لهذه الأسباب أعلنت السعودية وقف إطلاق النار في اليمن.. فهل هو حقيقي؟

أعلنت السعودية منذ أيام عن وقف إطلاق النار في اليمن لمدة أسبوعين، ما يشير بشكل واضح إلى قرب انتهاء العمليات العسكرية لقوات تحالف العدوان في اليمن، في ظل انشغال الرياض بقضاياها الداخلية والسياسية والصحية.

وفي هذا السياق، تحدثت الكاتبة أنيل شالين في مقالة نشرها موقع “ناشيونال انترست” الأميركي عن الإعلان السعودي، معتبرة أن “الرياض باتت مستعدة أكثر من أي وقت مضى لوقف عدوانها على اليمن، وها قد وجد ولي العهد محمد بن سلمان مخرجا لذلك دون الحاجة للإقرار بالهزيمة”.

وأضافت الكاتبة أن أزمة فيروس “كورونا” اعطت لابن سلمان العذر المنطقي لوقف الحرب على اليمن، مستبعدة أن “ينتهي العنف في اليمن مع انتهاء التدخل العسكري السعودي، إذ ستفرض الأجندات المتضاربة بين “الفصائل المحلية المتحاربة” نفسها في ميدان المعركة، وسيكون عناصر عبدربه منصور هادي في موقع ضعيف خاصة مع احتمال خروج السعودية من الحرب”.

وقالت الكاتبة إن عناصر “حركة “أنصار الله” اليمنية (الحوثيون كما تسميهم) هم الآن في وضعية متفوقة، بعد أن حققوا تقدما ميدانيا هاما في محافظتي الجوف ومأرب شمال اليمن خلال الأيام الاخيرة، مشيرة إلى أن “أنصار الله” استعادت “موقعا عسكريا إستراتيجيا من قوات متحالفة مع السعودية، يقع على الحدود اليمنية السعودية”.

وتابعت الكاتبة أن “شروط خطة وقف إطلاق النار التي اعلنتها السعودية قد لا تكون كافية بالنسبة للحوثيين، خصوصا انهم يطالبون برفع الحصار المفروض على اليمن”.

الكاتبة تحدثت عن سيناريوهين محتملين، الأول يتمثل بأرجحية نجاح خطة وقف إطلاق النار باعتبار أن السعودية تفتقد إلى الموارد التي تحتاجها لمواصلة عملياتها العسكرية، موضحة أن “شركة الأسلحة البريطانية “BAE Systems” المصنعة للقنابل المستخدمة من قبل القوات السعودية غادرت مقرها في مركز العمليات الجوية في الرياض بسبب المخاوف من وباء “كورونا”، ما سيحدّ بشكل كبير من قدرة السعودية على مواصلة عمليات القصف”.

وأشارت شالين إلى أن وباء “كورونا” اصبح مشكلة متنامية داخل السعودية، خصوصا بعد ان تثبت وجود حالات مصابة بالوباء من داخل الأسرة الحاكمة”.

وتطرقت الكاتبة إلى حرب أسعار النفط بين السعودية وروسيا، معتبرة أن “قرار الرياض بزيادة الإنتاج أضر بمنتجي النفط داخل الولايات المتحدة، وبالتالي أضر بالعلاقات الأميركية السعودية”.

وقالت إن “أسعار النفط لا تزال منخفضة، ما سيؤدي إلى إضعاف إمكانية تحقيق مشروع ابن سلمان “رؤية 2030″، مضيفة أن “السعودية لا تستطيع أن تتحمل تكلفة مواصلة حربها على اليمن في ظل أزمة “كورونا” وانخفاض أسعار النفط”.

وبحسب الكاتبة، يتمثل السيناريو الثاني بمحاولة السعودية الاستفادة من إعلان خطة وقف إطلاق النار في سياق حملة علاقات عامة وتلميع صورتها”.

وشددت الكاتبة على ان “الحرب على اليمن ما كان يجب أن تحصل في الأصل”، وقالت إن “الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية كبيرة إزاء المأساة الإنسانية في اليمن”، وأضافت ان واشنطن دعمت السعودية بشكل اعمى في حربها، وهذا الدعم المطلق أضر بمصالح الولايات المتحدة وقلص من نفوذها لدى الرياض”.

وختمت شالين قائلة إن “بإمكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصحيح “هذا الخطأ” من خلال الضغط على السعودية لتنهي أعمالها العدائية على اليمن بشكل تام، بغض النظر عن موضوع “كورونا” أو قضية أسعار النفط بين الرياض وموسكو”.

“صوفان”: السعودية اختارت وقف اطلاق النار في اليمن لتركز على قضايا وتحديات الداخل

بدورها، رأت مجموعة “صوفان” للاستشارات الأمنية والاستخباراتية في تقرير لها، أن “الإعلان السعودي عن وقف إطلاق النار المؤقت في اليمن يأتي في سياق محاولة جرّ “الحوثيين” إلى طاولة المفاوضات من أجل إنهاء الحرب”.

المجموعة استبعدت أن “يوافق الحوثيون على أي اتفاق لا يشمل رفع الحصار الاقتصادي عن اليمن”.

وأضافت المجموعة أن “سياسة الأرض المحروقة” التي اعتمدتها السعودية في اليمن ألحقت أضرارًا هائلة بالبنية التحتية للقطاع الصحي”، موضحة ان طائرات العدوان “استهدفت المستشفيات بشكل متعمد، ونفذت أبشع أعمال العنف في التاريخ المعاصر بحق المدنيين في اليمن”، وقالت إن “قدرة اليمن على التعامل مع أيّة تحديات أو أزمات على غرار انتشار فيروس الكورونا باتت مشلولة بسبب الحرب”.

المجموعة اعتبرت أن “الحوثيين قد “يستفيدون” من “عملية السلام” (في حال تقدمت هذه العملية)، من أجل إثبات استعدادهم للدخول في اتفاق حول مشاركة السلطة”، وقالت إن “من شأن ذلك تعزيز الموقع السياسي لهم”.

ولفتت المجموعة إلى أن “الحوثيين لم يقدموا أي التزامات بشان أي اتفاق”، مضيفة إن “ذلك ليس بالأمر المستغرب كونهم في وضعية هجومية بينما تعجز السعودية عن إحراز أيّ تقدم على الارض”.

وقالت إن “الهجوم على منشآت أرامكو في شهر أيلول/سبتمبر الماضي كشف عن “قواعد الاشتباك الجديدة”، لافتة إلى “التقدم الميداني الذي حققه الحوثيون في محافظة مأرب”.

وتابعت المجموعة أنه “لا توجد الكثير من الحوافز التي قد تدفع الحوثيين إلى الموافقة على وقف إطلاق نار مؤقت في ظل التقدم الميداني الذي حققوه..البعض يشكك بمصداقية الرياض ويرى أن إعلانها عن وقف اطلاق النار يأتي في سياق محاولة التركيز على قضايا وتحديات الداخل”.

كما تطرقت المجموعة إلى حرب أسعار النفط بين السعودية وروسيا، وقالت إن “هذه القضية ألحقت الضرر بالاقتصاد السعودي”.

وختمت المجموعة قائلة إن “الرياض ترى أن الوقت مناسب للحد من خسائرها والمضي باتفاقية سلام حتى وإن كان الطرف الآخر لا يستجيب لشروطها، وهي لا تستطيع مواصلة الحرب على اليمن في ظل التطورات الأخيرة الحاصلة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *