تونس – روعة قاسم
لإطلالات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وخطاباته الإعلامية وقعٌ مميّز في تونس. هذا البلد الذي قدم الشهداء والمناضلين لأرض فلسطين على مدى تاريخه وآخرهم الشهيد محمد الزواري، تحتل المقاومة اللبنانية -على غرار حركات النضال الفلسطيني- أهمية كبيرة في وعيه الاجتماعي والثقافي.
التونسيون يدعمون نضال الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه، تماما كما ينظرون الى المقاومة اللبنانية وحزب الله والى كل الانتصارات التي حقّقها على مدى تاريخه بوجه المحتل الصهيوني بانبهار واجلال. كيف لا وقد تمكّن أبطال المقاومة اللبنانية من صنع معجزة تاريخية ومن كشف زيف ” أسطورة ” ومزاعم الجيش الصهيوني الذي لا يقهر، في أكثر من مرحلة وأكثر من انتصار، وسطّر مناضلوه مرحلة جديدة من الانتصارات وأثبتوا ان “النكبة” و”النكسة” والهزائم ليست قدرًا في قاموس الصراع العربي الإسرائيلي.
الأكاديمي التونسي صلاح داودي
ويقول الناشط والباحث والأكاديمي التونسي صلاح داودي لموقع “العهد الإخباري” إنه لا يمكن نسيان خطابات السيد حسن نصر الله أيام حرب 2006 …تلك الاطلالات التي كانت -ولا تزال- تهزّ العدو الصهيوني وتربكه لأن الاسرائيليين يصدقونه ولا يصدقون اداعاءت جيشهم، وعندما قال السيد حسن نصر الله ان أبطال المقاومة سيقصفون الكيان المحتل قصفوه بالفعل وهزموه شر هزيمة .
ويتابع “وعلى الرغم من مرور عشرين عاما على تحرير الجنوب، إلّا أن بريق خطابات سيد المقاومة لم يخبُ بل ازداد عمقًا وتأثيرًا، ولعلّ أهمّ ميزة له هي وضوحه وصراحته وجرأته ووقاره المهيب، فكلماته التي تخرج من قلب صاف نقي، تدخل سريعا الى قلوب كل محبيه وانصاره، وحتى خصومه يتابعون خطاباته بحذر شديد”.
الناشط محسن النابتي
اما الناشط السياسي في حزب التيار الشعبي محسن النابتي فيقول بدوره لـ “العهد”: “نهنئ الشعب اللبناني والأمة العربية بعيد المقاومة والتحرير وهو من أهم الملاحم في تاريخ الأمة العربية وفي تاريخ حركات التحرر الوطني”.
وعن مقابلته الأخيرة، يشير النابتي الى أن “السيد حسن نصر الله كعادته يجمع بين الحلم والرجاء في الانتصار وفي تحقيق معجزة زوال “إسرائيل”، وبين واقعية التحليل وفق المعطيات الميدانية، وهذا ما يضفي مصداقية كبيرة وتماسكا كبيرا في خطاب سماحة السيد”، ويشير الى أن “كلمته كانت متماسكة وممتازة ومن أشد الكلمات وضوحا سواء في ملف الكيان الصهيوني وملفات المنطقة او فيما يتعلق بالوضوح الكامل والجرأة العالية في التعاطي مع الملف الداخلي اللبناني وما يثار منذ مدة حول الوضع الداخلي في لبنان “.
ويُردف “مرة أخرى يقدم سيد المقاومة درسا وسياسيا واستراتيجيا مهما والأهم هو تأثيره الإيجابي على الرأي العام العربي نظرا للمصداقية التي يحظى بها والتي راكمها منذ سنوات طويلة، إضافة لتأثيره على بيئة الكيان الصهيوني نظرا للمصداقية العالية التي يحظى بها داخل هذه الأوساط . ويضيف :” وبالتالي كلمة السيد حسن نصر الله كانت سواء ببعدها الداخلي الوطني اللبناني -والذي ينسحب على كل الأوضاع الداخلية لبلداننا العربية- او سواء في بعدها الإقليمي الدولي ..كانت كلمة متماسكة ومهمة جدا وقدمت تحليلا استراتيجيا لما حدث وما سيحدث في المنطقة من أحداث”.
ويؤكد النابتي أن المقاومة اللبنانية بكل تاريخها النضالي، يليق بها هذا الخطاب وتلك الاطلالات المشرفة لقائد صنع بكلماته وتوجيهاته وأفعاله ورؤيته المستشرفة للأحداث والتحولات الجيوسياسية، ملحمة وتاريخا من البطولات التي لا تنتهي، وقدمّ الأمل والرجاء للشباب العربي والتونسي بأن زوال إسرائيل حتمي لا محالة وبأن فلسطين ستتحرر يوما من الاحتلال وستفك قيود أسرها …وهذا هو قدرها التاريخي .