اتفاق بين أرمينيا وأذربيجان برعاية موسكو.. وقوات حفظ سلام روسية إلى قره باخ

بعد أسابيع من المعارك الشرسة في منطقة قره باخ بين أذربيجان وأرمينيا راح ضحيتها المئات إضافة لخسائر مادية لدى الطرفين، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية موسكو.
وأعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان وقعوا إعلانا مشتركا حول وقف إطلاق النار في قره باخ.

بوتين قال في كلمة له إن وقف إطلاق النار يدخل حيز التنفيذ اعتبارا من منتصف ليل الثلاثاء 10 تشرين الثاني/نوفمبر بتوقيت موسكو.

وبحسب الرئيس الروسي، ينص الاتفاق على توقف القوات الأرمينية والأذرية عند مواقعها الحالية، وانتشار قوات حفظ السلام الروسية على امتداد خط التماس في قره باخ والممر الواصل بين أراضي أرمينيا وقره باخ.

وأشار بوتين إلى أن الاتفاق يتضمن أيضا رفع القيود عن حركة النقل والعبور وتبادل الأسرى بين طرفي النزاع، وأن النازحين سيعودون إلى قره باخ برعاية المفوض الأممي لشؤون اللاجئين، مضيفا أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين موسكو وباكو ويريفان سيسمح بتسوية النزاع على أساس عادل وبما يخدم مصالح الشعبين الأذري والأرميني.

وختم بالقول “ننطلق من أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه سيوفر الظروف الضرورية لتسوية شاملة ومستدامة للنزاع في قره باخ”.

قوات حفظ السلام الروسية تنتشر على خطوط التماس في قره باخ

وبدأت قوات حفظ السلام الروسية انتشارها على خطوط التماس في الإقليم، صباح الثلاثاء، بالتزامن مع انسحاب القوات الأرمينية منه، وذلك بناء على الاتفاق.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها فجرا، إن أول أربع طائرات من طراز “إيل-76” تحمل جنود حفظ سلام روسًا إلى منطقة النزاع في قره باخ أقلعت من مطار أوليانوفسك-فوستوشني وسط روسيا، وعلى متنها أفراد وحدة حفظ السلام ومركبات وناقلات الجنود المدرعة وعتاد.

وذكرت الوزارة في وقت سابق أن الوحدة الروسية لحفظ السلام تضم 1960 جنديا، و90 ناقلة جنود مدرعة، و380 قطعة من المعدات.

وأضافت إنه سيتم نشر نقاط مراقبة على امتداد خط التماس في قره باخ والممر الواصل بين أراضي أرمينيا وقره باخ، وسيقام مركز قيادة للإشراف على مراقبة وقف إطلاق النار قرب مدينة ستيباناكيرت، عاصمة جمهورية قره باخ غير المعترف بها.

باشينيان: لم يكن أمامنا حل سوى التوقيع على اتفاق وقف الحرب

رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، أعلن في أول تعليق له، أنه لم يكن أمام بلاده سوى التوقيع على اتفاق وقف الحرب في قره باخ.

وقال “لدينا اليوم مذكرة كانت مطروحة على الطاولة منذ خمسة وعشرين عاما وهي الحل، وسوف نحل الأزمة على خلاف الحكومات السابقة التي كانت تماطل”، لافتا
إلى أن سياسة الحكومات السابقة أدت إلى ما وصلت إليه الأمور اليوم، مضيفا “ما قمت به اليوم هو عدم مواصلة تلك السياسة وفعلت ما كان يجب فعله في السابق”.

كما أشار إلى أن الحرب حصدت الكثير من الضحايا خلال 47 يوما لذا يجب مواصلة النضال لكن بطريقة أخرى، معربا عن اعتذاره للشعب لعدم القدرة على مواصلة الحرب، وتابع قائلا “اليوم يجب وقف سيناريو تدهور الأوضاع إلى الأسوأ”.

علييف: الاتفاقية بشأن قره باخ ستؤدي لسلام طويل الأمد ووضع حد لإراقة الدماء

من جهته، غرّد رئيس أذربيجان، إلهام علييف، عبر حسابه على موقع تويتر، معتبرا أن اتفاق وقف إطلاق النار يعني استسلام أرمينيا.

وكان علييف وصف البيان المشترك لروسيا وأذربيجان وأرمينيا بالتاريخي، والذي قضى بوقف إطلاق النار برعاية روسية.

وتحدث علييف عن بعثة روسية تركية مشتركة لحفظ السلام في قره باخ، معربا عن ثقته بأن الاتفاقية التي تم التوصل إليها بشأن قره باخ ستؤدي إلى سلام طويل الأمد ووضع حد لإراقة الدماء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *