قبل قمة “العشرين”..”الغارديان” تكشف تفاصيل التعذيب في “ريتز كارلتون”

كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية في تقرير لها عن تفاصيل جديدة حول ليلة اعتقال أمراء سعوديين في فندق الريتز كارلتون في السعودية.

وقالت الصحيفة إن “تلك الاعتقالات هزت أسس المجتمع السعودي، وحوّلت على الفور شخصيات مسؤولة كبيرة لا يمكن المساس بها إلى أهداف للاعتقال، كما ضُرب بالقوانين عرض الحائط، وتم الاستيلاء على الأصول، والقضاء على إمبراطوريات تجارية، وتمزيق الاتفاق التقليدي بين الدولة والنخبة المؤثرة بين عشية وضحاها”.

ضرب وترهيب

وعن روايات ما حدث في فندق الريتز قالت الصحيفة إنه تم تقديمها عبر وسيط، وهي من بعض كبار رجال الأعمال السعوديين، الذين قالوا إنهم كانوا معصوبي الأعين، وتعرضوا للضرب والترهيب من قبل ضباط الأمن تحت إشراف وزيرين، وكلاهما من المقربين من الرجل الذي أمر بالتطهير، ولي العهد محمد بن سلمان.

ووصف معتقلون سابقون أغلبهم جُرّد من ثروته، وفق الصحيفة؛ مشاهد التعذيب والإكراه، وقالوا إن مستشاري الديوان الملكي كانوا يقودون محاولات فوضوية لفهم الاستثمارات وراء ثروة العائلات الأكثر نفوذا في المملكة، ثم تم الاستيلاء على ما يمكن أن يجدوه.

بدؤوا بتليينهم

وتابعت الصحيفة نقلاً عن مصادرها:”سُئل المحتجزون عما إذا كانوا يعرفون سبب وجودهم هناك: لا أحد يعرف. وتعرض بعضهم للضرب المبرح، كان هناك أشخاص مقيدون بالجدران في أوضاع مجهدة استمرت لساعات، وكان كل من قام بالتعذيب من السعوديين”، وأضاف المصدر:”لقد تم تنفيذ ذلك لتليينهم، ثم في اليوم التالي وصل المحققون، وتم تقسيم المعتقلين إلى غرف في الفندق الذي كان قبل عام من ذلك مكانًا لإطلاق خطة محمد بن سلمان “رؤية 2030”.

وتحدث بعض المعتقلين، تبعًا لمصادر الصحيفة؛ عن تعرضهم للتهديد من أجل الإدلاء بمعلومات خاصة مثل التعاملات التجارية التي لم تكن لتنال الموافقة حتى في ظل النظام القديم.

وكشف التقرير أن اعتقالات الريتز كارلتون غالبًا ما كانت تبدأ بمكالمة هاتفية لاستدعاء المعنيين للقاء ولي العهد أو الملك سلمان نفسه.

وفي هذا السياق روى رجلا أعمال بارزان كيف طُلب منهما الاجتماع في منزل وانتظار انضمام مستشار من الديوان الملكي إليهما، وبدلًا من ذلك، ظهر مسؤولو أمن الدولة، واقتادوهما إلى الريتز كارلتون حيث كان الحراس وكبار المساعدين ينتظرون.

وقال مصدر عن المحققين:”هناك اعتقاد خاطئ بأن المحققين كشفوا كل شيء، لم يفعلوا. في الواقع، كانوا يعرفون القليل جدًا وكانوا يرتجلون”.

ابتزاز واتصالات بمصارف جنيف

وقال المصدر المطلع على الأحداث داخل الفندق:”كانوا يخمنون صافي ثروة الشخص، لقد كانت عملية ابتزاز، في مرحلة ما طلبوا منهم الاتصال بمديري العلاقات المصرفية في جنيف وطلب مبالغ كبيرة من المال، كانت جنيف تخبر المحتجز المتصل أنه لا يوجد رصيد في حساباته، وكان المحققون يعتقدون أن جميع الأصول كانت نقدية”.

وتابع المصدر أنه “في كثير من الأحيان لم يكن لدى المحققين أي فكرة عما كانوا يبحثون عنه، وأصبح ابتزازًا صريحًا في بعض الحالات لأن بعض المعتقلين رفضوا التوقيع على أي شيء”.

اغتيال خاشقجي

وكان المسؤولون السعوديون قد أعلنوا أن ما يبلغ 107 مليارات دولار تم استردادها من 87 شخصا وإعادتها إلى الخزانة السعودية، لكن المصادر التي تحدثت للصحيفة قالت إن الرقم الذي تم ضبطه كان أقرب إلى 28 مليار دولار فقط.

وقالت الصحيفة البريطانية إن الأمر كان يتعلق بترسيخ سلطة محمد بن سلمان بشكل واضح وبسيط، مشيرة إلى أن ذلك جاء قبل اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وأضافت أن إفلات ابن سلمان من العقاب في تلك الاعتقالات شجعه على اغتيال خاشقجي، إذ إن الحراس المتورطين في الريتز هم من قتلوا خاشقجي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *