تحليلٌ أمريكي: إغلاق سفارة واشنطن في بغداد نصرٌ لإيران

تناول الكاتب الأميركي في صحيفة “واشنطن بوست” دايفيد إغناتيوس تحذير وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو للعراق قبل أيام من إغلاق السفارة الأميركية في بغداد في حال عدم قيام حكومة بغداد بالتحرك لوقف الهجمات على السفارة.

وقال الكاتب إن اغلاق السفارة قد يكون مدخلا لضربات جوية أميركية مكثفة ضد الحركات المقاومة، وإن العراق قد يكون ساحة انفجار المواجهة بين الولايات المتحدة وايران خلال الأسابيع المقبلة، متحدثا في هذا السياق عن “مفاجأة تشرين الأول/أكتوبر” قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.

كذلك حذّر من “مخاطر محتملة في كل الاتجاهات” نتيجة اندلاع المواجهة في العراق.

ونقل الكاتب عن مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأميركية أن على رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي “القيام بالمزيد” و”بشكل اسرع”، لكنه أكد أن إيران ستظلّ تعاني من المشكلة نفسها وهي أن إيران على مسافة قريبة من العراق وتخطط على الأمد الطويل، بينما اميركا بعيدة وتطالب بنتائج سريعة.

وأضاف أن العراق قد أثبت مرارًا أن القوة العسكرية الأميركية لا تحسم النتائج السياسية، وأن التهديدات كتلك التي أطلقها بومبيو نادرًا ما تحقق النتائج المرجوة”.

بدوره، قال الكاتب في معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى مايكل نايتس إن خيار إغلاق السفارة الأميركية في بغداد يثير الكثير من الإشكاليات، مضيفًا إن إغلاق السفارة سيمثل نصرًا كبيرًا لطهران وقوى المقاومة، وسيقوّض “التقدم الذي احرز في العراق” منذ اغتيال اللواء قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.

ورأى أن إغلاق السفارة يمثّل انسحابًا أكبر من الانسحاب من العراق الذي حصل خلال عهد الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما عام 2011، معتبرًا أن ذلك الانسحاب ساهم في نشوء تنظيم “داعش”.

وبحسب الكاتب، الكثير من الدول على الارجح ستحذو حذو واشنطن باستثناء كل من ايران وروسيا والصين، وهكذا سيناريو لا يخدم المصالح الأميركية.

وشدد الكاتب على ضرورة عدم اتخاذ هذه الخطوة ودعا الى التعاون مع “حكومة الكاظمي” في “خيارات رد” أخرى.

وخلص الى أن “المقاربة الأكثر ذكاء” هي مساعدة الحكومة العراقية على “استعادة المنطقة الدولية” (أي المنطقة الخضراء).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *