قال ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن نيستور أوموهانجي إن “اليمنيين يعانون أدنى مستويات المناعة وأعلى مستويات الضعف الحاد في العالم”، مؤكدا أن “10 ملايين شخص باتوا على بعد خطوة واحدة من المجاعة”.
وأضاف أوموهانجي، في مقابلة مع وكالة “الأناضول” التركية أنه “بعد خمس سنوات من الصراع، يعاني الناس في جميع أنحاء البلاد من أدنى مستويات المناعة وأعلى مستويات الضعف الحاد في العالم، حيث يعتمد 80 بالمئة من السكان (24 مليون نسمة) على مساعدات إنسانية للبقاء أحياء”، موضحا أن “ربع السكان يعانون من سوء التغذية، والكثير منهم يعانون من سوء تغذية حاد”.
مخاطر “كورونا” على اليمن
وبشأن مخاطر فيروس “كورونا”، قال أوموهانجي إن “الإجراءات الوقائية الأساسية – كغسل اليدين- ليست خيارا للعديد من اليمنيين، فأكثر من 17 مليون شخص يحتاجون إلى الدعم لتلبية احتياجاتهم الأساسية من المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية”.
وحذر من أن “النظام الصحي على وشك الانهيار، حيث تعمل نصف المرافق الصحية فقط أو تعمل بشكل جزئي”، مضيفا أنه “في ظل هذه المعطيات، فإن عدد من يصابون بالعدوى في اليمن من المحتمل أن يصابوا بها بشكل أكبر وأكثر من أي مكان آخر في العالم”.
وشدد أوموهانجي على أن “مكافحة الفيروس ستكون صعبة، لكن يجب إعطاء هذا الأمر الأولوية القصوى”.
ما هو وضع الأمهات والحوامل في اليمن؟
وحول تأثيرات “كورونا” على الأمهات، أجاب أوموهانجي أنه “في حين لا يوجد دليل علمي على أن النساء الحوامل لديهن قابلية أكبر للإصابة بالفيروس أو زيادة خطر حدوث نتائج سلبية، فمن المعروف عامة أن النساء الحوامل يخضعن لتغيرات جسدية يمكن أن تجعلهن أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الخطيرة؛ لذلك يجب معالجتهن بأولوية قصوى”.
وتابع: “في بلد مثل اليمن، عانت النساء، بما في ذلك الحوامل، من ثلاثية الحرب والمجاعة والكوليرا، ويواجهن الآن كورونا، ما يجعلهن أكثر عرضة للإصابة بالمرض.. النساء والفتيات يواجهن الآن تهديدا أكثر خطورة لصحتهن الإنجابية”.
وذكر أوموهانجي أن “20 بالمئة فقط من النظام الصحي يقدم خدمات لصحة الأم والطفل.. تعاني أكثر من مليون امرأة حامل ومرضعة من سوء التغذية، وتحتاج 9.1 مليون امرأة وفتاة إلى الدعم لتلبية احتياجاتهن الأساسية من المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية”.
وشدد على أنه “يمكن تقليل احتمال الإصابة أو تفشي كورونا باتباع احتياطات بسيطة، كغسل اليدين بانتظام، والحفاظ على التباعد الاجتماعي والجسدي، والبقاء في المنزل والعزلة حتى مع أعراض طفيفة، كالسعال والصداع والحمى الخفيفة، لحين استعادة العافية”.
اتقطاع التمويل على عمليات صندوق الأمم المتحدة للسكان
وفي ما يتعلق بنقص التمويل وتأثيراته على عمليات صندوق الأمم المتحدة للسكان، قال أوموهانجي: “عندما وصل كورونا إلى اليمن، جف تمويل خدمات الصحة الإنجابية للصندوق المنقذة للحياة، ما اضطر الصندوق إلى تعليق تقديم خدمات الصحة الإنجابية في 140 من 180 مرفقا صحيا مدعوما، منذ بداية العام”.
وأضاف: “في بداية 2020، وضعنا خطة استجابة شاملة لليمن من أجل الوصول إلى 4.1 مليون امرأة وفتاة بخدمات منقذة للحياة ومناشدة للحصول على 100.5 مليون دولار، وحتى الآن تم الحصول على 52 بالمئة من التمويل المطلوب”.
وأردف: “لاستمرار الوصول إلى النساء والفتيات الأكثر فقرا حتى نهاية العام، يحتاج الصندوق إلى 43 مليون دولار، مع مبلغ إضافي هو 20 مليون دولار للاستجابة لكورونا، الذي أربك النظام الصحي”.
عواقب وخيمة
وحذر أوموهانجي من أن “وقف خدمات الصحة الإنجابية سيؤدي إلى عواقب وخيمة على صحة ورفاه النساء والفتيات في وقت ينتشر فيه كورونا بسرعة في اليمن”، وتابع أنه “نتيجة لهذا النقص في التمويل، فإن حياة مليوني امرأة وفتاة في سن الإنجاب ستكون في خطر؛ لأنهن سيفقدن إمكانية الحصول على خدمات الصحة الإنجابية المنقذة للحياة”.
وأضاف أنه “من المحتمل أن تموت 48 ألف امرأة من مضاعفات الحمل والولادة”، وقال إن “نقص التمويل يعني أيضًا أن العاملين في وحدات الصحة الإنجابية وأجنحة الولادة لن يكون لديهم المعدات واللوازم الوقائية الشخصية من العدوى، بما فيها كورونا، ما يزيد من تعرضهم للخطر وتعرض الأمهات للعدوى”.