هل أوشكت ممالك النفط الخليجية على الانهيار ؟

في تقرير لها يتناول انهيار أسعار النفط الذي شهده العالم خلال الأسابيع الأخيرة، رأت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية أن ما يحدث حاليًا يُعدّ مؤشرًا على بدء “سقوط إمبراطورية النفط الخليجية”.

واعتبر كاتب التقرير دافيد فليكلينغ أن “الانهيار المذكور بات وشيكا، وقد لا يكون لحرب الأسعار إلا القليل من الأثر على السقوط الحتمي للثروة الخليجية”، وقال إن “ممالك الخليج امتطت موجات مذهلة من الثروة على مدى نصف القرن الماضي أو يزيد، ولكن ما من موجة إلا ومآلها إلى التكسر”.

وأشار إلى أن “الأجيال القادمة لن ترى أبدا تلك الثروة التي يستمتع بها رعايا هذه الدول الآن.. ولربما أثبتت الأيام أنه حتى دول الخليج لن تنجو من لعنة النفط.. كل ما هنالك أنها كانت لحظة مؤجلة”.

وأوضح أن هبوط أسعار النفط حاليا يُنذر بتآكل الاحتياطات المالية التي راكمتها دول الخليج خلال العقود الماضية، وقال: “لكي يتسنى التعامل مع تداعيات أزمة هبوط الأسعار، ومع احتمال تراجع الطلب على الخام على المدى البعيد، فقد عملت البنوك المركزية الخليجية على إيداع كميات ضخمة من المال في صناديق سيادية، ولكن أمام تراجع الأسعار قد تتآكل هذه الأموال بسرعة كبيرة”.

وبحسب فليكلينغ، فإن حرب الأسعار التي تقودها السعودية ضد روسيا ستدفع إلى اختفاء منتجين آخرين للنفط، وهم الذين يكلفهم إنتاج البرميل الواحد أكثر من 10 دولارات، فيما تبلغ تكلفة إنتاج البرميل في السعودية على سبيل المثال 2.5 دولار.

كما أشار إلى أن لدى دول الخليج القدرة على زيادة إنتاجها النفطي فورًا، كالكويت والبحرين وسلطنة عُمان، ودول أخرى مثل العراق الذي ينتج حالياً 4.6 ملايين برميل يومياً، وقدرة فعلية على إنتاج 5 ملايين برميل يومياً.

ولفت الكاتب إلى أن “الإسراف في الإنتاج ليس نتاج عوامل جيوسياسية، بل حصيلة حسبة رياضية مرتبطة بتدني أسعار النفط، فمع تراجع الدولارات التي ترد مقابل كل برميل تبيعه، تحتاج دول الخليج إلى ضخ كمية أكبر بكثير للحفاظ على ما يشبه الإيرادات الحالية”.

وتابع أنه “من حيث المبدأ، تتوفر لهذه الدول ترسانة تكفي لخوض الحرب، إذ إن تكلفة ضخ برميل واحد من النفط من حقول النفط الخليجية “لا يتعدى ثمن زجاجة مياه شرب من النوع الفاخر”، مضيفا :”حتى في أسوأ الاحتمالات عندما تهبط أسعار النفط الخام إلى أقل من 10 دولارات للبرميل، وينجم عن ذلك تكبّد قطاع النفط بأسره تقريبًا خسارة مالية، فسيستمر منتجو الخليج في جني الأرباح”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *