نفاق الغرب: دعمٌ لحقوق الإنسان ورضوخ أمام انتهاكات السعودية في آنٍ معًا

توقّفت مجموعة صوفان للاستشارات الأمنية والاستخباراتية عند إعلان وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب قبل أيام فرض عقوبات على عشرين مواطنًا سعوديًا على خلفية قتل الصحفي جمال خاشقجي، وذلك في سياق إعلانه فرض عقوبات على شخصيات أخرى من دول مثل روسيا وميانمار وكوريا الشمالية.

وبينما قالت المجموعة إن لهذه العقوبات أهمية رمزية، تساءلت حول ما إذا كانت ستغير في سلوك السعودية، وعما إذا كان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “سيتجرّأ” أكثر فأكثر في سياسته.

وأردفت المجموعة بأن الغرب وخاصة الولايات المتحدة تكافىء السعودية على سلوكها البغيض حيث تستعد الدول الغربية للمشاركة في قمة دول العشرين التي من المقرر أن تنعقد في الرياض في شهر تشرين الثاني/نوفمبر القادم، وذلك على الرغم من الإدانات الكلامية لما تقوم به السعودية.

وبناء عليه، تحدثت المجموعة عن نفاقٍ بالغ الوضوح في مقاربة الغرب حيال السعودية، وقالت إن الدول الاخرى التي تنتهك حقوق الإنسان لن تأخذ إدانات الولايات المتحدة أو حلفائها على محمل الجدّ نتيجة هذا النفاق، مشددة على أن الفعل يهم أكثر من الكلام.

وأضافت المجموعة أن مقتل خاشقجي لم يكن سوى حدث واحد ضمن سلسلة من الانتهاكات التي ارتكبتها السعودية تحت قيادة ابن سلمان، مشيرة في هذا السياق إلى محاولات السلطات السعودية استدراج مواطنين سعوديين معارضين للنظام يقطنون في دول غربية، لافتة إلى الحرب على اليمن وقالت إن السعودية تسبّبت بالخراب في هذا البلد وساهمت بخلق كارثة إنسانية كبرى هناك.

كذلك تحدثت عن مفارقة إذ تسلط الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا والإتحاد الاوروبي الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها النظام السعودي بحق ناشطات مثل لجين الهذلول وعلى جرائم الحرب في اليمن، بينما تقرر في المقابل منح الشرعية للسعودية من خلال نيتها المشاركة في قمة دول العشرين.

وقالت المجموعة إن الغرب والمجتمع الدولي عموماً يقوض نفسه في قضايا مثل الإصلاحات والشفافية حيث يزعم أنه يدعم حقوق الإنسان والديمقراطية لكن في المقابل يرضخ امام أفعال تقدم عليها السعودية.

كما أشارت المجموعة إلى أن الولايات المتحدة تستمر ببيع الاسلحة والتكنولوجيا العسكرية إلى السعودية على الرغم من الانتهاكات التي ارتكبتها الأخيرة، وكذلك تفعل الحكومة البريطانية التي أعلنت أنها ستستأنف مبيعات السلاح للسعودية.

وخلصت المجموعة إلى أن الغرب يمكّن الحكام المستبدين من الانخراط أكثر فأكثر في سلوك متهور وبالتالي يمهّد لإمكانية ارتكاب المزيد من الانتهاكات، وذلك بسبب عدم اتخاذ خطوات ملموسة تُغيّر في سلوك ابن سلمان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *