ما هي المقاييس الجديدة لبناء قوة جيوسياسية في العالم الجديد؟

تحدثت الكاتبة إميلي دي لا برويير في مقالة نشرها موقع “ناشيونال انترست” الأميركي عن خطة الصين الصناعية التي تحمل اسم “معايير الصين 2035″، مشيرة إلى أن “الخطة تؤكد أن الصين تدرك أن التكنولوجيا الحديثة قد غيّرت طبيعة التنافس بين الدول”.

وأضافت الكاتبة أن العولمة وتكنولوجيا المعلومات كانت من المفترض أن توجد مرحلة جديدة من التعاون، غير أنها أدت بدلاً من ذلك إلى شكل جديد من التنافس الدولي، لافتة إلى أن “اللعبة الدولية لم تعد تستند إلى التفوق في النزاعات والردع أو امتلاك الموارد، بل على التحكم بـ”أنظمة التبادل” مثل “الشبكات والمعايير والمنصات””.

وتابعت الكاتبة أن “الصين تتنافس في هذه المجالات أكثر من أي دولة أخرى، وتسعى في هذا السياق إلى بناء “قوة عالمية غير مسبوقة””، وقالت إن “شبكات الصين ترسم نهج الحكومات والشركات وحتى الأفراد”، على حد قولها.

وفي المقابل، قالت الكاتبة إن “الأنظمة الغربية عادة ما تركز على الشؤون الأمنية فيما يخص التنافس الدولي”، مضيفة أن هذه الأنظمة “تقوم بإحصاء حاملات الطائرات والناتج المحلي الإجمالي النسبي”.

وشددت على أن “التبادل يشكل العامل الأساس في عالم اليوم، خصوصا تدفق الموارد عبر شبكات عابرة للأوطان”، مشيرة إلى أن المورد الأهم في هذه المرحلة هو “المعلومات”.

وتابعت الكاتبة أن “عالم التبادل لا يعني عالم التعاون”، موضحة أن “التبادل يمكن أن يتحول إلى ساحة المعركة، التي هي أكبر وأوسع من ساحات المعركة التقليدية في التنافس بين الدول”.

وقالت الكاتبة إن “التبادل يصبح ممكنا بفضل الشبكات وأنظمة الترابط، مادية مثل الاتصالات وخطوط الانابيب، أو افتراضية مثل الإنترنت والاسواق المالية، أو بشرية مثل الأكاديميين وغيرهم”، مضيفة أن “شبكة الجيل الخامس “5G” الصينية (في مجال الاتصالات) ستكسب السوق العالمي ويمكن أن تشكل هذه الشبكة بنية تحتية تأسيسية”.

واعتبرت الكاتبة أن “قوة الشبكات تتفوق على “القوة التقليدية” وأن التفوق الأميركي على صعيد القوة العسكرية وعملة الدولار وغيرها من الأمور لم يعد العنصر الحاسم”، متسائلة: ماذا سيحصل في حال اصبحت وسائل الاعلام والتطبيقات وغيرها محكومة بـ”منصة بكين؟ أو ما سيحصل لو بدأت الصين تستفيد من مكانتها وسيطرتها المعلوماتية من أجل التحكم بالمعلومات؟”.

واكدت الكاتبة أن “الامر يتطلب تجديد “المقاييس التقليدية” بشكل يأخذ في الاعتبار اقتصاد المنصات”، وقالت إن “الصين قد تصبح أقوى دولة في العالم من دون أن تتخطى الولايات المتحدة على صعيد الناتج المحلي الإجمالي أو القوة العسكرية التقليدية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *