تحدثت مجموعة “صوفان” للإستشارات الأمنية والإستخبارتية عن “التوتر الدبلوماسي الحاصل بين بريطانيا والصين بعد الأحداث التي جرت مؤخرًا في هونغ كونغ وإقليم سنجان”، مشيرة إلى أن “هذا التوتر يأتي في سياق التنافس الإقتصادي الدولي بين واشنطن وبكين”.
وأشارت المجموعة إلى “التعليمات التي أصدرها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأسبوع الماضي بعزل كافة المكونات التي تصنّعها شركة هواوي الصينية عن شبكات الجيل الخامس (5G) لدى بريطانيا مع حلول أواخر العام 2027″، وذكرت أن “الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان قد إتخذ قبل ذلك خطوات مماثلة وهدد بوقف التعاون الإستخبارتي والأمني مع بريطانيا في حال عدم موافقة المشرعين البريطانيين على إتخاذ نفس الإجراءات ضد الشركة”.
ولفتت المجموعة إلى أن “لدى بريطانيا علاقات إقتصادية قوية مع كل من الولايات المتحدة والصين، وتأمل بإجراء مفاوضات تجارية مع الجانبين قبيل إنفصالها عن الإتحاد الاوروبي”، مضيفة أن “موضوع العلاقات الإقتصادية مع الصين أدى إلى تفاقم الإنقسامات داخل بريطانيا”.
المجموعة قالت إن “صادرات اسكوتلندا تمثل النسبة الأكبر من الصادرات البريطانية الإجمالية إلى الصين (وهي نسبة تتخطى 26%)”، مضيفة أن “تهديد العلاقات الإقتصادية مع الصين سيضر بالعلاقات بين المشرعين الإقليميين الاسكوتلنديين والمشرعين الممثلين لاسكوتلندا داخل البرلمان البريطاني”.
في المقابل، أشارت المجموعة إلى أن “جونسون لا يريد للعلاقات السياسية والإقتصادية بين بلاده والولايات المتحدة أن تتأثر سلبا”، مذكرة أن “أميركا هي الشريك التجاري الاكبر لبريطانيا وحليفتها المقربة في القضايا السياسية والعسكرية”.
واستبعدت المجموعة أن “تتغير المقاربة الاميركية حيال الصين في حال فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية الأميركية”، مشيرة إلى أن “حملة بايدن اعربت مؤخراً عن قلقها حيال موضوع الايغور وغيرهم من الاقليات في اقليم سنجان”، ولفتت إلى “إعلان بايدن عن نيته فرض عقوبات على الصين بسبب موضوع هونغ كونغ”.
وختمت المجموعة قائلة إن “اللاعبين في القطاعين العام والخاص في بريطانيا قد يضطرون إلى الإختيار بين الولايات المتحدة والصين، مشيرة إلى أن “عملية الإختيار هذه قد لا تكون سهلة، وقد تضطر إلى الانخراط مع بكين بطرق قد لا تعجب واشنطن”.