واصلت قوات الاحتلال حملات الدهم للعديد من مناطق الضفة الغربية، والتي تخللها اعتقال واختطاف عدد من المواطنين، في وقت استمرت فيه أيضا عمليات الاستيلاء على أراضي المواطنين، التهديد بهدم المنازل، ضمن المشاريع الرامية لتوسعة الاستيطان وتطبيق مخطط الضم.
أصيب عامل من بلدة قباطية جنوب جنين شمال الضفة بكسور ورضوض، أثناء مطاردته من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال توجهه لعمله داخل أراضي العام 48، عبر بوابة الجدار الفاصل المقام على أراضي بلدة برطعة جنوب المدينة.
وجاء ذلك بعدما احتجزت قوات الاحتلال عشرات العمال بمحاذاة الجدار في المنطقة المذكورة، حيث جرى نقل العامل المصاب إلى المستشفى لتلقي العلاج.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، شابا من مخيم الجلزون شمال مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب محمود الغليظ (18 عاما)، بعد أن داهمت منزل ذويه في المخيم وفتشته وعبثت بمحتوياته.
وتخلل عملية الاقتحام للمخيم، اندلاع مواجهات شعبية، تصدى خلالها المواطنون لقوات الاحتلال، ورشقوها بالحجارة، فيما قام جنود الاحتلال بإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وخلال الأسبوع الجاري، قامت قوات الاحتلال بتنفيذ عدة حملات دهم لهذا المخيم، تخللها اعتقال عدد من الشبان، واقتيادهم إلى مراكز التحقيق، كما أسفرت مواجهات سابقة عن وقوع إصابات.
كذلك اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، شابين من مدينة بيت لحم جنوب الضفة، وذكرت مصادر محلية إن تلك القوات اعتقلت كل من عمر يوسف مناع (21 عاما)، من مخيم الدهيشة، وأحمد برهان ضراغمة (19 عاما)، من منطقة جبل الموالح وسط بيت لحم، بعد أن داهمت منزلي ذويهما وفتشتهما، وتعمدت العبث بمحتوياتها.
كما اعتقلت قوات الاحتلال كلا من: عيسى خيري الجعبري، وعلاء مجاهد، ونزار رمضان ونجله المحامي أحمد، بعد أن داهمت منازلهم وفتشتها في مدينة الخليل جنوب الضفة، حيث تخلل العملية اقتحام عدة أحياء في المدينة، ومداهمة عددا من منازل المواطنين في منطقة رأس الجورة، والجلدة، ونمرة، وقامت بتفتيشها والعبث بمحتوياتها.
وطالت حملة الاعتقالات الفتى محمد طالب ياغي (17 عاماً)، وعبد الله محمود ياغي (19 عاماً)، وكلاهما من مخيم عقبة جبر بمدينة أريحا شرق الضفة الغربية.
وفي القدس، اعتقلت قوات الاحتلال، أمين سر حركة “فتح” في مخيم شعفاط أدهم الهندي، وكانت قوة من شرطة الاحتلال اعتقلت شابا قرب “باب حطة” أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك بالقدس المحتلة، وقال شهود عيان إن تلك القوة اعتقلت الشاب مهيب القطب، واقتادته إلى مركز “القشلة” للتحقيق والتوقيف
كما قامت قوة خاصة من جيش الاحتلال، بلباس مدني وتتبع وحدة “المستعربون” ليل الأربعاء، باختطاف الشاب عز الدين، نجل الشهيد مصباح أبو صبيح، من بلدة الرام، في القدس المحتلة بعد أيام من الحكم على شقيقه الأكبر صبيح بالسجن عامين ونصف العام.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت شقيقته الكبرى إيمان في 2016، بعد أن نشرت مقطع فيديو تفخر فيه بما فعل والدها، الذي نفذ عملية فدائية قبل عدة سنوات أدت إلى مقتل جنديين إسرائيليين، كما اعتقلت زوجها رامي الفاخوري بعد أُسبوع من زفافهما.
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أفرحت ليل الأربعاء عن مديرة مركز يبوس الثقافي رانية إلياس ومدير المعهد الوطني للموسيقى سهيل خوري بشروط، وذلك بعد أن كانت قد اقتحمت المركز والمعهد في شارع الزهراء بالقدس المحتلة، وصادرت ملفات مالية وحواسيب ومستندات خاصة، بعد تفتيشهما بشكل دقيق استمر لعدة ساعات، واعتقلت رانية الياس وسهيل خوري، وحولتهما للتحقيق.
وفي القدس المحتلة، قامت جماعات جديدة من المستوطنين، بتنفيذ عملية اقتحام جديدة لباحات المسجد الأقصى، حيث دخلت من جهة “باب المغاربة”، تحت حراسة أمنية مشددة، وقام هؤلاء المستوطنون بجولات استفزازية في المكان، خاصة قرب “مصلى باب الرحمة” الذي أصدرت أحد محاكم الاحتلال قرار بإغلاقه، ضمن المساعي الرامية لتحويله لاحقا إلى “كنيس يهودي”.
وفي إطار الحرب الاستيطانية المتصاعدة، والتي تهدف إلى نهب المزيد من الأراضي الفلسطينية، واقتلاع السكان الأصليين من أماكن سكناهم، أخطرت قوات الاحتلال بهدم ثلاثة منازل، وبركسات لتربية الماشية، وبئرا للمياه، في قرية الولجة غرب بيت لحم.
وهذه المنازل التي يتهددها خطر الهدم الإسرائيلي بحجة عدم الترخيص، تقع في منطقة جبل رويسات، وتعود لكل من: محمود إبراهيم خليفة، وفاخر العموري، وماجد حمدان، بحجة عدم الترخيص، فيما يقع بئر المياه الذي يعود للمواطن فراس حمدان، وبركسات لتربية الماشية التي تعود للمواطن ماجد حمدان، في منطقة خلة السمك.
وقد أمهلت سلطات الاحتلال أصحاب المنازل، بهدمها بانفسهم، وإلا ستقوم بذلك على نفقتهم.
وكانت قوات الاحتلال، أخطرت الأربعاء بوقف بناء وهدم منزل قيد الإنشاء للمواطن أمين فوزي خليفة، وأربعة بيوت زراعية في قرية الولجة ببيت لحم، كما طالت إخطارات الهدم أربعة بيوت زراعية ، حيث أمهل أصحابها مدة من الوقت لهدمها بأنفسهم، وإلا هدمتها الآليات الإسرائيلية وحملتهم تكلفة مادية باهظة.
والمعروف أن منطقة الولجة في بين لحم، تتعرض لهجمة استيطانية، اشتملت على هدم العشرات من المنازل وإخطار أخرى بالهدم ووقف البناء.
جدير ذكره أن النائب عن حركة حماس في المجلس التشريعي المنحل، نايف الرجوب، قال إن الاحتلال الإسرائيلي يمعن في استغلال الفرص لتحقيق أهدافه وترسيخ أطماعه، وأشار في تصريح صحافي إلى أن الاحتلال يستغل انشغال العالم في مواجهة وباء “كورونا” لفرض واقع جديد في المسجد الإبراهيمي.
وأضاف الرجوب أن نجاح الاحتلال في اقتطاع جزء من المسجد الإبراهيمي لعمل كافتيريا للمستوطنين “سيفتح الباب على مصراعيه لابتلاع المسجد بأكمله، مشيراً إلى أن أي نجاح لهم في الخليل سيفتح شهية اليهود على الحرم القدسي”.
ودعا الرجوب المسلمين لـ “ضرورة أن يدركوا اليوم قبل غدٍ أن المسجدين الأقصى والإبراهيمي في خطر حقيقي”.
وفي قطاع غزة، توغلت عدة آليات عسكرية إسرائيلية في أراضي تقع شمال بلدة بيت حانون شمال القطاع، وفور دخول تلك الآليات شرعت بأعمال تجريف وتمشيط في المكان، كما قامت بوضع “سواتر ترابية”، في منطقة التوغل.
وكثيرا ما تقوم قوات الاحتلال بتنفيذ عمليات توغل برية في مناطق حدودية تقع إلى الشرق والشمال من القطاع، حيث تحول تلك العمليات من قدرة المزارعين على الوصول لحقولهم القريبة، خاصة وأن عمليات التوغل بالعادة يتخللها إطلاق نار متقطع صوب أراضي المواطنين.