تظاهرة 6/6… فشل وإفلاس وانفضاح الداعين إليها

فشلت ​تظاهرة​ ٦/٦ في ​تحقيق​ أهدافها التي حدّدها الدّاعون إليها من قوى ومجموعات NGOS، في محاولة استعادة مشهد الحشود الشعبية الكثيفة في ​ساحة الشهداء​، لكن هذه المرة تحت عناوين سياسية تركز على المطالبة بنزع ​سلاح المقاومة​ وإسقاط ​الحكومة​… وجاءت النتائج مخيّبة لآمال وأحلام الجهات المنظمة للتظاهرة رغم ما قامت به من حملة سياسية وإعلامية وتعبوية مكثفة.. وظهر سريعاً الفرق الشاسع بين الحدثين… بين حدث ١٧ تشرين الأول الذي جمع ال​لبنان​يين بأعداد غير مسبوقة غصّت بهم جميع الساحات في لبنان، من كلّ ​الطوائف​ والمذاهب، وتحت شعارات اجتماعية ومعيشية وإصلاحية.. وحدث ٦/٦ المشبوه بتوقيت، والذي اقتصر على مشاركة نحو ثلاثة آلاف، وبعض القوى والمجموعات التي كانت قد تسلّقت ​الحراك الشعبي​ واستغلت مطالب الناس المحقة لتحقيق مآربها الخاصة التي تنسجم وتلتقي مع الأهداف الأميركية الصهيونية، في محاولة التحريض ضدّ المقاومة وسلاحها.

ولأنّ التظاهرة كانت هزيلة، وكشفت عجز وفشل الجهات التي وقفت وراء الدعوة إليها، سارعت هذه الجهات إلى محاولة التغطية على فشلها عبر دفع مجموعات ​المتظاهرين​ إلى:

أولاً، القيام بأعمال ​العنف​ والشغب في ​وسط بيروت​، والمواجهة والتصادم مع القوى الأمنية…

ثانياً، اللجوء إلى محاولة إشعال فتنة مذهبية طائفية في البلاد عبر رفع شعارات تحرّض على الفتنة…

ولوحظ أنّ بعض الوسائل الإعلامية قد شاركت في محاولة تأجيج المشاعر والغرائز من خلال بث ​فيديو​ مفبرك وبعض المشاهد التي تثير الناس وتحرّضها على النزول إلى الشارع…

غير أنّ هذا المخطط لإحداث استقطاب طائفي مذهبي لتطويق المقاومة فشل أيضاً ليُضاف إلى فشل التظاهرة ويكشف حقيقة القوى والمجموعات التي حاولت الاختباء خلف مطالب الناس العادلة لتحقيق غايات سياسية تتمثل في المطالبة بإسقاط الحكومة والتحريض ضدّ المقاومة، ودفع البلاد الى الفوضى…

انّ هذه النتيجة من الفشل التي آلت إليه أهداف تظاهرة ٦/٦ إنما كانت بفعل تضافر عدد من العوامل:

العامل الأول، الفرز الذي حصل في وسط الحراك على خلفية الشعارات السياسية ما أدّى إلى إعلان قوى ومجموعات كثيرة عدم مشاركتها في تظاهرة ترفع فيها شعارات تدعو إلى نزع سلاح المقاومة…

العامل الثاني، عدم استجابة الغالبية من الناس الذين شاركوا في انتفاضة ١٧ تشرين الأول، بسبب شعورهم بأنّ الشعارات المرفوعة لا تعبّر عن مطالبهم من جهة، وانه يجب إعطاء الحكومة الفرصة لإنقاذ البلاد من أتون الأزمات التي تعاني منها من جهة ثانية، لا سيما بعد النتائج السلبية التي آل إليها التحرك الشعبي في السابق بفعل غياب ​القيادة​ والبرنامج وخطة عملية لتحقيق المطالب الممكنة، والإصرار بدلاً من ذلك على رفع الشعارات القصووية التي قادت إلى مفاقمة ​الأزمة​ وتراجع الفرص للحدّ من تدهور مستوى معيشة اللبنانيين…

العامل الثالث، التحرك العاجل من قبل القيادات الوطنية وفي المقدّمة قيادة المقاومة أدّى إلى وأد محاولة إيقاظ الفتنة، الى جانب التحرك السريع للجيش اللبناني أيضاً الذي منع المحرّضين من تحقيق أغراضهم…

ولا شك في أنّ ذلك أسهم في فضح الأطراف التي دعت إلى التظاهرة وكشف حقيقة أهدافها المتناقضة مع مطالب غالبية اللبنانيين، مما سيجعل الناس أكثر حذراً إزاء أيّ تحركات تدعو إليها هذه الأطراف في ​المستقبل​. النشرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *