الحمد لله لم يولد ولم يلد
والشكر للرب في السراء والكمد
الله صرف هذا الكون نظمه
وكل شيء بأمر الخالق الصمد
والنفس ترجع للرحمن طائعة
عند النداء فعمر المرء بالعدد
نمنا على موعد بالفوز منتظر
لكتلة العدل والإحسان والرشد
فجاءنا خبر بالموت فاجأنا
كالسهم في القلب والأحشاء والكبد
أبو صهيب حبيب الشعب مرجعه
قد أغمض العين لن يصحو إلى الأبد
صحت طرابلس الفيحاء ذاهلة
يُنعى فتاها أميرُ الضيق والرغد
تبكي المنابر والساحات فارسها
فالدمع يجري دما في العين كالرمد
من كان بالحق صداعا ومنفردا
كأنما الحق ناداه ألا انفرد
غصَّت شوارعنا بالناس زاحفة
لبيك لبيك يا إسلام… فلتسد
إن هزَّ يوما عصاه داعيا لهدى
لبى الجميع نداء الشيخ بالمدد
لم يخشى في الله السلطان ولا ملكا
بل كان في نهيه الحكامَ كالأسد
سل الهراوي وهذا المرُّ صاحبه
من قاوم الظلم والإعدام في جلد
ويوم قالوا زواجُ الغرب حاجتُنا
من قال لا لا… فهب الشعب في سند؟
كذاك كان سعيدٌ في مواقفه
لم يعرف الخوف في الإسلام من أحد
اَّم الرجال أراك اليوم صابرةً
فعوض الله بالإخوان والولد
قد عاش زوجك للتوحيد داعية
أكرم به رجلا فخرا لِذَا البلد
أدى رسالته لله مجتهدا
فتابعي الدرب بالأنجال واجتهدي
يا من ورثتم خصال الخير في نسب
أبقاكُمُ الله للإسلام خيرَ يد
وصيتي لكم نهجُ النبي فمن
أحيا بسنته عيش العباد هُدي
إن الكتاب كتاب الله قائدنا
والهدي هدي رسول الله في أمد
يا أيها الناس يا أحباب راحلنا
كونوا على إثره للدين كالجسد
إن الشريعة دين الله يحفظها
عزم الشباب بلا بغضٍ ولا حسدِ
عيشوا أخوَّتكم صونوا شريعتكم
حماكم الله في عز وفي عضد
إمنح إلهي حبيب الكُلِّ مغفرة
واغسل وكفر ذنوب الشيخ بالبَرَدِ
إن عاش عبدك يا رحمن في خَطأ
فاقبل إلهي جهاد العمرِ يوم غد
ورفع سعيداً بدار الخلد منزلةً
فالحُكم حُكمُك إن تمنع وإن تَجُدِ
رثاء الدكتور حسن شهال للشيخ سعيد شعبان رحمه الله 1998م.