سريعًا بدأ الاستغلال الأمريكي للانفجار الكبير في مرفأ بيروت والنكبة التي خلّفها على امتداد لبنان. السفير الاميركي السابق في لبنان جيفري فيلتمان كتب مقالة في موقع معهد “بروكينغ” اتهم فيها اللبنانيين بالاستهتار.
وإذ استشهد بتصريح رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب بأن حوالي 2,700 طن من مادة نترات الاومونيوم كانت موجودة في مرفأ بيروت، لفت الى أن 2000 طن من هذه المادة أدت إلى تدمير المبنى الفدرالي في مدينة أوكلاهوما سيتي الأميركية عام 1995 خلال العملية التي نفذت وقتها.
فيلتمان وجد في انفجار المرفأ فرصة للتحريض على حزب الله، فقال إن أي تحقيق فيما جرى يجب أن يسلط الضوء على امتيازات حزب الله في المرفأ وأطراف متورطة أخرى، مدعيًا أن الحكومة تعتمد على حزب الله وحلفائه من أجل الدعم البرلماني، واستبعد أن تلجأ حكومة تعتمد على حزب الله إلى الخارج من اجل تحقيق شامل كما حصل عام 2005 عندما وافق لبنان على تحقيقات الامم المتحدة حول اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
وفي مقاله، أخذ فيلتمان يروّج لفكرة أن ينصاع لبنان لوصاية دولية، فأعرب عن أمله في إحداث زلزال سياسي جديد في لبنان بعد تفجيرات المرفأ، بحيث لن يكون أمام السلطات اللبنانية أي مخرج سوى إجراء تحقيق “موثوق” أو اللجوء إلى أطراف خارجية “موثوقة” كما حصل عام 2005، سائلًا عما إذا كان اللبنانيون “سينتفضون كما فعلوا عام 2005″، على حدّ تعبيره.