مسرحية الأحكام في قضية جمال خاشقجي..

توقّفت صحيفة “واشنطن بوست” عند الأحكام التي أصدرتها النيابة العامة السعودية يوم الإثنين الماضي في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، ورأت أنها تأتي في سياق مساعي ولي العهد محمد بن سلمان لتلميع صورته.

وأكدت الصحيفة أن “الأحكام الصادرة تفتقد إلى الشفافية”، فهي لم تكشف عن أسماء المدانين وتفاصيل الجريمة التي ارتكبوها.

كما لفتت إلى تبرئة كل من نائب مدير الاستخبارات السعودية أحمد العسيري ومستشار ابن سلمان سعود القحطاني، كذلك قالت إنه “ليس مؤكدًا ما إذا كان المدانون بالفعل في السجن”.

وأضافت الصحيفة أن “الهدف من إصدار هذه الأحكام هو أن يقوم القادة الديمقراطيون مثل المستشارة الألمانية أنجيلا مركل والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون بتكريم ابن سلمان من خلال المشاركة في قمة دول العشرين التي من المقرر أن تعقد في الرياض في شهر تشرين الثاني/نوفمبر القادم”.

أمّا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فقالت الصحيفة إنه “لا يحتاج إلى مبرر وإنه قام منذ زمن طويل بإعفاء ابن سلمان من مسؤولية مقتل خاشقجي رغم تقرير الاستخبارات الأميركية “الـCIA” الذي رجح تورط ولي العهد السعودي في جريمة القتل”.

كما أشارت إلى أن “إدارة ترامب تواصل بيع الأسلحة إلى السعودية وتقوم بالتحايل على القانون وعلى “الكونغرس” في هذا الموضوع”.

وبينما قالت الصحيفة إن غياب العدالة في قضية خاشقجي لن يمنع ترامب من المشاركة في قمة الرياض، شدّدت على أن “القادة الذين يسعون إلى تطبيق حقوق الإنسان يجب أن يمتنعوا عن المشاركة في هذه القمة”.

مسرحية مُضحكة

بدورها، وصفت الكاتبة في الصحيفة نفسها كارين عطية تعامل السعودية مع موضوع جريمة القتل بـ”المسرحية المضحكة”، وقالت إنه “لولا دعم إدارة ترامب السعودية لما استطاعت التعامل مع الموضوع بهذا الشكل”، مشيرة في هذا السياق إلى زيارة صهر ترامب وكبير مستشاريه جاريد كوشنير إلى الرياض الأسبوع الفائت للقاء ابن سلمان”، على الرغم من تقديرات وكالة الاستخبارات الأميركية “الـ CIA” بوقوف ابن سلمان وراء الجريمة.

وقالت الكاتبة إن “الولايات المتحدة خسرت الكثير من السلطة الأخلاقية على المسرح العالمي في موضوع حماية الصحفيين وحرياتهم”، وأشارت إلى استهداف الصحفيين في الولايات المتحدة بواسطة القنابل المسيلة للدموع والقنابل المطاطية وكذلك إلى تعرضهم للاعتقال، غير أنها أضافت في المقابل أنه “يمكن للسعوديين التعويل على الشركات الأميركية”، مشيرة إلى أن”السعودية اشترت حصصًا بقيمة المليارات من شركات مثل “فايسبوك” و”والت ديزني” وغيرهما.

وفي الوقت نفسه، قالت الكاتبة إنه “ربما لا يزال هناك أمل في محاسبة السعودية”، وذكّرت بتعهد المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن خلال مناظرة العام الماضي بوقف بيع السلاح للرياض وجعلها “تدفع الثمن والتعامل معها على أساس أنها منبوذة”.

وخلصت عطية الى أن “من مسؤولية المواطنين الأميركيين والصحفيين تذكير بايدن بهذا الوعد، وأن ذلك ربما هو السبيل الأفضل لمنع ابن سلمان من إغلاق ملف مقتل خاشقجي وإسكات غيره من السعوديين المدافعين عن حقوق الإنسان”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *