ماذا حصل بين سوريا وروسيا كي يعين بوتين السفير يفيموف مبعوثا خاصا له لتطوير العلاقات مع سوريا… بقلم ناجي امهز

لن اطيل كثيرا لكنها واجبة يجب كتابتها، من اجل البعد الاستراتيجي بالمفهوم العقلي لما يجري حولنا.

او ربما تكون اشارة يجب الاضاءة عليها لانها تعني الكثير لصناع القرار السياسي بالعالم، بانه يوجد في محور المقاومة الكثير من النخب القادرة على استشراق الواقع الاقليمي والدولي..

اذا ماذا حصل بين سوريا وروسيا:

اولا: هي دلالة ان موسكو اكتشفت بعد خمس سنوات ان العلاقة بينها وبين عاصمة العروبة دمشق تحتاج الى تطوير، والا لا يوجد مبرر يدفع بالقيادة الروسية الى اتخاذ مثل هذا القرار لاول مرة منذ خمس سنوات وهو تعيين مبعوث خاص ممثلا للرئيس بوتين مهمته تطوير العلاقات بين البلدين.

واذا كان السؤال لماذا اليوم وبحثنا عن الجواب، لوجدنا انه بسبب ما كتب مؤخرا حول الازمة بين العاصمتين.

وبحال بحثنا عن المقالات التي كتبت مؤخرا حول هذه الازمة لوجدنا ان هناك مقالين فقط من المؤيدين لمحور المقاومة كتبا عن هذا الموضوع هما:

النائب السوري في مجلس الشعب خالد العبود، والذي حمل عنوان “ماذا لو غضب الأسد من بوتين” نشره عبر صفحته الشخصية في (فيسبوك)

وناجي امهز الذي كتب مقالا حمل عنوان: كشف المستور بالمخطط الروسي من اجل ربح الف مليار دولار من اعمار سوريا، والذي نشر بالعديد من المواقع.

ومع ان مقال النائب السوري خالد العبود نشر في 7 ايار ومقال ناجي امهز في 15 ايار ، الا ان الرد الروسي ظهر عبر الاعلام بقوة في 17 ايار اي بعد مقال ناجي امهز بيومين.

وللمفارقة انه بينما غالبية الاعلام حتى الرسمي في الجمهورية العربية السورية ينفي عن وجود اي خلاف وايضا القيادة الروسية تنفي، الا انه ما قام به الرئيس بوتين بتكليف مبعوث خاص لتطوير العلاقات يشير بمكان ما ويظهر بان القيادة الروسية مهتمة بمعالجة هذا الامر اقله على المستوى الاعلامي.

ثانيا: اذا فان المقالين اللذان نشرا كان لهما صدى ايجابي على المستوى الاستراتيجي بين الدولتين، او ربما احرجا موسكو ودفعاها، لتوضيح الامور اكثر واظهار الاهتمام بصورة اكبر، خاصة بعد الاخطاء الاعلامية التي قام بها بعض الاعلام الروسي والساسة والمحللين في روسيا اتجاه القيادة السورية.

اذا المقالين اتيا ثمارهما، وانا اكتب لاقول، بانها فرصة ان يكون هناك في محور المقاومة من يبين بعض الامور دون احراج الجهات الاساسية فيه، اقله من باب لفت النظر لبعض الامور التي تثار في بيئة المحور، لانه طالما جميعا نصفق فان الاخر سيظن ان كل شيء على افضل ما يرام، مما يسمح له بالتمادي بما يراه مناسبا لمصالحه الاستراتيجية.

وانصحكم ان لا تستغربوا لان القادة وصناع القرار بالعالم يعلمون ويدركون جيدا، بان الراي العام يبدأ بكلمة، لذلك تجدون في امريكا واوروبا، ان قيادات الصف الاول حريصة ان ترد على كل مقال او كتاب ينشر.

ولكن الاهم من هذا كله وهنا بيت القصيد، بان ما قامت به روسيا ان كان بتعيين المبعوث الخاص او الحملة الاعلامية التي ردت بها، هو دليل بان روسيا تراقب عن كثب وبدقة متناهية ادق التفاصيل وتتابع الفاصلة والنقطة، وما يحصل بالمنطقة.

وربما تعلم وتعرف في هذا الاقليم، اكثر من اصحاب الاقليم انفسهم، ان كان على مستوى الاشخاص او المتغير بالمزاج الشعبي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *