كاتب صهيوني: الخليجيون غير مُبالين بالفلسطينيين ولا يحملون أي ضغينة تجاهنا

قال المحرر المؤسس لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” دافيد هوروفيتس إن الإمارات هي أول “شريك سلام” للكيان الصهيوني دون أن يكون له تاريخ دموي معها.

وفي مقالة مفصّلة عن التطبيع الإماراتي مع الكيان الغاصب، أجرى هوروفيتس مقارنة بين هذا الاتفاق وما سبقه من اتفاقات مع كل من مصر والأردن.

وبحسب الكاتب، فعلى الرغم من أن كلتَي المعاهدتيْن السابقتين بدأتا أيضا بشكل جيد، غير أنه جرى تشويهما من خلال أعمال عنف دامية ضد إسرائيليين في رأس برقة في سيناء المصرية في عام 1985 ونهاريم على حدود الأردن في عام 1997، على حد تعبيره.

وأضاف الكاتب:”تحولّت تدريجيًا إلى تفاعل براغماتي عوضًا عن دفء حقيقي بين الشعوب وعلى النقيض من ذلك، ما يصل من الإمارات، بما في ذلك من أعضاء الجالية اليهودية، هو أنه لا يوجد ما يدعو الإسرائيليين إلى الخوف على أمنهم وأنهم سيكونون موضع ترحيب”.

الكاتب نقل في حديثه فكرة الصهاينة عن التطبيع مع الإمارات، وقال إن “الاعتقاد ساد دائما في كيان العدو بأن الكثير من العرب وخاصة الخليجيين غير مبالين بمحنة الفلسطينيين ولا يحملون أي ضغينة تجاه “إسرائيل””.

الكاتب رأى أن “اتفاق تطبيع العلاقات يتكفل ويعزز دعم الحزبين الديمقراطي والجمهوري الأمريكييْن للكيان الصهيوني في الولايات المتحدة، وقد أشار المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية جو بايدن إلى أنه لن ينقل السفارة الأميركية إلى “تل أبيب” إذا تم انتخابه، لكنه سيعارض الضم الأحادي الجانب للضفة الغربية. وبدلا من أن يجد نفسه على خلاف مع رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عند توليه منصبه، سيرث بايدن الآن إذا تم انتخابه رئيسا إطار سلام تقبله “إسرائيل”، ويؤيده إلى حد ما جزء من العالم العربي، ومنفتح على الفلسطينيين، الذين سيشجعهم بلا شك على إعادة الانخراط”، وفق ادعاءاته.

الكاتب رجح أن “تصبح الأمور قبيحة للغاية على الأرض بما في ذلك “إسرائيل”، في حال بقيت السلطة الفلسطينية بعيدة وعمّقت تحالفها الناشئ مع “حماس”، ووضعت نفسها بشكل واضح في صف الإيرانيين.

وتابع هوروفيتس:”عملية معقدة هي التي أدت إلى المفاجأة الدبلوماسية الاستثنائية يوم الخميس، في هذا المزيج كان القلق المشترك بين الخليج و”إسرائيل” بشأن قوة إيران المتزايدة، وإدراك “تل أبيب” أنها لا يمكن ببساطة أن تسمح لنفسها بالخضوع لنظام إسلامي يهدف إلى زوالنا ومصمم على امتلاك قدرات سلاح نووي. وفي هذا المزيج أيضا، كانت هناك اللامبالاة تجاه الفلسطينيين، أو على الأقل نفاد الصبر ازاءهم، وفي النهاية لم يعد القرار مقيدا بالصراع الفلسطيني في تعاملهم مع “إسرائيل””.

لكن، بحسب الكاتب، فإن المفاجأة الدبلوماسية لم تؤدِّ إلى إعادة صياغة السياسة الإسرائيلية، فقد أظهرت استطلاعات الرأي السريعة التي أجريت ليلة الأحد أن حزب نتنياهو “الليكود” إما نجح في وقف هعبوطه الأخير أو ارتفع قليلا، لكن ليس أكثر من ذلك، فمهما كان “السلام” مع الإمارات أمرا مشجعا، إلا أن خُمس الإسرائيليين دون عمل، وقليلون هم الأشخاص الذين سافروا إلى أي مكان في خضم الوباء”.

وإذ رأى الكاتب أن نتنياهو كان ولا يزال السياسي المفضل كرئيس للوزراء أكثر من أي شخص آخر، لفت إلى أن منافسه اليميني نفتالي بينيت من حزب “يمينا” يبلي بلاءً حسنا إلى حد كبير على أساس انتقاداته من المعارضة لتعامل الحكومة مع الوباء، فضلا عن المتظاهرين المناهضين لنتنياهو الذين يطالبون باستقالته بسبب تهم الفساد التي يواجهها مستمرون في احتجاجاتهم”.

على الصعيد الدولي، رأى الكاتب الاسرائيلي أن هذا الاتفاق هو خبر رائع لكيان العدو الصهيوني، مضيفا أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب والحكومة الإسرائيلية التي يهيمن عليها اليمين هما ليستا الوحيدتين اللتين تحذران الفلسطينيين من أن تعنتهم سيكون السبب في هزيمتهم، فاعتبارا من يوم الخميس، جزء كبير من العالم العربي يفعل ذلك أيضا”.

وخلص الكاتب الاسرائيلي الى أن “دولة عربية ذات نفوذ رفعت يدها بشكل أساسي وقالت، نعم، نحن نعلم أن الفلسطينيين ما زالوا بلا دولة، ويجب أن يحصلوا على دولة، ويجب عليهم التفاوض مع الإسرائيليين، لكننا لن ننتظر ذلك، ونحن لسنا في حرب مع “إسرائيل”. ليس لدينا ديون دموية لنسّويها، أو أراض نريد استعادتها من “إسرائيل”.. إننا نصنع السلام مع “إسرائيل” وفي الحال.. لماذا؟ لأن 70 عاما من عدم التواصل مع “إسرائيل” لم تؤد بنا إلى أي مكان. وعلى ذلك نرد نحن الإسرائيليين بالقول بأنه يمكن الآن سماعنا وقراءتنا عبر الإنترنت في الإمارات ونحن نقول: شالوم يا أبو ظبي!”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *