نددت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة بالسياسات العنصرية الإسرائيلية التي تستهدف حياة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، وعلى رأسها الإهمال الطبي المتعمد الذي طال عددا كبيرا من الأسرى وأدى إلى استشهاد 69 أسيرا.
وحمّلت لجنة الأسرى الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير داوود طلعت الخطيب من سكان محافظة بيت لحم، الذي كان يقضي حكما بالسجن مدته 18 عاما ولم يتبق من محكوميته سوى 3 شهور، ما أدى لارتفاع عدد شهداء الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة في ظل تفشي وباء “كورونا” إلى 225 شهيدًا .
وطالبت اللجنة المجتمع الدولي والإنساني بالقيام بواجباتهم والتزاماتهم في توفير الحماية بكافة أشكالها للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، وعلى رأسها تقديم العلاج اللازم للأسرى على أيدي أطباء متخصصين وليس على يد مجرمي الحرب الإسرائيليين وإرسال لجان تقصي حقائق للسجون الإسرائيلية وبعثات طبية لمتابعة أوضاع الأسرى .
وذكرت اللجنة الأسرى أن “الأسير الشهيد داوود الخطيب كان قد أجرى في السابق عملية جراحية في القلب وقد فارق الحياة في مساء اليوم وهو في الطريق من سجن عوفر إلى المشافي الإسرائيلية”، مشددة على أن حياة الأسرى الفلسطينيين غالية الثمن وأن مقاومة الشعب الفلسطيني لن تقف مكتوفة الأيدي أمام نزيف الدم الفلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي .
بدورها، نعت حركة “الجهاد الإسلامي” الأسير الشهيد داود الخطيب، معتبرة ما حصل للأسير الشهيد الخطيب هو جريمة صهيونية سببها سياسة الإهمال الطبي للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، بغض النظر عن المزاعم التي يروجها العدو.
وحملت الحركة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن صحة وحياة كافة الأسرى الفلسطينيين في سجونه، وخاصة الأسرى المضربين عن الطعام، وأصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن، مضيفة أن “سياساته القمعية بحق الأسرى لن تحقق له أهدافه في قتل الروح المعنوية لأسرانا ولمقاومتنا.
ودعت المؤسسات الحقوقية والمنظمات المعنية بالأسرى للوقوف أمام مسؤولياتها، والتحرك العاجل والجاد لوضع حد لجرائم الاحتلال ضد الأسرى في السجون.
وأكدت أن “جرائم العدو وتجاوزاته بحق الاسرى لن تزيدنا إلا قوة وإصرارا على مواصلة طريقهم الذي سُجنوا واعتقلوا من أجله، ولن تفت تلك الجرائم والسياسات العدوانية في عضدهم، فهم مدارس في الصبر والصمود”.
ودعا جميع أبناء الشعب الفلسطيني للمشاركة في الفعاليات التي تُنظم لمساندة الأسرى في سجون الاحتلال، كما دعا كافة وسائل الإعلام للاهتمام بإبراز قضايا الأسرى ومعاناتهم.
حالة استنفار وغضب في أقسام الأسرى بعد استشهاد الأسير الخطيب
وفي سياق متصل، اقتحمت قوات القمع الإسرائيلية أقسام الأسرى في سجن “عوفر”، وبدأت برش الأسرى بالغاز، بعد أن أعلن الأسرى حالة الاستنفار والغضب على استشهاد الأسير الخطيب.
وأوضح نادي الأسير أنه قبل ساعات على استشهاد الأسير الخطيب أغلقت إدارة سجن “عوفر” قسمي 11 و12 بعد إصابة سجان بفيروس “كورونا”، كان متواجدًا في الأقسام المذكورة، منذ ثلاثة أيام وخالط الأسرى”.
وأشار إلى أن “عدد الأسرى في سجن “عوفر” يصل إلى 850 أسيرا، ويشهد تصاعدا في تسجيل حالات الإصابة بفيروس “كورونا” بين صفوف الأسرى، وكان آخرها تسجيل 5 إصابات نهاية الأسبوع المنصرم، علماً أن السجن يضم مجموعة من الأسرى المرضى، وقسم خاص للأسرى الأطفال “الأشبال””.
وسبق أن واجه سجن “عوفر” العام الماضي، أعنف عملية اقتحام منذ سنوات، وأدت إلى إصابة العشرات من الأسرى.
وأكد نادي الأسير أنه “في ضوء استمرار الإعلان عن إصابات بين صفوف الأسرى، فإن سلطات الاحتلال تستمر في تنفيذ حملات اعتقال يومية، واستخدام الوباء كأداة تنكيل وترهيب وضغط تحديدًا على المعتقلين الجدد، وتحويل مراكز التحقيق والتوقيف إلى أماكن “حجر صحي” لا تتوفر فيها أدنى الظروف الصحية”.