في حين يُسارع المُستعربين إلى التّطبيع مع العدو الصهيوني، سارع فتى السابعة عشر عاماً نحو المسجد الأقص ليدك صدور الأعداء برصاصاته وحين خانته البندقية كما خان بعض العرب فلسطين، تمكّن منه جيش الإحتلال ليرتقي شهيداً.
محمود عمر كميل ابن بلدة قباطية جنوب جنين، وصل مساء الإثنين إلى باب الأسباط وفتح النّار على عناصر الإحتلال الذين فروا واختبأوا خلف أسوار البلدة القديمة، قبل أن يتوقّّف الشاب عن إطلاق النار بسبب عطل في رشّاشه، وسرعان ما لاحقته قوات الإحتلال وأطلقت النار عليه قرب باب حطة، أحد أبواب المسجد الأقصى، ليستشهد بعدها متأثّراً بجروحه.
الشّهيد كميل.. بشارة جيل فلسطيني مُقاوم في ظلّ التّطبيع
وفي ضَوء هذه العملية البطولية بارك ممثّل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان إحسان عطايا، لأسرة الشهيد محمود كميل، باستشهاد ولدهم بهذا الصّرح الرائع والصّعب والحسّاس، مُعتبراً أنّه سيكون باكورة لعمليات استشهادية بطولية مقبلة.
وفي حديثه لموقع العهد الإخباري، قال عطايا إنّه “من الفخر لوالد الشهيد ولفلسطين أن يكون أبناء جيل السبعة عشر عاماً هو الذي يتربّى على حب فلسطين والجهاد لتحريرها، وأن يكون بهذه الجرأة في إطلاق العمليات ضدّ العدو الصهيوني”.
وأضاف أنّ هذه العملية البطولية التي نفّذها الشهيد محمود كميل بكل جرأة وشجاعة، تدلّ على مدى العمق الذي يحمله الشعب الفلسطيني والشباب الفلسطيني والجيل الفلسطيني الصاعد فيما يتعلّق بالقضية الفلسطينية وتحرير الأرض من دنس الإحتلال.
الشّهيد كميل.. بشارة جيل فلسطيني مُقاوم في ظلّ التّطبيع
ورأى عطايا أنّ هذه العملية تؤكّد مدى الرفض الفلسطيني المساس بالمقدّسات والتّعدي على أرضه.
واعتبر أنّ هذه العملية تحمل رسالة واضحة إلى كل قادة العرب الذين يُهرولون نحو العدو الصهيوني وينفّذون إملاءات الإدارة الأمريكية، بأنّ الشّعب الفلسطيني لا يمكن أن يرضى بأن تكون فلسطين سلعة تُباع وتُشترى على مائدة اللّئام الذين باعوا المقدّسات والذين باعوا ضمائرهم قبل ذلك.
وأشار عطايا إلى أنّها رسالة إلى كلّ الشهداء الذين استشهدوا على طريق تحرير فلسطين، بأنّ دمكم لن يذهب هدراً وأنّ هذا الجيل قادم ليُكمل هذه المسيرة حتّى تحقيق النّصر والوعد الإلهي.
وتابع ممثّل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان لـ”العهد” أنّه في رحاب الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد الكبير الحاج قاسم سليماني الذي كان يحمل هم القدس وكانت بوصلته موجّهة دوماً نحو فلسطين، تأتي هذه العملية لتؤكّد أنّ دم هذا القائد الكبير “شهيد القدس” كما سمّاه قائد حركة حماس اسماعيل هنية، سيكون منارة ونبراس يُهتدى به نحو الوجهة الصحيحة لتحرير الأرض من دنس الإحتلال.
الشّهيد كميل.. بشارة جيل فلسطيني مُقاوم في ظلّ التّطبيع
وفي رسالة إلى الداخل الفلسطيني، قال عطايا إنّ هذه العملية هي رسالة إلى قيادة الشرطة الفلسطينية التي ذهبت إلى إعادة التّنسيق مع الإحتلال الصهيوني، بأنّ هذا التنسيق لا يمكن أن يؤدّي إلى تحرير فلسطين بل إلى المزيد من تهويد الأرض والإمتداد الصهيوني في المنطقة.
وطالب في ختام حديثه لـ”العهد” من الشّعب الفلسطيني وفصائل المقاومة الفلسطينية بأن لا يسمحوا للعدو الصهيوني بأن يمَس منزل عائلة الشهيد محمود كميل أو أي من أقربائه، لتأسيس مسار جديد يبنيه أبناء فلسطين.مهدي قشمر/ العهد الاخباري