أكدت مجموعة صوفان للاستشارات الأمنية والاستخباراتية أن الأزمتين الداخليتين في الولايات المتحدة ـ وباء كورونا والمظاهرات المنددة بالعنصرية – تحملان معهما تداعيات للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط.
ورأت المجموعة أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تسعى إلى منع اندلاع ازمة اقليمية في الشرق الاوسط تبعد الانظار عن الوضع الداخلي الاميركي قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية في شهر تشرين الثاني/نوفمبر، ما سيوحي بأن سياستها في الشرق الاوسط تواجه عقبات صعبة.
وأشارت المجموعة في الوقت نفسه إلى أن إدارة ترامب لم تجرِ تعديلات واضحة على أيّ من أولوياتها وسياساتها الاقليمية، وإلى أن ذلك يفيد أن اي تغييرات في السياسة الاميركية حيال المنطقة قد لا تستمر عندما يتراجع خطر الكورونا وتهدأ المظاهرات المنددة بالعنصرية.
وتحدثت المجموعة عن مساعي إدارة ترامب للحفاظ على الوضع القائم في المنطقة، وقالت في هذا السياق إن البيت الأبيض يسعى إلى منع التصعيد مع إيران.
وبينما أشارت إلى أن واشنطن لم تقم رسمياً بتخفيف “حملة الضغوط القصوى” ضد طهران، لفتت إلى أن واشنطن اجرت المفاوضات مع طهران من أجل الافراج عن الجندي السابق في القوات البحرية الأميركية ميشال وايت (الذي افرج عنه قبل ايام في عملية تبادل بين إيران والولايات المتحدة).
ونبّهت المجموعة إلى أن واشنطن تنوي إجراء “حوار إستراتيجي” مع بغداد خلال الاسابيع القادمة، مضيفة أن أحد أسباب إجراء هذا “الحوار” هو الحصول على تعاون من قبل الأخيرة من اجل منع تعرض القوات الأميركية للمزيد من الهجمات من قبل “المجموعات المسلحة المدعومة من قبل إيران” (في العراق).
“صوفان” استنتجت أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو زار الكيان الصهيوني في شهر أيار/مايو الماضي لتحذير الحكومة الإسرائيلية الجديدة من إشعال أزمة جديدة جراء المضي سريعا في تنفيذ خطط ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية، وأضافت أن ذلك شكّل تغيّرًا في سجل إدارة ترامب بالدعم المطلق لكيان الاحتلال.
كما لفتت المجموعة إلى تقارير أفادت أن بومبيو حذر الإسرائيليين من تصعيد الهجمات على “المواقع الإيرانية في سوريا” أو “ضد حلفاء إيران”، بشكل يؤدي إلى حرب اقليمية.
وذكرت أن الاثمان الإقتصادية والمالية التي دفعتها الولايات المتحدة بسبب فيروس الكورونا أثّرت أيضًا على سياستها في الشرق الأوسط، وأشارت في هذا السياق إلى أن ترامب ضغط على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كي يوافق الاخير على خفض إنتاج النفط وبالتالي “تعافي” سعر النفط، لافتة إلى أن انهيار اسعار النفط بسبب فيروس الكورونا قد هدد منتجي النفط الصخري في أميركا.
وقالت إن “المسافة السياسية الجديدة” بين إدارة ترامب وابن سلمان قد دفعت بالولايات المتحدة إلى الضغط على السعودية والإمارات من اجل إنهاء الخلاف مع قطر.
كما رجحت أن تقلص الولايات المتحدة من “مساعداتها” للمنطقة وأيضًا من إنفاقها العسكري، وذلك نتيجة تزايد الإنفاق في الداخل بسبب تداعيات الكورونا، وأردفت أن ذلك وإلى جانب مساعي ترامب لإحراز التقدم في وعوده الانتخابية ربما يفّسر محاولات ترامب إخراج القوات الاميركية من أفغانستان قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية.
وعن تداعيات مقتل جورج فلويد، قالت المجموعة إن ما حصل على هذا الصعيد “عرّض الولايات المتحدة” لنفس الانتقادات التي توجهها إلى دول المنطقة، وخاصة إيران، لافتة الى أن قادة إيران ودولا أخرى من خصوم الولايات المتحدة في المنطقة أشاروا إلى أن ما يحصل داخل أميركا يجعل الاخيرة غير مؤهلة لتوجيه الإنتقادت في مجالات مثل الحكم وحقوق الإنسان والتفاوت الاجتماعي.