الشيخ بلال شعبان في مقابلة مع وكالة القدس للأنباء:” اغتيال العالم محسن فخري زاده وعلماء وقادة آخرين لأنهم يرتقون بالأمة وينهضون بها

بسم الله الرحمن الرحيم

بداية نتقدّم بالعزاء من الجمهورية الاسلامية الإيرانية قيادة وشعباً بعد اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده رحمه الله، ذلك العالم الذي نذر حياته من أجل أن ترتقي أمته وتتطوّر وتصبح في مصافي الدول الكبرى لتخرج من دائرة التخلّف ولتكون من الدول المتقدّمة الّتي يعيش شعبها حياة العزّة والكرامة.

لا شكّ أنّ الكيان الصهيونيّ الغاصب ومن خلفه محور الشّرّ الأمريكي وأدواته في المنطقة هم الّذين يقفون خلف هذه العمليّة الإرهابيّة، وهذا بات واضحاً فهو ليس الاغتيال الأوّل في إيران ولا في المنطقة، فكلّ نابغة في عالمنا العربيّ والإسلاميّ، في أيّ مجال من المجالات وليس في الشّأن العسكريّ والحربيّ فقط، وكلّ من يسعى لإخراج الأمّة من كبوتها يُغتال ويتمّ تصفيته، وعلى سبيل المثال فقد اغتالت إسرائيل في عقود مضت وعلى سبيل المثال لا الحصر خنقاً، وحرقاً، وقتلاً بالرّصاص، وبقنابل لاصقة ومغناطيسيّة وتفجيرات عن بعد، وحوادث مرور مفتعلة، وتفجير طائرات، العديد من القادة والعلماء في علوم مختلفة، وكان جهاز المخابرات الإسرائيليّ المتّهم الأوّل باغتيالهم، وآخر هؤلاء العلماء الّذين اغتيلوا البروفسور المهندس محسن فخري زاده.

وفي ما يلي أبرز الّذين تمّ اغتيالهم من كبار العلماء:
– يحيى المشدّ (1932- 1980)، عالم ذرة مصريّ اغتيل بضربه بآلة حادّة في الرأس في غرفته بفندق ميرديان في باريس في يونيو/ حزيران 1980 والمتّهم الموساد.
– المؤرّخ المصريّ جمال حمدان، مؤلّف كتاب “اليهود والصهيونيّة وبنو إسرائيل” . قُتل حرقاً 1993 في مصر والمتّهم الموساد.
– سمير نجيب: عالم ذرّة مصريّ. قامت شاحنة كبيرة بصدم سيارته “قضاء وقدر” والمتّهم الموساد.
– المفكرة سلوى حبيب، صاحبة كتاب “التغلغل الصهيوني في إفريقيا” قُتلت ذبحاً والمتّهم الموساد.
– اللبناني رمّال حسن رمّال1991م. أحد أهمّ علماء العصر في مجال الفيزياء. اغتيل في مختبر للأبحاث في فرنسا، وكان قد تعرّض للتّهديد بالقتل فيما لو حاول العودة إلى بلده الأصليّ، والمتّهم الموساد.
– نبيل فليفل: بروفسور في العلوم النوويّة، اغتيل عام 1984 والمتّهم الموساد.
– د.إبراهيم الظاهر، عالم ذرّة عراقي. اغتيل عام 2004 بالرصاص والمتّهم الموساد.
– بروفسور وعميد كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة بغداد جاسم الذهبيّ، قُتل وزوجته وابنه رمياً بالرّصاص على مدخل الجامعة 2006. والمتّهم الموساد.
– البروفسور مسعود محمدي (1960 – 2010)، عالم إيرانيّ متخصّص في فيزياء الجسيمات وفي الفيزياء الرياضيّة. اغتيل بانفجار استهدفه، عند خروجه من منزله للذّهاب إلى الجامعة في العاصمة طهران. والقاتل مجيد جمالي فشي، اعترف بتنفيذ الاغتيال لحساب الموساد الإسرائيليّ مقابل 120 ألف دولار، وكانت نهاية الأخير الإعدام.
– العالم االنوويّ الإيرانيّ مجيد شهرياري (1970- 2010)، قام درّاج ملثّم بلصق قنبلة في سيّارته والمتّهم الموساد.
– العالم النوويّ الإيراني فريدون عباسي، تمّ اغتياله بنفس اليوم وبنفس الطّريقة، حيث قام درّاج ملثّم بوضع قنبلة لاصقة على سيارته الّتي انفجرت وأردته قتيلاً، في 29 نوفمبر 2010. والمتّهم الموساد.
– العالم النوويّ الإيرانيّ مصطفى أحمد روشن (1980-2012)، اغتيل بعد يوم من تهديد قائد الجيش الإسرائيلي، بقنبلة لاصقة ألصقها درّاج بسيّارته 2012 والمتّهم الموساد.
– مهندس طيران تونسي محمد الزواري، ساعد كتائب عز الدين القسّام في تصنيع طائرات بدون طيّار من نوع “أبابيل”، وأنهى رسالة دكتوراه حول الغواصات المسيّرة عن بعد، تمّ اغتياله في مدينة صفاقس جنوب شرقي تونس، بإطلاق 20 رصاصة على جسده، وتحدّثت وسائل إعلام عن خليّة من 8 أجانب وعرب شاركوا في العمليّة، من بينهم 5 أوقفهم الأمن التونسيّ.

هذا بالإضافة إلى اغتيال ثلّة من قادة المقاومة ومن أبرزهم:
– أبو جهاد خليل الوزير، اغتيل 1988في تونس والمنفّذ جهاز الموساد الصهيونيّ.
– د. فتحي الشّقاقي، اغتيل في مالط 1995م، والمنفّذ جهاز الموساد الصهيونيّ.
– جهاد جبريل، اغتيل في بيروت 2002، والمنفّذ جهاز الموساد الصهيونيّ.
– الشيخ أحمد ياسين، اغتيل في غزة 2004، والمنفّذ جهاز الموساد الصهيونيّ.
– عماد مغنية، اغتيل في دمشق عام 2008م، والمنفّذ جهاز الموساد الصهيونيّ.
– محمود المبحوح، اغتيل في دبي عام 2010، والمنفّذ جهاز الموساد الصهيونيّ.
– قائد فيلق القدس الفريق قاسم سلمياني، 2020م، اغتيل في العراق والمنفّذ المحتلّ الأمريكيّ بالتّعاون مع المخابرات الصّهيونيّة.

والقائمة تطول والفاتورة تكبر ولن يوازي سدادَها إلّا إزالةُ هذا الكيان من الوجود.

إنّ اغتيال الشهيد محسن فخري زاده لن يعرقل استمرار مشروع التّطوير النوويّ في ايران، هذا المشروع السّلمي الّذي يهدف إلى نهضة الشّعوب من كبوتها، لا يمكن أن يعرقل، لأن الشّهيد فخري زاده وإن كان أبا المشروع النوويّ إلّا أنّه خرّج آلافاً من الطّلاب في هذا المجال وتحوّل المشروع النوويّ من فكرة على الورق إلى واقع يطبّقه بكلّ احتراف آلاف من طلبة العلم النوويّ في إيران، وذلك كله سيستمرّ، وسيتحوّل هذا المشروع إلى مشروع طموح على مستوى المنطقة، لنخرج جميعاً من التبعيّة للشّرق والغرب، لنكون أمّة تمتلك الكفايات الذاتية لنهضتها، بإذن الله .
إنّ توقيت الاغتيال في هذه الفترة الانتقاليّة بعد الانتخابات الأمريكيّة، تريد من خلاله إسرائيل ومعها إدارة دونالد ترامب الخاسرة، أن تستجلب ردّة فعل كبرى، لتبدأ ولاية بايدن بحرب إقليميّة استمراراً لسياسة الرئيس السابق المتماهية كليّاً مع العدوّ الصهيونيّ وتبقى المنطقة ملتهبة، لذلك فإنّ من يعرف الصّبر والحكمة الإيرانيّة يدرك أنّ هناك ردّاً مدروساً وموجعاً، ولعلّ أكثر وأكبر ردٍّ تقوم به الجمهوريّة الاسلاميّة هو الاستمرار في نهجها التّصاعديّ والتطويريّ.إيران اليوم ليست إيران 1979 وليست إيران الثّمانينات، إيران اليوم تحوّلت إلى قوّة إقليميّة نسجت علاقات واسعة مع مختلف دول الإقليم بأهداف استراتيجية واضحة وأهمّها اقتلاع الكيان الصهيونيّ من أساسه إن شاء الله.
نحن اليوم قاب قوسين أو أدنى من تحقيق مشروعنا العظيم بإزالة الكيان الإسرائيليّ من المنطقة تلك الغدّة السّرطانيّة الّتي أنهكت البلاد وأفقرت العباد، وزرعت في ما بينها كلّ أشكال الحروب والدّمار والخراب.
اليوم يجب أن يكون الرّدّ مدروساً حتّى لا نُستدرج لمعركة قبل أوانها، فذلك يؤثّر على مشروع رُفعت مداميكهُ في سنوات وعقود، وينتظر فرصة التّكامل الإقليميّ في ما بين شعوب دول محور المقاومة لكي تسلك في درب جهاد ونضال واحد يكسر الكيان الصهيونيّ الغاصب ويقتلعه من جذوره ليتحوّل هذا الشّرق إلى قوة عظمى لها مكانها ومكانتها على المستوى الدّوليّ، فنتكامل في ما بيننا لنقف في وجه كلّ الحروب الاقتصاديّة، حروب التّجويع وحروب العُملات وحروب التّجزئة والتّقسيم الّتي أضعفت الأمّة وأخرجتها من السّاحة الدّوليّة
العزاء كلّ العزاء للجمهوريّة الإسلاميّة بفقد علمائها والعزاء لآل الشّهيد محسن فخري زاده كبير العلماء النّوويّين الإيرانيّين.
ونسأل اللّه سبحانه وتعالى أنْ تستمرّ كلّ هذه المشاريع الكبيرة والهادفة من أجل أن نصل في النّهاية الى الاستقلال الفعليّ الحقيقيّ عن مشاريع الاستعمار الغربيّ الّتي تستعبدنا سياسيّاً واقتصاديّاً وحياتيّاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *