ليلة الصواريخ الإيرانية في عين الأسد.. كابوسٌ وذعرٌ واحتماءٌ بلا ذخيرة

تزامنا مع التهديدات الأميركية باستهداف الزوارق العسكرية إيرانية، نشرت “القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية” شهادات لعدد من الجنود الأميركيين الذين كانوا في قاعدة عين الأسد، حين استهدفتها الصواريخ الإيرانية في الأسبوع الأول من هذا العام، رداً على اغتيال قائد فيلق القدس في حرس الثورة الإسلامية اللواء قاسم سليماني.

الإدارة الأميركية التي حاولت التقليل من آثار تلك الضربات، زعمت في تقارير عدة أن جنودًا أميركيين أصيبوا بارتجاج دماغي جراء الضربات، لتصل الحصيلة النهائية للمصابين إلى 109 عسكريين، وفق أرقام الوزارة.

ويروي بعض الضباط والجنود ما حصل معهم تلك الليلة، في مجموعة شهادات نُشرت أول من أمس، تقدم سردًا لكيفية ردّ فعل القوات الأميركية في القاعدة قبل وأثناء وبعد الهجوم الإيراني.

النقيب نايت براون من القوات الجوية، احتمى مع فريقه في مخبأ في قاعدة عين الأسد، بينما كانوا ينتظرون أن تصيب الصواريخ الباليستية القادمة قاعدتهم. جاءت الانفجارات موجةً تلو أخرى… ويقول:”لم يكن لديّ أي فكرة عمّا إذا كان أي شخص على قيد الحياة خارج هذا المخبأ”.

نوال يارنيس، رقيب أول، يتذكر كيف لعب العسكريون “الورق” وتظاهروا بالنوم، وهم ينتظرون وصول الصواريخ. “ثم جاء الهجوم الأول. أصوات الانفجارات التي دخلت من خلال أرضية وجدران المخبأ، قوبلت بصوت مكتوم، لا يمكن تصنيفه كصراخ، إذ كان كما لو تمّ دفعه من داخل الجسم من خلال تشنج لا إرادي للعضلات”، حسب قوله.

عسكري آخر في القوة الجوية، راسل زوجته ليقول لها إنه بخير مع انطلاق التحذير الأول من خلال مكبّرات الصوت: “إنه (الصاروخ) قادم ، قادم ، قادم”. يضيف العسكري إنه “شعر بتأثير الصاروخ الأول عندما لجأ إلى المخبأ، ويتابع: “أضاءت السماء، وشعرنا بموجة الصدمة حيث ضرب حطام الانفجار مبنانا، أذناي لم تتوقفا عن الطنين”. الساعات الأربع التالية أصبحت مزيجاً غير واضح من العواطف والفوضى. صاروخ خلف صاروخ، ضربتنا لمدة بدت أنها ليلة كاملة”.

يتماهى قول الرقيب براين سيرمونز مع من سبقه، إذ كان في المخبأ عندما صرخ قائده ليأمر الجميع بالنزول إلى المخابئ، ويقول: “شعرت بأقوى انفجار يهزّ الروح”، ويروي: “ضربت القاعدة ثلاثة صواريخ أخرى، واحد على بعد 150 متراً من مخبئنا. كنا نسمع صوت أمطار الحطام، فوق المخابئ، فيما ملأ الدخان والغبار الهواء في الداخل. ساد هدوء غريب وسط توتّر أنفاسنا، ثم سمعنا انفجار الذخيرة تباعًا”.

الطيار وارين غيبنز، يقول إن “وقتًا وهدوءًا طويليْن فصلا بين انفجارات الصواريخ.. كنا نعتقد أن الهجوم انتهى، لكن تم إعلان تحذير آخر عبر مكبّر الصوت”، ويضيف: “كانت هذه أكثر لحظة صادمة ومخيفة، عندما صرخ أحدهم أن ما يحدث يشير إلى أننا بحاجة إلى الاستعداد للدفاع. كثير من الناس تركوا أسلحتهم وراءهم في حالة من الذعر، ولم يكن لدى بعضهم ذخيرة”.

الشهادات لقيت صدى في الأوساط الإعلامية والسياسية الأميركية؛ وبرزت تعليقات لافتة لشخصيات مثل المبعوث الأميركي السابق إلى “التحالف الدولي” بريت ماكغورك، الذي علّق على الشهادات عبر “تويتر” قائلا: “اقرؤوا روايات الأشخاص الذين كانوا هناك، عن الضربات الصاروخية الإيرانية في العراق… ثم تذكروا ما قاله ترامب في ذلك الوقت: “كل شيء على ما يرام… سمعت أنهم (الجنود) يعانون من صداع””.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *