الطريق إلى الحرب داخل “الناتو”

تحدّث كلّ من الكاتبيْن توماس تراسك -الباحث في “المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي” والقائد السابق لقيادة العمليات الخاصة في الجيش الأميركي- وجوناثان رو -مدير قسم “السياسة الخارجية” في “المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي”- عن إمكانية اندلاع نزاع مسلح داخل حلف شمال الأطلسي “الناتو”.

وفي مقالة نشرت على موقع “ناشونال إنترست”، أشار الكاتبان إلى تطوريْن اثنيْن مُنفصليْن يُعيدان رسم المنطقة ويحملان معهما فرصًا وتحدياتٍ جديدة للولايات المتحدة.

الكاتبان أوضحا أن التطور الأول يتمثل “بتحوّل تركيا” تحت قيادة رئيسها رجب طيب إردوغان، وقالا إن تركيا أصبحت أكثر “إسلامية” وقومية واستبدادية بعدما كانت شريكًا علمانيًا وديمقراطيًا للغرب، يحمي “الناتو” من الجهة الجنوبية الشرقية.

كما أضافا أن من أبرز سمات تركيا الجديدة هذه هي تدخلها في منطقة شرق المتوسط.

أما التطور الثاني بحسب الكاتبيْن، فيتمثّل باكتشاف كلّ من قبرص ومصر و”إسرائيل” ثروات كبيرة من مصادر الطاقة في البحر، مقابل محاولة أطراف إقليمية أخرى القيام باكتشافات مماثلة.

الكاتبان لفتا إلى أهمية ما تشكله هذه الثروات كإحدى أكبر ثروات الغاز الطبيعي في العالم منذ عقد من الزمن.

وتحدّث الكاتبان أيضًا عن ضرورة تكثيف الوجود العسكري الأميركي في شرق المتوسط كخطوة مكملة لتكثيف العمل الدبلوماسي، وقالا إن تعزيز العلاقات “الدفاعية” بين أميركا واليونان سيساعد على مواجهة كل من تركيا وروسيا.

كما تحدثا عن زيادة التمويل لقيام اليونان بشراء أسلحة أميركية، وعن تمركز دائم للقوات الأميركية في هذا البلد.

وأشار الكاتبان إلى قرار واشنطن مؤخرًا بتخفيف حظر السلاح المفروض على قبرص، وقالا إنه يجب النظر إلى الخطوة بإيجابية، في سياق إنهاء الوجود الروسي في قبرص مقابل تكثيف التعاون “الدفاعي” بين قبرص والولايات المتحدة.

فرنسا ودورها في المتوسط

في سياق متصل، قال الكاتب هنري باركي في مقال في الموقع نفسه إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دفع ببلاده للعب دور قيادي جراء قراره دعم مصالح اليونان وقبرص في منطقة المتوسط، مشيرًا إلى خطاب ألقاه ماكرون بتاريخ التاسع والعشرين من آب/أغسطس الماضي والذي تناول فيه الوضع في المتوسط.

عقب ذلك، تحدّث الكاتب عن تنامي نفوذ كلّ من روسيا وتركيا في المتوسط، وأشار إلى أن الرئيس الفرنسي كان قد حثّ الأوروبيين على أخذ موقفٍ حازمٍ ضد أنقرة.

ومن ثمّ قال الكاتب إن سفنًا تركيةً كانت قد دخلت المنطقة الاقتصادية الحصرية لكلّ من قبرص واليونان وهذا كان تحديًا لسيادة كلا البلدين، وأضاف إن ماكرون يحاول التصدي لتركيا في ظل عجز كل من اليونان وقبرص عن مواجهة أنقرة عسكريًا.

وتابع أن الرئيس الفرنسي أرسل العتاد العسكري البحري لدعم اليونان وقبرص، لافتًا إلى أنه صرح بأن إردوغان والأتراك لا يفهمون سوى لغة القوة، وقال إن هذا التصريح ربما يشكل سابقةً على صعيد العلاقات بين الدول الأعضاء في حلف “الناتو”.

وأضاف الكاتب أن قرار تركيا استكشاف موارد الطاقة في المياه اليونانية والقبرصية هو جوهر الصراع.

وتحدث الكاتب أيضًا عن غضب الفرنسيين من “التدخل التركي” في ليبيا، وقال إن باريس تعتبر أن إردوغان توسع نفوذه في منطقة تعتبر الخاصرة الرخوة لأوروبا، ولفت إلى مواجهة حصلت الشهر الماضي بين سفن حربية فرنسية وتركية على الساحل الليبي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *