تحدّث الكاتب في صحيفة الإندبندنت كيم سانغوبتا عن الدور البريطاني في ليبيا سابقًا والآن، فقال إن عددًا كبيرًا من الليبيين في بريطانيا كانوا قد سافروا إلى بلادهم للمشاركة في القتال ضد نظام معمر القذافي، لافتًا إلى أن الحكومة البريطانية وغيرها من الحكومات الغربية سمحت وقتها بذهاب المواطنين الليبيين لديها الى موطنهم.
وذكّر الكاتب بأن بريطانيا وفرنسا كانتا قد لعبتا دورًا محوريًا في شن حلف الناتو الحملة العسكرية على ليبيا بهدف الإطاحة بالقذافي.
وبحسب الكاتب، العديد من الليبيين الذين توجهوا من بريطانيا إلى ليبيا هم من مدينة مانشستر، ولإحدى المجموعات المسلحة التي تُدعى “الجماعة الليبية المقاتلة”، مناصرون في هذه المنطقة.
ورأى الكاتب أن المعادلة تغيّرت اليوم بعد عودة الليبيين من الحرب إلى بريطانيا، على الرغم من أنهم لم يتورطوا في الغالب بالتطرف، والمثال على ذلك عملية الطعن التي نفذها المواطن الليبي خيري سعد الله بمنطقة “Reading” البريطانية قبل أيام، متحدّثًا عن تورط مواطنين ليبيين في اعمال أخرى ومن بينها هجوم مانشستر.
كذلك لفت الكاتب إلى أن سعد الله كان يعيش في مانشستر قبل أن ينتقل إلى “Reading” وإلى أنه وبحسب ما قيل ادعى أن لديه أصدقاء كانوا قد شاركوا في المعارك ضد نظام القذافي.
ونبّه إلى أن الاستخبارات البريطانية كانت قد تلقت معلومات الصيف الماضي تفيد بأن سعد الله كان ينوي العودة إلى ليبيا للمشاركة في المعارك الدائرة هناك.
هذا وأشار الكاتب إلى أن المدعو سلمان العبيدي الذي نفذ هجوم مانشستر الإرهابي قبل ثلاث سنوات (وهو هجوم أدى إلى مقتل 23 شخصاً وإصابة 139 آخرين)، هو من أصول ليبية وكان قد شارك في المعارك ضد نظام القذافي، وقال إن هناك معلومات موثوقة تفيد بأن العبيدي كان قد التقى بعناصر من تنظيم داعش خلال وجوده في ليبيا.
ورأى الكاتب أن دولا أخرى أيضاً تأثرت بالإرهاب الذي تعود جذوره إلى ليبيا، وإلى أن منفذ الهجوم الإرهابي في منطقة سوسة في تونس قبل اربع سنوات (أدى إلى مقتل 38 شخصاً بينهم سياح بريطانيون)، كان قد تدرب في معسكر تابع لداعش في ليبيا.
كما ذكّر الكاتب بأن المخابرات البريطانية كانت قد فتحت تحقيقا في شهر أيار/مايو عام 2017 حول التحذيرات التي كانت تلقتها بشأن العبيدي (منذ هجوم مانشتر الإرهابي)، قبل أن تفتح تحقيقا ثانيا حول أسباب الإخفاق في كشف الأخير.
ووفق الكاتب، كانت الأجهزة الأمنية البريطانية قد اعترفت بالسماح لمواطنين ليبيين يعيشون في بريطانيا بالسفر إلى ليبيا للمشاركة في القتال ضد نظام القذافي، وأن من بين الذين سمح لهم أفراد كانوا تحت الإقامة الجبرية ضمن إجراءات مكافحة الإرهاب.
وفي الشأن الليبي أيضًا، كشف موقع المونيتور عن اجتماع جرى بين رئيس وزراء “حكومة الوفاق” الليبية فايز السراج وقائد القوات الأميركية في القارة الافريقية ستيفن تونساند في العاصمة الليبية طرابلس، وذلك بحضور السفير الأميركي لدى ليبيا ريشارد نورلاند.
ونقل الموقع عن وزارة الخارجية الأميركية أن الإجتماع ركّز على “الفرصة المتاحة حاليا للتوصل إلى هدنة إستراتيجية للعمليات العسكرية من قبل كافة أطراف النزاع”.
كما نقل عن وزارة الخارجية الأميركية أن السفير الأميركي اعرب عن الدعم الاميركي للعمل الدبلوماسي الجاري تحت رعاية الامم المتحدة من اجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإجراء حوار سياسي.
كذلك أفاد الموقع أن تونساند عرض وجهة نظره “العسكرية” حيال خطر التصعيد، و”الخطر” المتمثل بأنشطة روسيا في البلاد، فضلًا عن الاهمية الإستراتيجية لضمان حرية الملاحة في البحر المتوسط.
كما نقل الموقع عن وزارة الخارجية الاميركية أن المسؤولين الأميركيين سيستمرون بعقد المحادثات مع العديد من اللاعبين في ليبيا.
وقال الموقع إن اللافت في هذا التطور هو أن الولايات المتحدة طالما تجنبت دعم أي طرف في ليبيا سواء كان خليفة حفتر أو حكومة الوفاق، مضيفًا أن لدى واشنطن مصلحة في إعادة “التوازن” إلى النزاع في ليبيا في ظل التصعيد الحاصل بين روسيا (التي تدعم حفتر) وتركيا (التي تدعم حكومة الوفاق).
وبينما أشار الموقع إلى أن السفير الأميركي سبق وأن حاول حثّ الطرفين على التوصل إلى وقف لإطلاق النار، نبّه إلى أن مشاركة تونساند في الاجتماع ربما كانت رسالة إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي هدّد بالتدخل العسكري لصالح حفتر.