فيديو: الشيخ بلال شعبان في مؤتمر الشهادة المنعقد في ماليزيا ” لا إله إلا الله مشروع حياة

ألقى الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي فضيلة الشيخ بلال سعيد شعبان كلمة في مؤتمر الشهادة الدولي الذي انعقد في كوالالمبور ماليزيا عبر تطبيق zoom وكانت الكلمة بعنوان “الشهادة… مشروع حياة”.
واستهلّ فضيلته ” بالآية الكريمة من قوله تعالى “وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ” فلا إله إلا الله هي شعار كل الأنبياء وهي دعوة جميع الرسل صلوات الله وسلامه عليهم ” فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ” ومعنى لا إله إلا الله أي لا معبود بحق إلا الله أي لا خالق ولا رازق ولا معطي ولا مانع ولا محيي ولا مميت إلا الله تبارك في علاه، وهي تنقسم إلى ركنين اثنين هي نفي وإثبات ، نفي لكل الآلهة المزعومة ، إلا الله هي إثبات لوحدانية الله وحده.
وأضاف فضيلته” فضل لا إله إلا الله محمد رسول الله فضل جليل عظيم فهي رسالة جميع الرسل وهي الكلمة الطيبة كشجرة طيبة وهي العروة الوثقى وهي أفضل شعب الإيمان وأعلاها، وإنما شرع الجهاد من أجل إعلائها وإعلاء كلمتها، لا إله إلا الله هي مفتاح الجنة ، لا إله إلا الله من قالها مخلصا بها قلبه دخل الجنة، هكذا قال نبينا صلى الله عليه وسلم ، وهي تأشيرة الدخول إلى الجنان ومن مات وكان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة، فهي مفتاح تجديد الإيمان وسيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام “جدّدوا إيمانكم قولوا لا إله إلا الله” ويقول ” إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب”… فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم، لا إله إلا الله توجب شفاعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لا إله إلا الله هي خير دعاء ” فخير ما قلت أنا والنبيين من قبلي” لا إله إلا الله “. هي مشروع الطمأنينة النفسية ، قال سبحانه “الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب” وهي أثقل شيء في الميزان، تمحو الخطايا وتجدد الإيمان، وحينما يتلفظ بها المؤمن تصعد إلى السماء وتخترق الحجب حتى تصل الى الله تعالى، هي أفضل الأعمال تحفظ المسلم من الشيطان الرجيم وتضاعف الأجر وتعدل عتق الرقاب، كما يعصم بها دم قائلها والمؤمن بها.
وتابع فضيلته” لا إله إلا الله هي إعلان ثورة على كل طغاة الأرض وعلى جبابرتها وعلى كل الأصنام والأوثان البشرية والحجرية والشجرية، فعندما ترفع شعار لا إله إلا الله فأنت عبد لله ومتساوٍ مع كل الخلق “كلكم لآدم وآدم من تراب لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى والعمل الصالح” فلا يجوز بعد ذلك أن يستعلي بعضنا على بعض ولا يجوز لإنسان أن يسجد لحجر أو لشجر أو لمدر أو لبشر خلقه الله عز وجل ليكون مسخراً لنا، لا إله إلا الله هي ثورة على النفس المتألّهة على النفس الأمّارة بالسوء على النفس التي تختزن الكره والضغينة والأحقاد فيعمر الإنسان قلبه بلا إله إلا الله، فيمتلئ بالحب الغمر الذي يرحم الله به كل الخلائق والبرايا، لا إله إلا الله هي مشروع تحرير عالمي للإنسان على وجه الكرة الأرضية فلا تعود هناك أنظمة ظالمة تستعبد الناس ولا تجبرهم على الخضوع لجبروتها، لأن لا إله إلا الله هي مشروع تحرير فعلي لهم من أجل أن ينطلقوا في الفضاء الإنساني الأرحب الذي فتحه الله تبارك في علاه لهذا الإنسان عندما أسجد له ملائكة قدسه.
واعتبر الشيخ شعبان أن مشروع لا إله إلا الله هو مشروع حياة بعزة وكرامة وليس مشروع موت ومهانة ، قال تعالى “وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ” وهنا لا إله إلا أنا هي مشروع إيمان وعقيدة يدخل في داخل القلب وينتظم سلوك الإنسان وحياة الإنسان، لا إله إلا أنا فاعبدون، فاعبدون هو السلوك والطريقة التي تتحول الى فعل عملي على أرض الواقع، فاعبدون هي سلوك في الجوارح وفي العلاقات، وهذا هو حقيقة التوحيد لله عز وجل، قال رسول الله “الإيمان معرفة بالقلب وقول باللسان وعمل بالأركان” وقال أيضاً “لا يقبل الله إيمانا بلا عمل ولا عملاً بلا إيمان” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لذلك على المستوى النفسي طمأنينة، على المستوى القولي فلاح، وعلى المستوى الأخروي نجاة، هي مشروع مساواة إنسانية، لا إله إلا الله على المستوى التطبيقي والعملي هي مسح لكل أشكال الفقر والجهل والأمية، رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقريش وقال للعرب “قولوا لا إله إلا الله تفلحوا”، وكان يقول لهم” أولا أقول لكم كلمة إذا قلتموها تدين لكم بها العرب وتخضع بها العجم؟ قالوا بلى يا رسول الله قال” قولوا لا إله إلا الله”، من هنا فإن مشروع لا إله إلا الله مشروع عزة وكرامة، عندما رفع مشروع لا إله إلا الله في المدينة المنورة وجاء المهاجرون من مكة إلى المدينة كان مشروع الإيمان والدين قائما على رفض أن يكون هناك تمييز بين الناس، ولأن الإسلام هو مشروع تأسٍّ بالمعاش ومشروع تكامل فعلي عملي آخى صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار.
وتابع فضيلته “إنّ مشروع الدين العظيم يقوم على حماية المستضعفين وعلى الوقوف الى جانب الأرامل والأيتام والمساكين من أجل أن نمحو كل أشكال الفقر، واذهبوا إلى القرآن الكريم إن شئتم واقرأوا “أرأيت الّذي يكذّب بالدين فذلك الذي يدعّ اليتيم ولا يحضّ على طعام المسكين” فتصديق الدين بشكل فعلي حقيقي يكون بالوقوف إلى جانب الفقراء والبسطاء والأيتام والمساكين، وغير ذلك يكون نوعا من أنواع التكذيب للدين، إذ ذاك لا تكون لا إله إلا الله التي في القلب ولا تترجم بشكل فعلي على أرض الواقع، مشروع لا إله إلا الله محمد رسول الله هو مشروع شراكة فعلية حقيقة في ما بين جميع الناس لذلك يقول سيد الخلق صلى الله عليه وسلم “الناس شركاء في ثلاث:الماء والنار والكلأ” وعندما يكون هناك مشروع شراكة فعلي حقيقي لا يضطرّ أهل إفريقيا للهجرة عبر سفن الموت من جنوب الكرة الأرضية إلى شمالها من أجل كسرة خبز، عندما يكون هناك شراكة في النفط وفي الغاز وفي الماء وفي الطعام وفي الكلأ وفي العشب يستطيع الإنسان أن يعيش حياة كرامة وحياة كفاية تمنع عنه الموت هذه هي لا إله إلا الله، لذلك عندما نطلب أن تحكم لا إله إلا الله محمد رسول الله سلوكنا وأخلاقنا وعلاقاتنا فإنما نطلب ذلك من أجل صلاح الإنسانية وتكاملها، مشروع الإسلام ومشروع التوحيد ليس مشروعا مضادا للبشرية بل هو مشروع تكامل لجميع الرسل ولجميع الأنبياء، لذلك فلترفع البشرية بكليتها هذا الشعار العظيم شعار التوحيد شعار لا إله إلا الله، فمن قالها فقد حقن دمه وماله وصان نفسه وعرضه، فهذا الإسلام العظيم يحقن الدماء بين الناس ويمنع القتل ويمنع كل أشكال القهر والظلم والموت، لا إله إلا الله مشروع نتكامل به جميعا مشروع حياة لأن هذه الدعوة هي دعوة للعالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *