“ستراتفور”: السعودية ترغب بالخروج من اليمن ومكاسبها معرضة للخطر

قال مركز ستراتفور الأميركي للدراسات الإستراتيجية والأمنية إن السعودية بدأت تلمِّح لرغبتها في الخروج من اليمن، حيث عرضت على “أنصار الله” منطقة عازلة على طول الحدود السعودية اليمنية مقابل سحب قواتها من البلاد.

ورأى مركز ستراتفور في تقريرٍ نشره على موقعه الإلكتروني، أن عرض السعودية يشكِّل تراجعًا كبيرًا في مأرب وإقرارًا ضمنيًا منها ببقاء حركة أنصار الله -سياسيا وعسكريا- في البلاد ربما لمدة أطول، واعتبر أن نافذة الخروج من الصراع في اليمن من دون تعريض كل المكاسب التي جنتها السعودية من الحرب للخطر بدأت تنغلق على نحو سريع.

وأشار إلى أنَّ تراجع الدعم الخارجي لحرب اليمن، إلى جانب الأزمة الاقتصادية الناجمة عن انخفاض أسعار النفط ووباء “كورونا”، أدى إلى زيادة الضغط على السعودية للانسحاب من اليمن، ما أجبر الرياض على قبول فشل عدوانها العسكري المستمر منذ 5 سنوات والذي كان يستهدف إخراج أنصار الله من العاصمة صنعاء وإعادة الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي إلى السلطة.

كما أكَّد المركز أنَّ تدخُّل السعودية أثار غضب المشرعين الأمريكيين في الكونجرس، الذي صوت عدة مرات لإنهاء دعم الولايات المتحدة للتدخل العسكري في اليمن، فيما تكافح المملكة مع تراجع الدعم من حلفائها الإقليميين، حيث سحبت الإمارات مؤخرًا قواتها من اليمن.

كذلك اعتبر ستراتفور أنه على الرغم من استعادة السيطرة على مساحات شاسعة من جنوب اليمن، كان تقدم التحالف السعودي محدودًا حيث ظلت خطوط المواجهة الرئيسية بالقرب من تعز ومأرب والحديدة دون تغيير إلى حد كبير لسنوات، مع التطورات الصغيرة التي حققها الحوثيون مؤخرًا والتي أبرزت صعوبة الحفاظ على المنطقة.

ولفت التقرير إلى أن اعتماد السعودية الكبير على شن ضربات جوية وفرض حصار على مناطق في اليمن كانت نتيجتهما خسائر في صفوف المدنيين وعرقلة وصول المواد الغذائية وإمدادات الوقود إلى اليمنيين الذين هم في أمس الحاجة إليها.

ويتوقع المركز الاستخباراتي الأميركي أن تتسم علاقات السعودية مع الولايات المتحدة بخصومة أكبر بمجرد أن يتولى الرئيس الأمريكي المنتخب “جو بايدن” منصبه في كانون الثاني/يناير، وحينها ستكون الرياض عرضة لضغوط سياسية من جانب واشنطن، مما سيعمق عدم الثقة بين الدولتين الحليفتين.

وبحسب المركز، قد تقرر إدارة “بايدن” مباشرة خفض مشاركتها في الصراع، مما يترك السعودية بدون دعم لوجيستي واستخباراتي استخدمته في الضربات الجوية والعمليات في اليمن.

وتحدث ستراتفور عن القلق الذي يستبد بالسعوديين من نهج إدارة بايدن حيال إيران وسجل الرياض في مجال حقوق الإنسان، لا سيما بعد أن توعد السعودية بتحويلها إلى دولة “منبوذة” بسبب قتلها الصحفي جمال خاشقجي في 2018.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *