *