رغم الحصار والعقوبات.. مرضى كورونا بإيران لم يسقطوا في الحدائق وممرات المستشفيات

تؤكد الجمهورية الاسلامية في إيران أنها أقوى من العقوبات المفروضة عليها، لا سيما ما يختص بحرمانها من الدواء والمواد الأولية لمواجهة انتشار كورونا، وهي رغم الحصار لم تترك المصابين بهذا الفيروس طريحي الشوارع أو أروقة المستشفيات كما حصل في العديد من الدول في العالم، إضافة إلى ان أسواقها لا تزال توفر المواد الأساسية للمواطنين على مدار الساعة.

فقد أكد الرئيس الإيراني، الشيخ حسن روحاني، أن الحكومة والضمان الصحي سيدفعان 90 بالمئة من تكاليف العلاج لمرضى كورونا، موضحا ان الحكومة عملت خلال السنوات الست الاخيرة على تطوير نظام التأمين الصحي.

وفي جلسة عقدت صباح اليوم السبت للجنة الوطنية لمواجهة فيروس كورونا، قارن روحاني بين الوضع في إيران وباقي الدول التي ابتليت بانتشار كورونا فسادها الهلع والاضطراب ولم تستطع مستشفياتها توفير الأسرة للمرضى، موضحا أن إيران لم تكن من بين البلدان التي يتساقط فيها مرضى كورونا في حدائق وممرات المستشفيات دون اهتمام، كما أنها لم تكن من البلدان التي تنفذ سلع أسواقها في ساعات الصباح الاولى، بل ان مراكز التسوق الايرانية مليئة بكل ما يحتاجه المواطنون على مدى 24 ساعة.

وأكد أن كل المنشآت والمصانع المهمة تعمل بكل طاقتها بحيث لم تشهد البلاد أي نقص في المياه أو الكهرباء أو الوقود، كما أن القوات المسلحة تتمتع بالجهوزية الكاملة للحفاظ على أمن البلاد، وهي تشارك بشكل فعال بالحملة الوطنية لمكافحة الفيروس.

روحاني أشار الى أن 20% من ميزانية العام الايراني الجديد خصصت للحملة الوطنية لمكافحة تفشي كورونا، أي مبلغ 100 ألف مليار تومان، وهذا الأمر ربما يثير دهشة الآخرين، فكيف يستطيع بلد يخضع للحظر أن يفعل هذا الشيء.

جهانغيري: الأمريكيون يمنعون شحن الادوية والمواد الغذائية إلى إيران

وفي سياق متصل، قال النائب الأول للرئيس الإيراني، اسحق جهانغيري، إن الأمريكيين يقولون كذبا عندما يدّعون بأن الحظر على إيران لا يشمل الادوية والمواد الغذائية الأساسية، مضيفا ان امريكا وبفرض الحظر على النفط والبنوك والتأمين والنقل، تمنع الحصول على المال ونقله وشراء الأدوية والسلع الأساسية إلى البلاد.

وفي اجتماع عقده اليوم السبت مع المسؤولين التنفيذيين والأطباء في لجنة مكافحة كورونا بمستشفى الإمام الحسين في طهران، أوضح جهانغيري، أن البلاد تحتاج إلى 2.5 مليار دولار إلى 3 مليارات دولار سنويا لشراء الأدوية و 14 مليار دولار لتوريد السلع الأساسية، وقال “أننا نلجأ إلى طرق غير عادية لسد احتياجاتنا من الأدوية والسلع الضرورية للناس، وان الامريكيين يكذبون بما يزعمون”.

ولفت جهانغيري إلى أن إيران وخلافا للعديد من البلدان، فإن السلع التي يحتاجها الناس متوفرة بكثرة في المتاجر، وهو أداء يبعث على الفخر، مشيرا إلى أنه لا يوجد نقص بالسلع الأساسية في البلاد.
جهانغيري أشار إلى قرار الحكومة بسحب مليار دولار من صندوق احتياطي العملة الصعبة بتفويض من سماحة الإمام الخامنئي، بهدف تخصيص الموارد اللازمة والاجهزة الطبية لوزارة الصحة، معربا عن أمله بازالة العديد من المشاكل في القطاع الطبي والعلاجي من خلال توفير وتخصيص الموارد المالية اللازمة.

وفي جانب آخر لفت إلى القيود المفروضة على تنقل المواطنين في البلاد من أجل مكافحة انتشار فيروس كورونا، قائلا “اذا تطلب الأمر سنفرض في المستقبل المزيد من القيود، وفي حال انخفاض أعداد الاصابات وانتفاء الحاجة سنخفض القيود وكل ذلك رهن بتعاون أبناء الشعب”.

رئيس منظمة التعبئة: قمنا حتى الآن بإنتاج 40 مليون كمامة طبية

وأعلن رئيس منظمة تعبئة المستضعفين في إيران، العميد غلام رضا سليماني، أن منظمة التعبئة قامت حتى الآن بانتاج 40 مليون كمامة طبية لسد حاجة الشعب.

وقال العميد سليماني صباح اليوم السبت خلال مراسم إزاحة الستار عن أول جهاز متنقل لفحص فيروس كورونا، أن المواجهة الرئيسية اليوم أمام الشعب الايراني هي فيروس كورونا.. وسنشهد قريبا إن شاء الله احتواءً تاماً لهذا الفيروس.

سليماني أضاف “نأمل من خلال تعاون الشعب الذي تحقق بشكل جيد حتى الآن، أن نشهد الاحتواء الكامل لهذا الوباء، مشيرا إلى أن منظمة التعبئة قامت حتى الآن بانتاج 40 مليون كمامة طبية لسد حاجة الشعب”.

وأشار إلى قيام التعبئة بتجهيز مركبة PCR كجهاز متنقل لفحص فيروس كورونا، قائلا إن هذا الجهاز تم تقديمه لوزارة الصحة وهو تجربة قيّمة حصل عليها نظامنا العلاجي من الحروب البيولوجية، مضيفا “لا ينبغي أن نغفل عن قضية وجود أجهزة وعصابات في العالم تتحقق مصالحها في خلق حروب بيولوجية”.

وأضاف رئيس منظمة تعبئة المستضعفين في ايران في ختام حديثه، علينا ان نكثف جهودنا وجهادنا وان شاء الله سنسمع قريبا نبأ اجتثاث هذا الفيروس وكما قال الإمام الخامنئي يمكن تحويل هذا البلاء الى نعمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *