الشيخ بلال شعبان في مؤتمر انتفاضة الحجارة لاتحاد علماء المقاومة” التطبيع سراً صار معلناً

في الذكرى الـ33 لانتفاضة الشعب الفلسطيني “انتفاضة الحجارة”، احتضنت بيروت فعاليات المؤتمر العالمي السادس لاتحاد علماء المقاومة الذي انطلقت أعماله صباح اليوم تحت عنوان “انتفاضة الأمة في مواجهة مؤامرات التطبيع ومشاريع التصفية”.

وإلى ذلك شارك الأمين العام لحركة التوحيد الاسلامي فضيلة الشيخ بلال سعيد شعبان على رأس وفد من الحركة في أعمال المؤتمر الذي انطلق صباح اليوم.
كلمات المُشاركين أجمعت على نبذ مسلسل التطبيع وخيانة قضية العرب والمسلمين الأولى، والتمسّك بخيار المقاومة حتى تحرير القدس وطرد الاحتلال.

الشيخ شعبان

الأمين العام لحركة التوحيد الشيخ بلال سعيد شعبان اعتبر في كلمته أننا نقف في مؤتمر انتفاضة الامة في مواجهة التطبيع انطلاقاً من ههنا من بيروت المقاومة وهذا له دلالة خاصة لافتاً إلى ان ما يجري اليوم من تطبيع هو إشارات لبدء انبلاج فجر جديد، لأن الله عز وجل يقول في محكم تنزيله ” مَّا كَانَ ٱللَّهُ لِيَذَرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ ٱلْخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى ٱلْغَيْبِ ”
وأضاف فضيلته ” نحمد الله عز وجل أن لم يكن هناك شركاء في مشروع العزة والتحرير من كل أولئك المنافقين الذين بنوا علاقات مع الكيان الغاصب وفي سورة الأنفال يقول تعالى ” لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ” ويقول الله سبحانه ” فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد ” مشيراً إلى أنه عندما يكون هناك عباد أولو بأس شديد لا بد من أن يكون هناك غربلة يخرج بها ومن خلالها كل أولئك الذين بنوا علاقات تطبيع وخيانة مع الكيان الصهيوني الغاصب ، يقولون تطبيع وفي الحقيقة ما كان في السر صار بالعلن فلم يكن هناك شيء غير طبيعي في العلاقة في ما بينهم، يقولون تسوية ومتى كنتم مختلفين مع الصهاينة حتى تقوموا بإجراء تسوية ، ثم إنه يقولون اتفاق سلام ومن قال ان هناك اي نوع من انواع الحرب بينكم وبين العدو ، ما يجري هو أخسّ عملية مقايضة يقايض فيها مسرى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ومهد عيسى عليه السلام بعروش بائدة زائلة وعندما يشرق فجر الأمة الجديد لن يكون هناك كل أولئك الذين كذبوا وضحكوا على الناس ليقولوا لهم أنهم في دائرة الدعم وفي دائرة التأييد.
وختم فضيتله ” مضت سنوات وسنوات وكان يتحدث كل أولئك عن دعم للقضية ولكن أبت إرادة الله تبارك في علاه إلا أن تفضح مكنون قلوبهم ليكونوا في الموقع الذي يجب أن يكونوا فيه ، نحن اليوم عند بوابات القدس إن شاء الله، مشدداً على أننا مع حلول العقد السابع لاحتلال الصهاينة لفلسطين بتنا عند بوابات الدخول وعند بوابات الانتصار، ويجب علينا أن نصنع ملحمة الشراكة والله تعالى يقول ” وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا ان الله مع المتقين ” فإلى شراكة فعلية حقيقة تشترك بها كل أطياف الامة في مشروع المقاومة فلا يصح أن تكون المقاومة على عاتق شعب واحد ولا على عاتق أمة واحدة لا يجوز أن يقاتل اللبناني أو الفلسطيني نيابة عن الأمة جمعاء، يجب أن تقاتل كل شرائحنا الشعبية والعرقية والقبلية والقومية وحتى المذهبية والدينية دفاعا عن القدس ، قضية القدس تجمع فهي للمسلمين سنة وشيعة مسرى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، وهي للمسيحيين مهد عيسى عليه السلام، وهي بالنسبة لعشاق الارض أرض التين والزيتون فلنكن كلمة واحدة لنشكل بصمة واحدة هي بصمة التحرير على أرض الأقصى والقدس وفلسطين ، نسأله تعالى أن يجعلنا جزءا من مشروع الآخرة وممن قال الله فيهم ” عباداً لنا ” لندخل القدس فاتحين أو مستشهدين إن شاء الله تعالى.

الشيخ قاسم

نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم وفي كلمة له قال إن “فلسطين محتلة وهي قضية حق، بينما “اسرائيل” المغتصبة هي الباطل وما ضاع حق وراءه مطالب”.

ورأى أنه على الرغم من حجم التآمر على القضية منذ وعد بلفور، فإن الأجيال المتتالية تلهج بفلسطين وتؤيد تحريرها وقدمت الغالي والنفيس من أجل أن تبقى عزيزة غالية.

الشيخ قاسم جدد التأكيد على أن التطبيع كشف المستور وأظهر الخونة وأبرز المقاومين والداعمين لفلسطين، وشدّد على أن أنظمة الخليج لم تكن يوما مع فلسطين ولم تدعم مقاومتها.

وأضاف “رأينا كيف سعت الأنظمة الديكتاتورية في منطقتنا إلى الموقف الخياني تجاه فلسطين”، موضحًا أنه لم يعد بالامكان أن يكون أي أحد أو جماعة في المنطقة الرمادية، فلا خيار الا أن يكون أحدنا في أحد المحورين “المقاومة أو التطبيع”.

وتابع الشيخ قاسم أن “المواجهة بين المحورين غير متكافئة ومع ذلك هناك صمود وتصميم على المواجهة من أجل تحرير فلسطين، ونحن مع محور المقاومة الذي حقق انتصارات تبشر بالتحرير في المستقبل”.

الشيخ قاسم أشار إلى أن “إسرائيل” تحمل تاريخًا وحاضرًا مليئَين بالإجرام والاحتلال والتخريب، وتعد عقبة أمام التنمية في المنطقة، ما يستوجب علينا أن نزداد قوة وتجهيزًا في لبنان وفلسطين والمنطقة لنحقق توازن الردع، مؤكداً العمل لنكون أقوى ماديًا وعسكريًا وسياسيًا وإعلاميا.

وفي ختام كلمته شدد نائب الأمين العام لحزب الله على أهمية التعاون مع كل الشرفاء لنكون في الخندق المتقدم وصولا إلى تحرير فلسطين، وقال إن “الانتصار سيتحقق لهذه المسيرة بقوة المقاومة، وفلسطين التي ارتوت بدماء الشهداء ستنتصر”.

رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة

بدوره، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود أكد أن انتفاضة الحجارة والمساجد أثبتت أن الشعب الفلسطيني ليس بحاجة للجيوش العربية ولا لقمم العار، وأن الحجارة اقوى من الرصاصة، والإيمان بالمستقبل اقوى من الوعود الزائفة.

وأوضح الشيخ حمود أن اتفاق أوسلو ينعاه اليوم من وقع عليه لأن انتفاضة الحجارة يجب أن تبقى ماثلة في الأذهان إلى يوم المستقبل القريب، مدينًا كافة أشكال التطبيع والاستسلام للعدو الصهيوني والاستكبار الاميركي.

وأشار إلى أن هذا التطبيع المجرم أنتجته نفوس مريضة وعقول غبية وأنظمة عميلة، وهو ليس إلا هباء منثور لن يؤثر على الهدف البعيد، وأن المقاومة ستزداد قوة ورسوخا.

ورأى أن التطبيع جاء نتيجة الفشل في عدوان تموز 2006 وفي المؤامرات على المقاومة وتفعيل المذهبية في العالم الإسلامي، لافتًا إلى أن أميركا قالت بالفم الملآن إنها دفعت مليارات لتشويه صورة المقاومة وضرب العراق وليبيا وسوريا.

وأضاف “فليتآمروا ولكن طريقنا لن يغلقه اغتيال عالم فذّ مثل العالم محسن فخري زاده، وعلى الحكام المطبعين أن يستقيظوا قبل فوات الأوان”.

الجهاد الاسلامي

من جهته، الأمين العام لـ”حركة الجهاد الإسلامي” زياد نخالة اعتبر أن العدو الصهيوني حطم كل المعايير الأخلاقية والدينية والإنسانية، وأصبح اليوم حليفا مقبولًا عند البعض يواجه أمتنا وشعوبها المستنزفة بوقاحة لا تخفى على أحد.

وقال إن ما يجري اليوم من تمدد للمشروع الصهيوني هو مخالف للإسلام والتاريخ، فهم يحجبون بسلامهم المدنس مفاعيل إعلان القدس عاصمة للكيان، ويعتقدون بانهم بالحملات الاعلامية سيخففون الضغط ويشغلون العالم عن تهويد القدس.

وتابع أن “العدو الصهيوني يحاول تجريدنا من كل ما نملك حتى من العلم باغتياله العالم محسن فخري زاده، الذي يعد انتقاماً من ايران على وقوفها مع القضايا العادلة”.

وشدد على “أن الواجب اليوم على أرض فلسطين وفي كل مكان أن نفعل كل ما نستطيع فعله للتضحية لوقف العدوان علينا وعلى أمتنا”.

حركة “حماس”

أما القيادي في حركة “حماس” محمود الزهار فلفت إلى تكالب الأعداء اليوم على المقاومة التي تقف بوجه الصهيونية بكل أشكالها، مؤكداً أن طرد الاحتلال من غزة كان نموذجا يجب ان يحتذى به.

وأضاف أن الحجر الذي قذفته المقاومة جاء في قلب الاحتلال الصهيوني، حيث تقف غزة اليوم شامخة في وجه الاحتلال الصهيوني.

الزهار اعتبر أنه إذا ضعفت فلسطين ضعفت كل البلاد الإسلامية، وقال “معركة “وعد الاخرة” على الابواب ونسأل الله ان نكون من جنودها ونحقق وعدها على الأرض، وتطوير ادواتنا في الصراع من الحجر إلى الصاروخ دليل واضح على أن هذه العملية لن تتوقف حتى نزيل الاحتلال.

رابطة علماء اليمن

رئيس رابطة علماء اليمن الشيخ شمس الدين شرف الدين تحدّث أيضًا في المؤتمر، وقال “أثبتت التجارب أنه كلّما توجهت البوصلة نحو فلسطين كلّما اتحدت القضايا، واليمن يدفع منذ ست سنوات ضريبة مواقفه الصادقة تجاه فلسطين والقضايا العادلة للأمة”.

ولفت الى أن “بعض الذين يقفون ضد فلسطين وتحرير الاقصى ذهبوا لتبرير تطبيع بعض الدول العربية مع العدو الصهيوني”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *