مفتي تونس يحسم الجدل حول دفن ضحايا كورونا: يُصلّي عليهم شخص واحد ولا ضرورة لتغسيلهم

حسم مفتي تونس، الشيخ عثمان بطيّخ، الجدل المستمر حول طريقة دفن ضحايا فيروس كورونا المستجد، مشيرا إلى أنه لا ضرورة لتغسيلهم، تجنبا للإصابة بالفيروس.

وقال المفتي بطيّخ في تصريح لعدد من وسائل الإعلام المحلية: “المتوفى بفيروس كورونا يتم وضعه في كيس معقم ومحكم الإغلاق ويتم وضعه لاحقا في تابوت خشبي، ويفضل أن يتم الدفن مباشرة”.

وأضاف: “غسل الميت سنة أم الصلاة فهي فرض، ولذلك يمكن أن يصلّي عليه شخص واحد فقط، تجنبا لانتقال العدوى. والله تعالى يقول: فاتقوا الله ما استطعتم”.

وكان عدد من أساتذة جامعة الزيتونة، أصدروا “بيانا شرعيا” دعوا فيه إلى غسل المتوفى بفيروس كورونا من قبل فريق طبي مختص، على أن يتم لاحقا وضعه في صندوق خشبي أو معدني معقم ومحكم الإغلاق، كما اعتبروا أنه لا يحق لأحد الاعتراض على دفنهم في المقابر الخاصة للمسلمين.

وأثار البيان انتقادات من قبل بعض الباحثين الذي اعتبروا أن مشائخ الزيتونة يحاول منافسة دار الإفتاء، حيث دوّنت الباحثة رجاء بن سلامة على موقع فيسبوك: “أساتذة جامعيّون ينتصبون للإفتاء بدلا عن مفتي الدّيار التونسيّة.مجموعة من أساتذة جامعة الزيتونة، صفتهم القانونية الوحيدة هي أنهم يدرّسون في الجامعة (مثلي ومثلكم ومثل الكثيرين)، ينتصبون (مرّة أخرى) للإفتاء بإصدار نصّ سموّه “بيانا شرعيّا” حول غسل مريض الكورونا ودفنه”.

وأضافت: “لا تهمّني فحوى البيان، بل يهمّني انتحال أساتذة جامعيّين لصفة المفتين، والحال أنه يوجد مفتٍ واحد رسميّ في بلادنا. واستغلال صفة الاختصاص الجامعيّ لإضفاء صبغة دينية على رأي كان يمكن إبداؤه بصفة شخصية وتقديمه على أنه مجرّد رأي. كان يمكن أن يكون عنوان النص: رأي في مسألة دفن مرضى الكورونا، لا “بيان شرعي”. تونس دولة مدنية، قانونها وضعيّ، ولا مكان لها إلاّ لمفتٍ وحيد في قضايا معيّنة تتعلق بعبادات المسلمين. فقط لا غير”.

وكان دفن أحد المتوفين بفيروس كورونا أثار حالة احتقان في إحدى المدن التونسية، حيث حاول البعض منع موظفي البلدية من إتمام عملية الدفن، قبل أن تتدخل قوات الأمن التي اشتبكت مع المحتجين قبل أن تتم عملية الدفن في النهاية، فيما اقترح أحد المسؤولين تكليف الجيش بعملية الدفن، لتلافي وقوع حوادث مماثلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *