قبيل مغادرته البيت الأبيض رسميًا.. ترامب يتجه الى تعقيد عمل بايدن

رأى “روبرت مالي” و”فيليب جوردن”، العاملان في إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مصمّمٌ على تبنِّي سياسة خارجية من شأنها تصعيب الأمور على الرئيس الأميركي المُنتخب جون بايدن وتقوض استقرار العالم، خلال الفترة المتبقية لترامب في البيت الأبيض (وهي ١٠ أسابيع).

جاء ذلك في مقالةٍ نُشرت بصحيفة “نيويورك تايمز”، حيث أشار الكاتبان إلى رفض ترامب الاعتراف بفوز بايدن، وإلى تعيينه وزير حرب جديدٍ، بالإضافة لإعلان صفقات تسلُّح جديدة في الشرق الأوسط، وكذلك إلى فرض عقوبات جديدة على إيران، معتبريْن أن هذه الخطوات تدلُّ على أن ترامب سيستخدم ما تبقى لديه من وقت في البيت الأبيض لجعل مهمة بايدن صعبة لجهة تغيير السياسات.

وتحدث الكاتبان عن إمكانية اعتراف ترامب “بالسيادة الإسرائيلية” على مستوطنات الضفة الغربية، او تصنيف جماعات مثل أنصار الله في اليمن او الاخوان المسلمين في مصر كمنظمات إرهابية.

كما لفتا إلى إمكانية إقدام ترامب على توجيه ضربةٍ للمنشآت النووية الإيرانية بشكل سري او معلن، أو إعطاء الضوء الأخضر لأطراف أخرى للإقدام على ذلك.

من جهته، كتب “تريتا بارسي” مقالة نشرت في مجلة “فورين أفيرز” أشار فيها الى نية إدارة ترامب فرض عقوبات جديدة على إيران.

وذكر الكاتب أن فريق ترامب يرى أن بايدن قد لا يرفع العقوبات الجديدة بسبب الأثمان السياسية الناتجة عن ذلك، إذ إن العقوبات الجديدة مرتبطةٌ بملفاتٍ غير الملف النووي كالصواريخ البالستية وحقوق الانسان.

وأضاف الكاتب أن محاولة ترامب لتخريب الوضع مع إيران قد تجبر بايدن على الذهاب أبعد من مجرَّد العودة إلى الاتفاق النووي.

وفي هذا السياق، اعتبر بارسي أن بايدن لا يسعى للعودة إلى الاتفاق النووي فحسب، بل إلى تحسين العلاقات مع إيران عمومًا، وذلك من أجل حماية الاتفاق من المساعي السعودية والاماراتية والإسرائيلية لتصفيته.

كما شدَّد الكاتب على ضرورة ألّا تقتصر مقاربة بايدن حيال إيران على الملف النووي، وعلى ضرورة أن يسعى لتوسيع إطار العلاقات بين طهران وواشنطن، مضيفًا أن تجربة الأعوام القليلة الماضية أثبتت ان اتفاقيات الحدِّ من التسلُّح لا يمكن أن تستمر بينما تتدهور العلاقات بين البلدين.

وأردف الكاتب أن إقامة العلاقات الدبلوماسية “المباشرة” مع إيران قد تساعد الولايات المتحدة على تجنب الدخول في نزاع في المنطقة، طارحًا أن يوجه بايدن رسالة مفادها انه مستعد لتطبيع العلاقات مع طهران.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *