شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات تركزت غالبيتها في محافظة نابلس، وطالت أسرى محررين، وأحد قيادات حركة فتح، وتخلل الحملة الاستيلاء على مبالغ مالية ومصاغ ذهبي من أحد المنازل، كما نفذ مستوطنون عدة هجمات عنصرية، كان من ضمنها تحطيم نصب الشهيد زياد أبو عين، رئيس هيئة مقاومة الاستيطان السابق.
واعتقلت قوات الاحتلال، فجر اليوم الثلاثاء، 10 مواطنين من محافظة نابلس شمال الضفة، حيث اعتقلت ثمانية منهم من بلدة بيتا جنوبا، بعد تفتيش منازل ذويهم، ومن بينهم منور عبد الرحمن بني شمسة وهو أمين سر حركة فتح في تلك البلدة.
وذكرت مصادر محلية أن تلك القوات اقتحمت قرية عورتا جنوبا، واعتقلت الأسير المحرر والباحث عبد السلام عواد، كما داهمت قرية أوصرين واعتلقت الأسير المحرر سامر حمدي مفلح، عقب مداهمة منزليهما وتفتيشهما.
واستولت قوات الاحتلال الاسرائيلي على ذهب وأموال من أحد المنازل في منطقة الثغرة جنوب شرق طوباس شمال الضفة، بعد أن داهمت منزل المواطن عبد الله نواف دراغمة ومنزل والدته، وفتشت المنزلين، وتعمدت العبث وتخريب محتوياتهما.
كذلك اعتقلت قوات الاحتلال، فجر الثلاثاء، مواطنا من بلدة كفر ثلث جنوب مدينة قلقيلية، بعد اقتحام منزله وتفتيشه، كما داهم جنود الاحتلال عدة منازل في بلدة عسلة، التابعة لمدينة قلقيلية.
وتخلل حملات جيش الاحتلال اقتحام بلدة سلواد الواقعة إلى الشرق من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، وأجرى فيها عمليات تفتيش، واعتقل من هناك اثنين من المواطنين، بعد أن فتش منازلهم.
وفي سياق قريب، حطم مستوطنون نصب الشهيد زياد أبو عين، الرئيس السابق لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، في قرية ترمسعيا شمال مدينة رام الله.
وذكرت مصادر محلية أن عددا من المستوطنين تسللوا في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، من مستوطنة “شيلو” باتجاه النصب التذكاري في أراضي ترمسعيا، وقاموا بتحطيمه والفرار من المكان.
جدير ذكره أن الشهيد أبو عين ارتقى خلال مواجهات شعبية اندلعت في بلدة ترمسعيا يوم العاشر من ديسمبر من العام 2014.
وكان مستوطنون اقتحموا ليل الإثنين أطراف حي الطيرة بمدينة رام الله، وقال سكان من المنطقة إن مستوطنين اقتحموا الحي وعربدوا في المكان وسط إطلاق النار، بالتزامن مع اقتحام جيش الاحتلال المنطقة لحمايتهم، ما أدى لاندلاع مواجهات شعبية، تصدى خلالها الأهالي للهجوم.
وفي سياق قريب، اعتقلت قوات الاحتلال مواطنا من مدينة الخليل جنوب الضفة، وأغلقت مدخل شارع الشهداء وسط المدينة، ومنعت المواطنين من الدخول والخروج عبر الحاجز العسكري، بحجة احتفال المستوطنين بأحد الأعياد اليهودية.
وهذا الشارع تغلقه قوات الاحتلال منذ عام 1994 أمام حركة المركبات الفلسطينية، في أعقاب مجزرة الحرم الإبراهيمي، ثم منعت المواطنين الفلسطينيين من المشي في الشارع نهاية عام 2000، بدعوى توفير الحماية لعشرات المستوطنين الذين يحتلون قلب الخليل، كما تغلق قوات الاحتلال أكثر من 500 محل تجاري في وسط المدينة، كما تقيم تلك القوات نحو مئة حاجز وبوابة حديدية من أنواع مختلفة فيها، في الوقت الذي يتمتع فيه المستوطنون بحرية الحركة في الشوارع المغلقة، ويحظون بحماية قوات الاحتلال.
إلى ذلك فقد اعتقلت قوات الاحتلال مواطنا من بلدة الرام الواقعة شمال مدينة القدس المحتلة، وحولته إلى أحد مراكز التحقيق في المدينة.
واقتحم عشرات المستوطنين باحات المسجد الأقصى، بحماية أمنية مشددة وفرتها شرطة الاحتلال الخاصة، وأجروا جولات استفزازية، في إطار دعوات جماعات “الهيكل” المزعوم لتكثيف الاقتحامات في هذه الأوقات، للاحتفال بأحد الأعياد اليهودية.
وأجرى المستوطنون جولات استفزازية في المسجد منذ لحظة دخولهم من “باب المغاربة” في الوقت الذي شددت فيه قوات الاحتلال من إجراءات الدخول على المصلين الفلسطينيين.
جدير ذكره أن المستوطنين كثفوا خلال الأيام القليلة الماضية من هجماتهم ضد المناطق الفلسطينية، بحماية من جيش الاحتلال، والتي تخللها اقتلاع وتدمير مئات الأشجار ومنها أشجار زيتون معمرة وكذلك أشجار عنب.
وأقدم مستوطنون، الثلاثاء، على تقطيع أشجار كرمة، من أراضي بلدة الخضر جنوب بيت لحم، وقال مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم، حسن بريجية، إن المستوطنين قطعوا عددا من أشجار الكرمة في منطقة فاغور، المحاطة بمستوطنات “دانيال” و”إليعازر” و”أفرات” المقامة على أراضي المواطنين.
وحذر من خطورة استغلال المستوطنين لحالة الطوارئ المعلنة، والتزام المواطنين بيوتهم، للاستيلاء على أراضيهم.
يشار إلى أن المستوطنين قاموا، خلال الأسبوعين الماضيين، باقتلاع نحو 800 شجرة من بلدة الخضر، و400 شتلة في وادي فوكين الإثنين.
وهذه البلدة، تتعرض لهجوم استيطاني كبير، حيث تقام حولها خمس مستوطنات وهي “بيتار عيليت وموفي بيتار وصور هداسا وهدار بيتار”.
في السياق، حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من إقدام سلطات الاحتلال على استغلال الانشغال العالمي بفيروس “كورونا” للانقضاض على ما تبقى من الأرض الفلسطينية المحتلة وسرقتها وتهويدها، مؤكدة أن هذا الأمر يتطلب “إجراءات دولية عاجلة، لوقف التغول الأمريكي الإسرائيلي على شعبنا وأرضه وممتلكاته ومقدساته، بما في ذلك ضرورة معاقبة إسرائيل كدولة احتلال على انتهاكاتها الجسيمة، وخروقاتها الفظة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف وقرارات الأمم المتحدة”.
وأشارت الخارجية في بيان لها إلى أن سلطات الاحتلال تواصل استهداف منطقة جنوب، وجنوب غرب وشرق نابلس بهدف الاستيلاء على أراضي المواطنين الفلسطينيين الواقعة فيها لأغراض بناء تجمع استيطاني ضخم، يفصل شمال الضفة الغربية عن وسطها وجنوبها.
وأكدت أنه في الآونة الأخيرة تصاعدت إجراءات وتدابير قوات الاحتلال والمستوطنين الاستعمارية في تلك المنطقة، عبر محاولات المستوطنين للسيطرة على سلسلة الجبال المطلة على بلدتي بيتا وقصرة، وإقدام قوات الاحتلال على استكمال حلقات هجومها الممنهج والمدروس على تلك المنطقة من خلال شنها حملة واسعة من الاعتقالات لمواطنين من تلك المناطق، خاصة اقتحامها بلدة بيتا جنوب نابلس وشن حملة دهم وتفتيش في العديد من المنازل واعتقال ثمانية مواطنين، وهو ما جرى أيضا في بلدة عورتا وقرية أوصرين.