ندوة لجبهة العمل الإسلامي.. الشيخ شعبان:”سيكون هناك بوابات في الاقصى باسم كل عشاق فلسطين الذين سيدخلونها محررين

شارك الأمين العام لحركة التوحيد الاسلامي فضيلة الشيخ بلال سعيد شعبان في ندوة نظمتها جبهة العمل الاسلامي تحت عنوان” التطبيع وسرقة المقدسات الممنهجة في فلسطين المحتلة “.
واعتبر شعبان في كلمته أن الشعب الفلسطيني في الداخل رأس حربة في الدفاع عن الامة جمعاء، فهو شعب يقاتل بالنيابة عن الامة بكليتها، مؤكدا أن القدس نقطة تلاق بين مختلف مكونات الامة ، فهي مهد عيسى عليه السلام بالنسبة للمسيحيين، وهي مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين بمختلف مذاهبهم ، وهي أرض التين والزيتون لعشاق الأرض، وفي المقابل فإن الكيان الصهيوني هو أبشع تجليات النيوليبرالية الرأسمالية المتوحشة وهذا ما يراه كل أولئك الذين يواجهون تلك العولمة المتوحشة، في النتيجة القدس نقطة تلاق في ما بيننا جميعا وهي مشروع مواجهة المستضعفين للمستكبرين.
وأضاف فضيلته ” ذكر سيادة المطران أن نسبة المسيحيين في الداخل الفلسطيني اليوم واحد في المئة بالنسبة لعدد السكان وفي هذا الإطار نشير إلى أن المسيحيين لهم الأسبقية في هذا الأرض وعندما دخل المسلمون الى فلسطين لم يدخلوا القدس ليخرجوا أهلها منها بل على العكس من ذلك فقد أقرّهم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه على ما هم عليه، وزار كنيسة المهد ولم يصلّ فيها، حتى لا يتخذها المسلمون من بعده مسجداً ويقولون هنا صلّى عمر، وأكثر من ذلك وقّع معهم عهدة عمرية تخرج اليهود واللصوص والروم من القدس واشترك أن لا يساكنهم فيها أحد ، وتقول هذه العهدة ما نصه :
(“بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما أعطى عبد الله، عمر، أمير المؤمنين، أهل إيلياء من الأمان.. أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقمها وبريئها وسائر ملتها.. أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينقص منها ولا من حيِّزها ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرهون على دينهم، ولا يضارّ أحد منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود.
وعلى أهل إيلياء أن يُعطوا الجزية كما يُعطي أهل المدائن. وعليهم أن يُخرِجوا منها الروم واللصوص. فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا أمنهم. ومن أقام منهم فهو آمن، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية. ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بِيَعهم وصلبهم، فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بِيَعهم وصلبهم حتى يبلغوا أمنهم. فمن شاء منهم قعد وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية. ومن شاء سار مع الروم. ومن شاء رجع إلى أهله، فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم.
وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين، إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية.”)
وبناء عليه كانت نسبة المسيحيين في داخل القدس بعد التحرير 99 في المئة وهذا في عصر الخلافة الراشدة، عندما يحكم الاسلام لا يدخل البلاد من أجل أن يلغي القوميات والأعراق ولا كي يجبر الناس على تغيير معتقداتهم ومذاهبهم ، لافتاً إلى أننا لا نؤمن بأقليات وبأكثريات فمشروع الامة يقوم على رعاية كل مواطنيها بمختلف أديانهم ومذاهبهم وهذا ما حصل في المدينة المنورة.
وتابع الشيخ بلال شعبان ” ما يجري اليوم من تطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب ليس حالة انهيار في الصف العربي كما يحاول البعض ان يصور ، وإنما ما يجري هو حالة تمحيص، قال تعالى ” ليميز الله الخبيث من الطيب ” نحن على بوابات القدس وعلى بوابات التحرير يجب أن لا يشاركنا أي أحد من كل أولئك الذين خانوا أمتهم ، ليدخل إلى تلك الأرض المطهرة كل الفئات التي تحدثنا عنهم .
وختم فضيلته ” نزور بشكل دائم مختلف العواصم في بلادنا من ماليزيا الى اندونيسيا الى تركيا الى ايران الى سوريا الى ديار بكر الى ليبيا، وعندما تذكر القدس ويذكر الأقصى ترتج الأرض بالتكبير ويتوق الناس هناك لزيارة الأرض المقدسة، وإن كان اليوم يوجد “بوابة المغاربة” فذلك لأن أهل المغرب دافعوا عن الاقصى وفلسطين، وعلى المطران عطا الله حنا وعلى الشيخ عكرمة صبري وعلى كل الصامدين في الداخل أن يهيئوا أسماء جديدة لبوابات أخرى لانه مع التحرير العتيد سيكون هناك بوابة مقاومة لبنان وبوابة الشام وبوابة البلوش والاكراد والفرس والترك، بوابة للأمازيغ وللماليزيين ولكل عشاق فلسطين الذين سيدخلونها محررين ليعود للقدس ألقها وبهجتها من جديد.
وعن موضوع الخلافة الاسلامية العثمانية والسلطان العثماني عبد الحميد الثاني عرض شعبان لرفض الأخير بيع أرض الاقصى والقدس وفلسطين لليهود حين قال ” إن أرض فلسطين ليست ملك آبائي إنها ملك الأمة ولأن أقطع بالمبضع خير لي من أن أرى أرض الإسلام تقطع” ورأى شعبان أن هناك الكثير من الزغل في تاريخنا ولكن هناك الكثير الكثير من النقاط والصفحات المضيئة ولا يجوز أن يسلط الضوء على نقاط الاختلاف وعلى النقاط السوداء يجب أن نركز على ما يجمعنا جميعاً ، حتى في العلاقة مع القوى الاسلامية في كل مكان ، كل له خياراته والكل يخطئ ويصيب إلا رسول الله عليه الصلاة والسلام ويجب أن يحترم بعضنا البعض الآخر، واليوم حركة حماس وحركة الجهاد وغيرها كلها حركات ابتدأت بالمقاومة وتعيش مقاومة وتتنفس مقاومة ويجب أن نلتقي جميعا في محراب واحد، سائلين الله تعالى أن تجمعنا شراكة فعلية حقيقية في ما بين مختلف مكوناتنا على المستوى الحياتي وعلى المستوى السياسي وعلى المستوى الجهادي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *