اهتم الساسة وفضوليو عالم التدوين في موريتانيا بجوانب سياسية وأخرى خاصة لزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة للبلاد. وكان أول ما اهتموا به غياب زوجته بريجيت ماكرون عن مرافقته إلى موريتانيا، ولم يخف البعض أمانيه بأن تصل زوجة الرئيس ذات السن المتقدمة عليه، ليروها عن قرب.
وتابع مدونون تشغيل الرئيس ماكرون لجواله خلال جلسات قمة مجموعة دول الساحل، وانزعج العروبيون والإسلاميون من ربطه الإرهاب بالإسلام، واشتكى آخرون من سيطرة اللغة الفرنسية على القمة بسبب حضور الرئيس ماكرون لها، حيث ألقى الرئيس الموريتاني خطاباته في قمة الساحل باللغة الفرنسية، وغابت لغة “يعرب”.
وتوقف المحلل السياسي محمد يحيى أشفاغه عند ثلاث عبارات وردت في خطابات وتصريحات ماكرون، واعتبرها محددة للاستراتيجية الفرنسية في منطقة الساحل.
وقال: “تضمنت تصريحات الرئيس الفرنسي، أثناء مشاركته يوم أمس في قمة نواكشوط، ثلاث عبارات مختصرة بدت كما لو أنها قادرة، رغم قصرها، على تحديد الاستراتيجية الفرنسية في منطقة الساحل”.
وأضاف: “ففي خطابه الرسمي أمام الرؤساء في قاعة المؤتمر، وردت العبارة الأولى وهي قوله: (عندما تلتزم فرنسا تلتزم معها أوروبا) وهي عبارة أراد بها ماكرون الاعتراف للأوروبيين بجهودهم الداعمة التي مكنت فرنسا من بناء وقيادة استراتيجية أوروبية موحدة تجاه منطقة الساحل”.
وكانت العبارة الثانية التي توقف عندها الكاتب هي قول الرئيس ماكرون “الانتصار ممكن في الساحل”، وهو ما اعتبره الكاتب إحالة إلى المكاسب والنتائج الإيجابية المتحققة وبخاصة فيما يتعلق بالانتصارات الميدانية لفرنسا ودول المنطقة على الجماعات المسلحة في الأشهر الأخيرة”.
أما العبارة الثالثة فهي قول الرئيس ماكرون “مشاركتنا العسكرية لن تستمر إلى الأبد”: وهي عبارة وردت لطمأنة الرأي العام الفرنسي، وقد أوردها ماكرون في معرض رده على صحافي فرنسي قلق من رؤية فرنسا متورطة في الساحل “مثلما تورطت الولايات المتحدة في أفغانستان”.
وأضاف المحلل: “تذكرنا عبارات ماكرون الثلاث بخصوص الاستراتيجية الفرنسية في منطقة الساحل بثلاث عبارات أخرى أكثر شهرة أرسلها يوليوس قيصر لمجلس الشيوخ في روما بعد تحقيقه لأحد انتصاراته الخارجية وهي قوله: “أتيت، رأيت، انتصرت”.
وانزعج قياديون إسلاميون وقوميون عرب من قيام الرئيس الفرنسي بربط الإرهاب بالإسلام وهي قضية حساسة جدا جعلت الرئيس ماكرون يفقد جانبا كبيرا من تقبل الموريتانيين له.
وكتب القيادي الإسلامي البارز محمد جميل منصور معلقا على ما قاله ماكرون: “ربط الإرهاب بالإسلام جريمة، ومصطلح الإرهاب الإسلامي إساءة تستحق الإنكار في أشد أشكاله وقد استمعت لخطاب ماكرون الآن وقد ذكرها وبئس ما قال وما قصد (تأخرت في التعليق حتى أسمعه)”.
وأضاف: “من ناحية أخرى، ممارسة الإرهاب باسم الإسلام جريمة، وقتل الناس ونشر الرعب تحت راية الجهاد إساءة لهذا الدين يلزم إنكارها والبراءة من ممارسيها”.
وقال: “الإرهاب لا دين له وقد مارسه أتباع كل الأديان ومارسه من لا دين له، والإسلام دين الرحمة والسلم مع مستحقيهما والمستضعفين من الناس ودين القوة والمقاومة مع الظالمين والغزاة”.
وكتب السياسي الموريتاني البارز صالح حننه “إن ربط الإرهاب بالإسلام كما جاء في خطاب الرئيس الفرنسي (الإرهاب الإسلامي) تجن على الإسلام وغير مقبول ويكذبه الواقع المعاش أمس واليوم في جميع أنحاء المعمورة”.
وتساءل: “هل هناك إرهاب أبشع من إرهاب العصابات الصهيونية في فلسطين قديما وحديثا؟ وهل هناك إرهاب أفظع مما يمارسه البوذيون في بورما ضد الروهينجا، والهندوس في الهند ضد مسلميها، والمسيحيون فى البوسنة والهرسك والشيوعيون في الصين ضد الإيغور؟”.
وأضاف: “المشترك الوحيد بين كل هذه الممارسات هو أن ضحاياها مسلمون”.