اتفق قادة إثيوبيا ومصر والسودان خلال قمة أفريقية مصغرة عقدت الثلاثاء عبر الفيديو على استئناف التفاوض للتوصل إلى اتفاق شامل بشأن سد النهضة الإثيوبي، غير أن أديس أبابا أعلنت في الوقت نفسه اكتمال المرحلة الأولى من ملء خزان السد بفعل الأمطار.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في بيان “من الواضح في الأسبوعين الماضيين خلال موسم الأمطار تم تحقيق ملء سد النهضة في مرحلته الأولى، مشيرًا إلى أن المياه بدأت تتدفق بصورة طبيعية”.
وأوضحت رئاسة الوزراء الإثيوبية أن القمة الأفريقية الاستثنائية انتهت بتوصل جميع الأطراف إلى تفاهم مشترك كبير يمهد الطريق أمام اتفاق انفراجة، وأضافت “بناء على ذلك ستجري مصر وإثيوبيا والسودان مزيدًا من المناقشات الفنية بشأن تعبئة السد تمهيدًا لاتفاق شامل”.
وعقدت القمة برئاسة رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا وشارك فيها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، إضافة إلى فريق المراقبين لمفاوضات السد من الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
من جانبها، أعلنت الرئاسة المصرية في بيان أنه تم التوافق في ختام القمة على مواصلة المفاوضات، والتركيز في الوقت الراهن على بلورة اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة.
وأضافت الرئاسة المصرية أن الدول الثلاث ستعمل في مرحلة لاحقة على صياغة اتفاق شامل لكافة أوجه التعاون المشترك فيما بينها بشأن استخدام مياه النيل.
من جهته، قال رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك إن اجتماع القمة الافتراضي كان مثمرًا وأشار عبر تويتر إلى أن اللقاء انتهى بالتفاهم لمواصلة التفاوض للوصول إلى اتفاق لملء السد وتشغيله.
في الوقت نفسه، صرح وزير الري السوداني ياسر عباس بأنه تم الاتفاق خلال القمة على فك الارتباط بين المشاريع التنموية المستقبلية لإثيوبيا على النيل الأزرق، والملء الأولي لسد النهضة وتشغيله.
وقد أحدث مشروع سد النهضة على النيل الأزرق توترًا في منطقة حوض النيل منذ أن بدأت إثيوبيا بناءه عام 2011.
وترى مصر في المشروع تهديدًا لحصتها الحيوية من مياه النيل، في حين تعده إثيوبيا ضروريًا للتنمية ومضاعفة إنتاجها من الكهرباء.
وتزايدت التوترات بعدما أظهرت صور الأقمار الاصطناعية في الأيام الماضية أن مستويات المياه خلف السد ترتفع.