طالب مركز فلسطين لدراسات الأسرى المجتمع الدولي بضرورة الانتصار للمواثيق الإنسانية على أرض الواقع دون محاباة او نفاق سياسي لأي طرف، داعيًا الى وقف كل أشكال التنكيل والتعذيب بحق الأسيرات الفلسطينيات وإطلاق سراحهن.
وقال المركز إنه رغم إقرار المجتمع الدولي بتجريم العنف ضد النساء، وتخصيص الخامس والعشرين من تشرين ثاني/ نوفمبر من كل عام كيوم عالمي لمناهضة العنف ضد النساء، والذي يصادف اليوم ، الا ان سلطات الاحتلال تمارس كافة أشكال التعذيب والعنف والتنكيل بحق الأسيرات الفلسطينيات في السجون دون رادع.
واتهم “مركز فلسطين” المؤسسات الدولية بأنها تغض الطرف عن تجاوزات الاحتلال وجرائمه بحق الأسيرات الفلسطينيات، مما يشجع الاحتلال على الاستمرار في تلك الممارسات غير الانسانية بحقهن.
اعتقالات مستمرة
مدير المركز الباحث “رياض الأشقر” أكد أن الاحتلال اعتقل منذ العام 1967 أكثر من (15 ألف) امرأة، ومنذ انتفاضة الأقصى سبتمبر 2000 رصد (2250) حالة اعتقال لنساء وفتيات فلسطينيات، بينهن العشرات من القاصرات، والجريحات، والمريضات، والمسنات.
وخلال هبة القدس منذ اكتوبر 2015 صعًّد الاحتلال من سياسة اعتقال النساء والفتيات، حيث بلغت حالات الاعتقال بين النساء (1000) حالة اعتقال، ولا تزال (39) أسيرة يقبعن في ظروف قاسية في سجون الاحتلال، بينهن (14) أماً لديهن العشرات من الأبناء، وعدد من الطالبات الجامعيات ونائبة في المجلس التشريعي الفلسطيني.
وتذرع الاحتلال بالعديد من المبررات لاعتقال النساء والفتيات، من أبرزها تهمة التحريض عبر الكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تهمة “وجود نية” لتنفيذ عملية طعن او حيازة سكين، أو المشاركة في الدفاع عن المسجد الأقصى والرباط بداخله.
ظروف مأساوية
وبين “الأشقر” أن كافة الأسيرات يقبعن في سجن الدامون بظروف مأساوية، ويتلقين معاملة مهينة لا إنسانية، وتفتيشات استفزازية من قبل السجانين، ويحرمهن الاحتلال من كافة حقوقهن وعلى رأسها العلاج اللازم لهن وزيارة الأهل كما ان هناك خطورة على حياتهن بعد انتشار جائحة كورونا.
كذلك تعاني الأسيرات من اجراءات النقل التعسفية من وإلى المحاكم والمستشفيات عبر سيارة البوسطة السيئة، والتي تستغرق 12 ساعة متواصلة، الأمر الذي يسبب لهن التعب الجسدي والنفسي والإرهاق، كذلك اقتحام الغرف في اوقات متأخرة من الليل او ساعات الفجر الأولى، بشكل مفاجئ دون إشعار مسبق، والاعتداء عليهن بالضرب في بعض الأحيان، وتحطيم الأغراض الشخصية لهن، وتمزيق الأغطية والفرشات بحجة التفتيش على اغراض ممنوعة.
كذلك يستمر الاحتلال في حرمانهن من الزيارة لشهور طويلة، اضافة الى وضع كاميرات مراقبة في الممرات وساحة الفورة لمراقبة تحركاتهن، مما يعتبر انتهاكا للخصوصية، واستمرارا لسياسة العزل بحقهن حيث لا تزال تعزل الأسيرة المقدسية “فدوى حمادة” منذ اسبوعين وهي محكومة لمدة عشر سنوات.
أحكام قاسية
واعتبر “الأشقر” ان إصدار أحكام مرتفعة بحق الأسيرات يأتي في سياق سياسة الردع والانتقام بهدف تخويف النساء وردعهن عن المشاركة في مقاومة الاحتلال، حيث كانت أصدرت خلال الأعوام الماضية العديد من الأحكام القاسية بحق اسيرات، اضافة الى غرامات مالية باهظة وصلت لعشرات الاف الشواكل.
وبين أن هناك 22 أسيرة يقضين احكاماً مختلفة بينهن 8 أسيرات تزيد أحكامهن عن 10 سنوات، أعلاهن حكماً الأسيرتان الجريحة ” شروق صلاح دويات” 22 عاما من القدس، و “شاتيلا سليمان أبو عيادة” (26 عامًا) من الداخل المحتل، وأصدرت بحقهما حكماً بالسجن الفعلي لمدة 16 عاما.
ويستمر الاحتلال بفرض الاعتقال الإداري التعسفي بحق الأسيرات حيث أصدر خلال الخمس سنوات الماضية، ما يزيد عن (75) قرارا إداريا بحق النساء والفتيات ما بين جديد وتجديد، ولا يزال يعتقل في سجونه اسيرتين تحت الاعتقال الإداري، وهما الأسيرة الناشطة النسوية ” ختام السعافين” و “شروق البدن”.
أسيرات مريضات
وأشار “الأشقر” إلى أن الأسيرات يعانين من سياسة الإهمال الطبي المتعمد سواء للحالات المرضية او الجريحات اللواتي أصبن بالرصاص، كما تشتكي الأسيرات منذ سنوات طويلة من عدم وجود طبيبة نسائية في عيادة السجون لرعاية الأسيرات، وعدم صرف أدوية مناسبة للحالات المرضية بينهن.
وتعتبر الأسيرة “اسراء الجعابيص” من أصعب الحالات بين الأسيرات، والتي تحتاج الى عمليات جراحية بعد إصابتها بحروق شديدة حين الاعتقال وبترت 8 من اصابعها، ويماطل الاحتلال في اجراء العمليات اللازمة لها، كذلك تعانى الأسيرة ” “نسرين أبو كميل” (45 عاماً)، من سكان قطاع غزة من ظروف صحية صعبة، وتشتكي من رعشة بالأطراف، وضعف في عضلة القلب، وهي محكومة بالسجن لمدة 6 سنوات كما تعاني الأسيرة “انسام شواهنه” من تردي وضعها الصحي وتحتاج الى متابعة وعلاج.
وناشد مركز فلسطين المؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية وخاصة التي تعنى بقضايا المرأة عدم الكيل بمكيالين، وإنصاف الأسيرات الفلسطينيات والعمل على إطلاق سراحهن جميعاً من السجون، والتدخل العاجل لوضع حد لمعاناتهن المستمرة وخاصة فى ظل انتشار جائحة كورونا.