هل يُنهي بايدن تحالف ترامب مع ابن سلمان؟

قالت المُعارضة السعودية مضاوي الرشيد إن أمام الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، فرصة حقيقية للتراجع عن سياسة الولايات المتحدة الخارجية التي تحابي وتقوي الطغاة، الذين يحرمون شعوبهم من أبسط الحقوق، في إشارةٍ منها لولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وقالت الرشيد في مقال لها، نشره موقع “ميدل إيست آي”، إن هذه الحقوق والقيم التي تعرضت للتهديد في أثناء وجود ترامب في البيت الأبيض، بينما تعدّ هذه الحقوق مقدسة داخل الولايات المتحدة حين يتعلق الأمر بمواطنيها، معتبرةً أنَّ أمام بايدن مهمة جبارة، تتمثل في علاج الأضرار التي وقعت محليا، وتحسين الآداء دوليًا.

كما طالبت الولايات المتحدة بقيادة بايدن بالتوقف عن القيام بدور الممكّن الرئيسي للنظام السعودي، الذي ما فتئ يعمل على تقويض أمن شعبه، ويسعى إلى مد نفوذه في الخارج، ما خلّف حالة من الفوضى وسفك الدماء في المنطقة، وبشكل خاص في اليمن.

وأضافت الرشيد أن الولايات المتحدة لعبت دورًا بارزًا في حماية الحكام المستبدين من المحاسبة الدولية، ولا أدل على ذلك من الجهود المستمرة التي يبذلها الرئيس دونالد ترامب لحماية قتلة الصحفي جمال خاشقجي قبل عامين.

وأشارت إلى أنَّ الخطوة الأولى في اتجاه إعادة الثقة بالولايات المتحدة، هي بإعلان بايدن تقرير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية حول جريمة قتل خاشقجي على الملأ، ناصحةً أمريكا بعدم الاكتفاء بوعظ الآخرين بالتزام الديمقراطية وسيادة القانون، بل ينبغي لها أن تتصرف انطلاقا من القيم التي تتمسك بها داخل حدودها.

وتابعت المعارضة السعودية “على بايدن أن يصر على أن أي شراكة مع المملكة العربية السعودية في المستقبل ستكون مشروطة باحترام الرياض لحقوق الإنسان لمواطنيها ولحرية التعبير، وللتطلع نحو تغيير سياسي حقيقي”، لافتةً إلى أنَّ السعوديين ما زالوا يتطلعون إلى اليوم الذي يتخلصون فيه ممن لديهم القابلية للاستبداد.

كذلك تحدثت الرشيد عن السجون السعودية التي تزدحم بالسجناء السياسيين بسبب القيود المفروضة على حرية التعبير، موضحةً أن هذه الحرية اختطفها ويحتكرها ولي العهد محمد بن سلمان، مطالبةً بايدن وضع ضغوطٍ على ابن سلمان، لتحرير المدافعات عن حقوق النساء والمفكرين والنشطاء الذين يقبعون خلف القضبان في سجون المملكة.

كما تطرَّقت إلى تقييد القدرات العسكرية للنظام السعودي، إذ أوضحت أنها تُشترى بشكل أساسي من الولايات المتحدة ما ساعد على الاستمرار حربٍ مضى عليها خمسة أعوام في اليمن، مبيّنةً أن من شأن التقييد ليس فقط إنقاذ هذا البلد الفقير من الانهيار التام، وإنما ينهي أيضًا تحول اليمن إلى حاضنة للإرهاب، الذي ستتجاوز آثاره وتداعياته حدود البلد بل وحدود الإقليم.

ورأت الرشيد أن على بايدن العودة إلى المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي، الأمر الذي من المؤكد سيزعج السعوديين، وفي الوقت ذاته عليه أن يدفع السعودية باتجاه التخلي عن خطابها العدواني، والولوج في مفاوضات خاصة بهم.

كما قالت إنَّه يجب أن يتعامل بايدن مع الصراع الفلسطيني “الإسرائيلي” بفعالية لضمان استعادة الفلسطينيين لحق إقامة دولة خاصة بهم دون المخاطرة بالأمن “الإسرائيلي”، فإن أيّ تطبيع أحادي قادم مع “إسرائيل” سيكون مضيعة للطاقة والموارد.

واعتبرت أنه حتى لو طبَّع ولي عهد السعودية العلاقات مع “إسرائيل”، فإن “السلام” الدائم مع العالم العربي لن يقوم من دون حصول الفلسطينيين على حقهم التاريخي في السيادة على أرض وطنهم.

وختمت الرشيد أنه آن الأوان لأن يزيد بايدن من الضغط على شركاء بلاده الخارجين عن القانون في المنطقة، الذين منحهم ترامب شيكا على بياض ليطبقوا سياساتهم المتعصبة والشعبوية والإجرامية والمخاتلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *