بعد شهرين من استشراء عدوى فيروس كورونا في إسرائيل وإلحاقها ضررا فادحا باقتصادها، وإصابة نحو 15000 من سكانها، ووفاة 200 منهم، وسط توقعات بتشكيل لجنة تحقيق رسمية لفشل حكومتها في مواجهتها، يبدو أن العدوى أطاحت أيضا بوزير الصحة في حكومة الاحتلال.
وكان وزير الصحة يعقوب ليتسمان قد طلب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو التنحي والانتقال لوزارة الإسكان، وهذا ما كان نتنياهو قد طلبه قبل شهر على خلفية انتقادات كثيرة لإدارته الوزارة والأزمة، غير أن ليتسمان رفض في وقتها.
ورغم أن مكتب ليتسمان ينفي رغبته بمغادرة الوزارة نتيجة الانتقادات الموجهة له، مدعيا أنه يريد البحث عن خدمات يسديها لجمهوره في مجال السكن، لكن معلقين كثر يشيرون إلى أن الانتقادات المتصاعدة التي تدعمها أيضا استطلاعات الرأي أيضا، هي السبب الحقيقي للرغبة بالاستقالة التي تدخل نتنياهو في دوامة جديدة، لأنه اتفاق الائتلاف الحاكم وتوزيع الحقب الوزارية.
وفي حديث له مع نتنياهو، قال ليتسمان إن رغبته بمغادرة وزارة الصحة لا علاقة لها بالانتقادات التي وجهت له ولإدارته الوزارة والأزمة، خاصة بعدما ضبط وهو خارج للصلاة في كنيس قريب من بيته رغم خضوعه للحجر الصحي بعد إصابته بكورونا.
بالتزامن، سنّ البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) مشروع قانون بالقراءة التمهيدية خاصا بتشكيل حكومة يتناوب على رئاستها بنيامين نتنياهو وبيني غانتس. وفي سياق متصل كشف استطلاع رأي نشر اليوم أن 60% من الإسرائيليين لا تصدق تعهد نتنياهو بأن ينفذ التناوب الذي ينص عليه الاتفاق الائتلافي لتشكيل حكومة وحدة مع حزب “أزرق- أبيض”، برئاسة بيني غانتس.
واعتبر هؤلاء أن نتنياهو فشل في مواجهة الأزمة الاقتصادية النابعة من أزمة انتشار فيروس كورونا، وقال 18% إن أداءه “سيء جدا”، ووصف 35% أداءه بـ”السيء”، وقال 11% إن أداءه “جيد” وقال 8% إن أداءه “جيد جدا”. بينما قال 18% فقط إن نتنياهو يستحق علامة متوسطة.
مزاعم الموساد: عدد ضحايا كورونا في دول عربية أكبر من المعلن
من جهته زعم رئيس الموساد يوسي كوهين بأن لبنان والعراق وسوريا لديها معدلات إصابات عالية بكورونا، وأن عدد الوفيات في إيران أكبر بكثير مما هو معلن.
ونقلت قناة “أي 24” الإسرائيلية عن مصدر قوله إن يوسي كوهين قد كشف خلال جلسة مغلقة مع المسؤولين الكبار في وزارة الصحة الإسرائيلية “أن حالة وباء كورونا في سلسلة من الدول العربية أسوأ مما يعترفون به”.
وحسب القناة، أضاف كوهين أن”لبنان والعراق وسوريا إصاباتها كبيرة للغاية وهم يكذبون”. وتابع: “أعداد الإصابات والوفيات التي بلغت عنها إيران غير صحيحة، الأرقام التي أعرفها أعلى بكثير”. ونوهت القناة الإسرائيلية أن اجتماع كوهين جاء لاستعراض جهود جهاز الموساد لشراء المعدات الطبية منذ بداية تفشي وباء كورونا، وقال إن هذه الجهود جلبت حتى الآن حوالي 50 مليون قناع و260 جهاز تنفس إلى إسرائيل.
وأشار رئيس الموساد إلى أنه رغم ان جميع اتصالاته، تم إغلاق الأبواب في معظم دول العالم. وتابع: “لذلك قمنا بنقل خطوط الإنتاج إلى إسرائيل. الدولة يجب أن تفتح الأسواق ولا تستمر في الإغلاق، ولهذا الغرض يجب تعزيز وزارة الصحة حتى يمكنها أن تستوعب 5000 مريض كورونا وكذلك إبقاء الدولة مفتوحة”.
واختتم كوهين: “أنا ضد الذهاب إلى موجات الفتح والإغلاق، والفتح والإغلاق، نحن بحاجة إلى مجموعة إجراءات يمكنها التعامل مع كل هذا دون إغلاق، خاصةً نظام اختبار سريع وفعال وزيادة الفرق الطبية”.
يشار إلى أن وزارة الصحة الإيرانية، أعلنت اليوم عن تسجيل 90 وفاة إضافية بكوفيد-19، ما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 5481 وفاة. وقالت إنه خلال الساعات الـ24 الماضية، سجلت 1030 إصابة جديدة بالفيروس في إيران، وفق ما أفاد المتحدث باسم وزارة الصحة كيانوش جهانبور.
وفي الإجمال، أحصت الجمهورية الإسلامية 87026 إصابة مؤكدة منذ إعلانها وجود فيروس كورونا المستجد على أراضيها في شباط/ فبراير. وتعتبر إيران هي البلد الأكثر تضررا من مرض كوفيد-19 الناتج عن فيروس كورونا في منطقة الشرق الأوسط.
ورجح مدير عام منظمة الصحة العالمية أن تفشي الوباء في معظم دول غرب أوروبا يتجه نحو الاستقرار أو الانحدار”، لكن “نلحظ وتيرة ارتفاع مقلقة في إفريقيا وأمريكا الوسطى والجنوبية وشرق أوروبا”.
** الخطر الأكبر
ورأى أن “الخطر الأكبر الذي نواجهه اليوم هو التهاون”أمام الوباء العالمي”، مشيراً إلى أن “العناصر الأولية تبين أن غالبية سكان العالم لا يزالون معرضين للإصابة بفيروس كورونا المستجد.
ويأتي تحذير المدير العام في وقت توجه فيه الولايات المتحدة انتقادات لاذعة لمنظمة الصحة العالمية، متهمة إياها بسوء إدارة أزمة الوباء. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن المنظمة الدولية تأخرت في التحذير من الفيروس خشية إزعاج الصين.
وأعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية، صباح اليوم عن ارتفاع عدد الوفيات بفيروس كورونا إلى 200 وعدد المصابين إلى 15000، منهم 139 بحالة حرجة.
ووفقا للمعطيات، تم تسجيل 290 إصابة في الساعات الـ24 الأخيرة، في حين بلغ إجمالي عدد المتعافين 5685، وعدد الحالات النشطة التي تخضع للعلاج 9004.
وأشارت “الصحة الإسرائيلية” إلى أن 107 من المصابين موصولون بأجهزة التنفس في المستشفيات. وصادقت الحكومة الإسرائيلية أمس على تخفيف الحظر والحجر وتعطيل المرافق الاقتصادية وقررت السماح بفتح جميع الحوانيت في الشوارع، باستثناء الحوانيت في المجمعات التجارية، وكذلك بيع الطعام شريطة عدم الجلوس في أماكن بيع الطعام.
وقررت الحكومة السماح بفتح صالونات الحلاقة ومعاهد التجميل وسط إلزام أصحاب هذه المحال التجارية بالعمل بموجب تعليمات التعقيم والوقاية التي أقرتها وزارة الصحة، ووضع حاجز بين البائع والزبون. كذلك ستسري أنظمة حول عدد الزبائن الذين يسمح بدخولهم إلى متجر، ويتعين على صاحب المتجر منع التجمهر عن مدخل متجره وتعليق لافتة حول عدد الزبائن المسموح دخولهم في الوقت نفسه.
تفشي كورونا في بلدات عربية
وتقضي القرارات الحكومية الجديدة بالسماح بوجود شخصين فقط لدى الحلاق الواحد، وفي مصلحة تجارية تزيد مساحتها عن 75 مترا مربعا يسمح بدخول 6 أشخاص بالحد الأقصى و8 أشخاص في المتجر الذي تزيد مساحته عن 100 متر مربع.
كما صادقت الحكومة الإسرائيلية على عودة جميع عاملي أقسام الرفاه الاجتماعي إلى العمل، ابتداء من يوم الأحد. كذلك قررت الحكومة استمرار منحة التأقلم للأشخاص فوق سن 67 عاما ممن فقدوا مكان عملهم في أعقاب أزمة كورونا، وسيدفع للمقالين من مواقع العمل في الأشهر الأخيرة لهم مبلغ 1200 دولار خلال أيار/مايو.
يشار إلى أن بعض البلدات العربية وفي مقدمتها مدينة أم الفحم وبلدة دير الأسد تشهد ارتفاعا مقلقا في نسب الإصابة بالعدوى، مما دفع الحكومة الإسرائيلية إلى إغلاق كافة المحال التجارية خلال شهر رمضان بدءا من السادسة مساء حتى الصباح لمحاصرة الفيروس.