قال آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي في ندائه الى حجاج بيت الله الحرام إن “موسم الحج كان من بواعث عزة وعظمة وازدهار العالم الاسلامي”، مشيرًا الى “الحزن الذي يسيطر على قلوب المؤمنين بسبب الظروف الخاصة التي تسود مناسك الحج هذا العام”.
ولفت الخامنئي الى أن “هذا الحرمان قصير الامد وسينتهي بحول الله وقوته، مضيفا أن “الدرس الذي يجب أن نستخلصه هو معرفة قدر هذه النعمة العظيمة وديموميتها”.
سماحته أكد أن “علينا ان نشعر بعظمة وقوة الامة الاسلامية التي تتمثل في الحشود المؤمنة المجتمعة في الحرمين الشريفين وقبور ائمة البقين من مختلف الطوائف والاتنيات ونتأمل فيها اكثر من اي وقت مضى”، واصفا الحج بأنه فريضة لا مثيل لها والزهرة المتألقة بين الفرائض الاسلامية، وتابع “كان المطلوب من هذه الفريضة الدينية هو مراجعة جميع الجوانب الدينية الفردية والاجتماعية والارضية والسماوية والتاريخية والعالمية”.
واستعرض الإمام الخامنئي الجوانب المعنوية للحج ودورها في رد كيد اعداء الاسلام والمسلمين، مشددا على أن “الحج هو بمثابة مناورات الاقتدار في مواجهة المستكبرين الذين يعيثون فسادا في المجتمعات الاسلامية، وبمعنى آخر الحج هو بمثابة حرب ناعمة”.
وفي جانب آخر من ندائه، جدّد سماحته التأكيد على “ضرورة التحلي بالوحدة بين المسلمين لدرء التهديدات والتصدي للاعداء”، مضيفا “يجب ان تهوي هذه الوحدة كالسوط على الشيطان المجسم امريكا المعتدية الغدارة وكلبها المسعور الكيان الصهيوني”.
واشار الى أن “الليبرالية والماركسية التي كانت تمثل الانجاز الاعظم للحضارة الغربية خلال المئة وخمسين عاما الماضية فقدت بريقها في الوقت الراهن وبانت عيوبها حيث انهار النظام المبني على احدها والثاني يعاني من ازمات لا تعد ولا تحصى جعلته على شفير هاوية الانهيار”.
وقال اية الله خامنئي إن “نظرة عابرة الى شوارع امريكا، وتعامل مسؤولي هذا البلد مع شعبهم، والهوة الطبقاتية الشاسعة فيها، وحقارة وبلاهة اصحاب القرار في هذا البلد، العنصرية المستشرية، القساوة الممارسة من قبل الشرطة وقتلهم شخصا بريئا بدم بارد في الشارع بمرأى ومسمع الناس، جميع هذه الامور تكشف عن عمق الازمة الاخلاقية التي تعاني منها الحضارة الغربية وفشلها سياسيا واقتصاديا”.
واعتبر أن “سلوك امريكا مع الشعوب المستضعفة هو صورة أوسع شمولية عن سلوك ذلك الشرطي الذي وضع قدمه على عنق شخص ملون واعزل وضغط عليه حتى زهقت روحه”.